دبي: نادية سلطانجددت شرطة دبي تحذيرها من مخاطر الألعاب الإلكترونية التي تتضمن عنفاً وسلباً لعقول الأطفال، وتتضمن بعض عمليات التدرج في التحدي، حتى طلب الوصول لارتكاب جريمة لإنهاء اللعبة، مثال «لعبة الحوت الأزرق» المنتشرة على مستوى العالم، وتسببت في عدد من عمليات الانتحار بين الأطفال والمراهقين، آخرها حالتا انتحار في دولة عربية في غضون شهر واحد.ودعت شرطة دبي أولياء الأمور إلى ضرورة مراقبة أطفالهم عند استخدامهم مواقع التواصل الاجتماعي، وتوجيههم بالابتعاد عن تحميل الألعاب التي تعلم العنف بأشكاله أو تعلم ارتكاب بعض الجرائم، بل تعريفهم أن قيمنا الدينية والمجتمعية وعاداتنا وتقاليدنا ترفض استخدام العنف بكافة أشكاله.لا بلاغاتوأكد اللواء خليل إبراهيم المنصوري مساعد القائد العام لشرطة دبي لشؤون البحث الجنائي، أنه لم نتلقَ أي بلاغ إلى الآن بشأن أية محاولات انتحار أو حالات وفاة ناتجة عن استخدام الألعاب الإلكترونية في دبي، ولكن من خلال رصد العديد من المواقع، وتحليل بعض تلك الألعاب نجد أن بعضها يشكل هاجساً على مستوى العالم، بسبب ما تحويه تلك المواقع والألعاب الخطرة من تحريض وعنف وترويج لبعض الأفعال المجرمة. وأشار اللواء المنصوري إلى أن هناك جماعات وعصابات إجرامية أصبحت توجه سمومها للأطفال والمراهقين خاصة ومحاولات جذبهم لتلك المواقع، أو الألعاب التي أصبحت تشكل خطراً كبيراً، وتعلم الأطفال سلوكيات تتنافى والقيم الدينية والعادات والتقاليد، بل تدفع إلى ارتكاب أو تعلم بعض الجرائم مثل الانتحار أو ارتكاب جرائم أو تعاطي المخدرات، أو التوجه إلى الفكر الإرهابي، أو التحريض على الإساءة للأهل والمجتمع وغيرها.ودعا المنصوري الآباء والأمهات إلى أن يكون لديهم حس أسري يرتبط بالحس الأمني لحماية أطفالهم والنشء من تلك الأفعال، وتوعيتهم بعدم تقبل أو تحميل أية ألعاب أو تطبيقات تحرض على العنف بأشكاله، أو تسيء للمجتمع.دور الأسرولفت إلى أن رب الأسرة لا بد أن يتدخل في اختيارات أبنائه لتلك الألعاب، وان تكون لديه رقابة من وقت لأخر على استخدامات أبنائه للشبكة العنكبوتية والمواقع التي يستخدمونها أو يتواصلون مع آخرين عبرها، وتعريفهم أن هذا الأمر هو لحمايتهم من أية مخاطر، بل لا بد أن يكون صديقاً لأبنائه ويشاركهم هواياتهم حتى لا يشعروا بتلك الرقابة.وطالب المنصوري الأسر بعدم ترك أبنائهم بمفردهم داخل محال الألعاب الإلكترونية المنتشرة بل لابد من مصاحبتهم إليها، لأن خطر تلك الألعاب وما ينتج عنها من عنف وتعلم سلوكيات غير مرغوب فيها ، لأنها تتنافى والعادات والتقاليد والقيم الدينية والمجتمعية، أصبح كبيراً بسبب الخبث والإجرام الذي تحتويه.دوريات إلكترونيةوحول دور أجهزة الشرطة في الحد من تلك المواقع والألعاب الخطرة، قال المنصوري إن شرطة دبي كان لها الريادة في إنشاء إدارة لمكافحة الجرائم الإلكترونية بشكل عام، وتسيير دوريات إلكترونية تصل إلى نحو 4 آلاف دورية شهريا لرصد تلك المواقع الخطرة والمشبوهة والتي تروج لبعض الأفعال المجرمة ، وذلك من خلال متخصصين من الضباط والأفراد في مكافحة الجريمة الإلكترونية، حيث يتم بالتنسيق مع الجهات المعنية في الدولة بحجب تلك المواقع الخطرة لمنع وصولها إلى أبنائنا، مشيراً إلى حجب نحو 40 موقعاً خلال العام الماضي.وذكر أن مروجي المخدرات على سبيل المثال استغلوا شغف الأطفال والمراهقين بالألعاب الإلكترونية وقاموا بإنتاج برامج إلكترونية تروج لها، من خلال ألعاب خبيثة وهو ما تنبهت له الأجهزة الأمنية وقامت بحجب العديد من المواقع الإلكترونية التي تروج لها.تحدٍ ولفت إلى أن هناك تحدياً كبيراً ما بين الأجهزة الأمنية وظهور عشرات المواقع والألعاب الإلكترونية الخطرة بشكل يومي، ما يتطلب وجود وعي أكبر من قبل الأسر تجاه أبنائهم، وأيضاً إيجاد آلية من الأجهزة المعنية تمنع دخول هذا المواقع والتطبيقات إلى الدولة، إضافة إلى مطالبة الإعلام بدور أكبر في التوعية والتحذير منها بنشر المخاطر التي تنتج من وراء استخدامها.وحذر المنصوري من منع الأطفال والمراهقين من استخدام التطبيقات الإلكترونية كلياً، لأنه غير مجدٍ مع التطور التكنولوجي والذكي الذي نعيشه، ولكن لابد من الرقابة والمتابعة والتوجيه إلى الاستخدامات الصحيحة والراقية.
مشاركة :