بيروت: «الخليج»طويت صفحة استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري بعد إعلانه البيان الوزاري التوضيحي بشأن سياسة النأي بالنفس، فيما ينتظر اللبنانيون أن تتفرغ الحكومة لتفعيل عملها وإجراء الانتخابات في مايو المقبل واستكمال الورشة الإنمائية والاقتصادية وسط ارتياح وترحيب عام داخلي وخارجي بعودة الأمور إلى طبيعتها، فيما يفتتح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون غداً الجمعة في باريس اجتماعاً لمجموعة الدعم الدولية للبنان في حضور الحريري ومسؤولين دوليين كبار وفق ما أعلن قصر الإليزيه. وأعرب الحريري أمام زواره مساء امس الأول، عن ارتياحه لما «تم التوصل إليه في مجلس الوزراء في موضوع النأي بالنفس، معتبراً «أن ما صدر كان قراراً حكومياً، وليس مجرد بيان، بالتزام كل المكونات السياسية بالنأي بالنفس عن الصراعات والحروب والتدخلات الإقليمية»، مؤكداً أنه سيتابع شخصياً موضوع تنفيذ مسألة النأي بالنفس على الأرض».وفي هذا السياق لفت الرئيس ميشال عون إلى أن «البيان الذي صدر عن مجلس الوزراء أمس لا يشكل ربحاً لفريق أو خسارة لآخر، لأن الرابح هو لبنان الذي استطاع بوحدة أبنائه وتضامنهم حول مؤسساتهم الدستورية، المحافظة على استقراره وأمنه وسلامه». وأكد أن «صفحة الأزمة الأخيرة التي مرّ بها لبنان طويت والعمل الحكومي سوف ينتظم من جديد لاستكمال ما كانت بدأته الحكومة خلال الأشهر الماضية، بما في ذلك إجراء الانتخابات النيابية»، مشيراً إلى أنه «يمكن التوصل إلى قواسم مشتركة تعزز الاستقرار وتحصن الوحدة بين اللبنانيين بالحوار حول مختلف القضايا التي تهمهم ولاسيما الاستراتيجية الدفاعية».ونقل النواب عن رئيس مجلس النواب نبيه بري في لقاء الأربعاء النيابي أمس، ارتياحه لما حصل في مجلس الوزراء من إجماع على البيان الذي صدر عنه، معتبراً «أنه يشكل خطوة إيجابية لإعادة انتظام وتفعيل عمل الحكومة من أجل استكمال معالجة القضايا والملفات الحيوية في البلاد، وفي مقدمها ملف النفط الذي يجب الإسراع بإنجاز كل ما يتعلق به للانتقال إلى مرحلة التلزيمات والاستثمار»، مجدداً التأكيد على أهمية المبادرة في العمل على هذا المسار، منبهاً إلى «ما يقوم به العدو «الإسرائيلي» من إنجاز خط بحري لنقل الغاز إلى العمق الأوروبي». خارجياً، رحب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بعدول الرئيس الحريري عن الاستقالة، وقال قصر الإليزيه في بيان أمس، إن «الرئيس ماكرون أحيط علماً بالإعلان السياسي الصادر عن مجلس الوزراء الذي ترأسه بشكل استثنائي الرئيس عون والذي أتاح لرئيس الوزراء سعد الحريري الرجوع عن استقالته وتحمّل مهامه مجدداً بشكل كامل»، موضحاً أن «فرنسا ستتابع باهتمام احترام الأطراف اللبنانية كافة لتعهداتها، وأن الرئيس ماكرون أحيط علماً أيضاً بتأكيد مجلس الوزراء اللبناني تبني سياسة النأي بالنفس عن النزاعات في المنطقة».