لم تكتفِ ميليشيا جماعة الحوثي الإيرانية بخيانة العهد، ونقض المواثيق بالانقلاب على الشرعية، والغدر بالرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، وهو حي، من خلال اغتياله مع عدد من قادة ورموز الحزب، أبرزهم أمين عام حزب المؤتمر عارف الزوكا، والعميد طارق محمد عبدالله صالح، نجل شقيق صالح قائد قوات المؤتمر، بل تمادت تلك الجماعة الطائفية الظلامية الدموية في غدرها ووحشيتها المنزوعة الضمير والإنسانية إلى حد حرمان أسرة وذوي «صالح» من استلام جثته لتشييعها ودفنها، واشترطت لدفنها أن توارى الثرى سراً وبعيداً عن صنعاء، وعدم الإعلان عن موعد تشييع الجثمان ودفنه، وألا يكون التشييع شعبياً.واشترطت الميليشيا الإيرانية ألا يُدفن جثمان صالح في حديقة جامع الصالح في ميدان السبعين بصنعاء، كما أوصى الرئيس السابق المغدور قبل اغتياله، وهو ما يشير إلى أن جماعة الحوثي رغم اغتيالها «صالح» غدراً، ما زالت تهابه وهو ميت. وبالنظر إلى إجراءات وممارسات جماعة الحوثي إزاء تعاملها مع تداعيات الأحداث الراهنة في صنعاء، وآخرها اعتداء الميليشيات على تظاهرة نسائية، أمس الأربعاء، حيث أظهرت مقاطع فيديو قيام ميليشيات الحوثي بمهاجمة وتفريق بقوة السلاح تظاهرة نسائية رفعت صور «صالح» في صنعاء، وكانت التظاهرة في طريقها من ميدان السبعين صوب المستشفى العسكري للمطالبة بتسليم جثة «صالح»، فإن إجراءات وممارسات الحوثيين تعكس مدى خشيتهم العارمة من تحول مراسم تشييع جثمان «صالح» إلى تظاهرة شعبية غير مسبوقة ترفع صوتها متحدية أزيز رصاص عناصر ميليشياتهم، تعقبها تحركات فعلية على أرض الواقع في إطار انتفاضة صنعاء، تهدد الميليشيا الحوثية ومستقبل مشروعها ذي الأجندة الطائفية المدعوم من إيران، والهادف إلى ابتلاع اليمن والتمدد والتوسع في خاصرة منطقة الخليج العربي وتهديد مصالح وأمن واستقرار دول الجوار، والسيطرة على أهم الممرات المائية الدولية وخطوط التجارة العالمية أهمها باب المندب. وفي الشأن ذاته، تداولت وسائل إعلامية أنباء تُفيد بدفن جثمان الرئيس اليمني السابق صالح، بصمت أي من دون مراسم جنائزية في صنعاء، وذلك ليلة الثلاثاء /الأربعاء، ويأتي تردد هذه المعلومات بالتزامن مع تصريحات إعلامية أطلقها منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن جيمي ماكجولدريك، الثلاثاء، وأفادت تصريحات المسؤول الأممي بأنه من المتوقع والمقرر دفن جثمان «صالح» يوم الثلاثاء من دون تحديد موعد زمني دقيق والإدلاء بمعلومات أوفى حول كيفية ومكان دفن «صالح». وأفادت وسائل إعلام يمنية، امس الأربعاء، بأن ميليشيات الحوثي دفنت جثمان صالح في مقبرة الشهداء، بالعاصمة صنعاء بحضور عدد قليل من أقاربه البعيدين وأبناء بلدته. ونقل موقع «المشهد اليمني» في خبر عاجل امس الأربعاء، عن مصدر مطلع، أن عملية الدفن تمت بسرية تامة، وقد منع المشاركون في تشييع الجنازة من حمل هواتفهم النقالة، كما سمحت الميليشيات لعدد قليل جداً من أبناء منطقته، ومن أقاربه البعيدين في المشاركة.ونقل الموقع عن ناشط من حزب المؤتمر الشعبي العام أن عملية دفن جثمان صالح جرت ليلاً على ضوء مصباح، وبحصور 5 أشخاص فقط من عائلته.