مجلة تايم الأميركية أنها اختارت الحركة الاجتماعية التي تهدف إلى زيادة الوعي بشأن التحرش والاعتداء الجنسي والتي تجسدت في وسم “مي تو” (أنا أيضا) على مواقع التواصل الاجتماعي أكثر “شخصية” مؤثرة في عام 2017.العرب [نُشر في 2017/12/07، العدد: 10835، ص(24)]كسر الصمت يؤثر على العالم لندن – اختارت مجلة تايم الأربعاء “كاسري الصمت” الذين كشفوا عن فضائح التحرش والاعتداء الجنسيين في أوساط مختلفة في الولايات المتحدة، “شخصية العام”. وتشمل عبارة “كاسري الصمت” مجموعة واسعة من الأشخاص غالبيتهم من النساء انطلاقا من اللواتي اتهمن علنا المنتج الأميركي النافذ هارفي واينستين، إلى الذين رووا تجاربهم مع الاعتداءات الجنسية من خلال وسم #مي تو (أنا أيضا) في الولايات المتحدة وخارجها. وصدر عدد المجلة الأميركية بغلاف ظهرت عليه الممثلة آشلي جاد والمغنية تايلور سويفت والموظفة السابقة في شركة أوبر سوزان فاولر اللواتي كن في طليعة من فضحن تحرشات واعتداءات جنسية، فضلا عن امرأة لم تسفر عن وجهها تمثل اللواتي فضلن عدم الكشف عن هوياتهن. وقال رئيس التحرير إدوارد فيلسينثال لبرنامج توداي على شبكة “إن.بي.سي”، “هذه أسرع حركة تغير اجتماعي شهدناها منذ عقود. وبدأت بتصرفات فردية شجاعة من المئات من النساء والبعض من الرجال أيضا الذين قرروا أن يحكوا قصصهم”. وأضاف “تحركات النساء على غلافنا مع المئات من النساء الأخريات والكثير من الرجال أيضا، تسببت في تغييرات هي الأسرع في ثقافتنا منذ الستينات”. وتابع في بيان “كاسرو الصمت هم شخصية العام لأنهم كشفوا عن أسرار ليست بأسرار لأنهم انتقلوا من شبكة الهمس إلى شبكات التواصل الاجتماعي، لأنهم دفعونا جميعا إلى التوقف عن القبول بما ليس مقبولا”. وتعكس جائزة المجلة هذه السنة حجم الحركة التي هزت الولايات المتحدة وتردد صداها في العالم بأسره مع وسم #أنا أيضا، منذ أول الاتهامات التي نشرت في صحيفة نيويورك تايمز ومجلة ذي نيويوركر ضد المنتج الأميركي النافذ جدا هارفي واينستين مطلع أكتوبر الماضي. ومنذ ذلك التاريخ لا يمر يوم من دون أن تتهم شخصيات بارزة بالتحرش أو الاعتداء الجنسي، وقد تمت إقالة أو تعليق مهام الكثير منها. ويشكل الرجال النافذون في أوساط الترفيه والإعلام والثقافة والسياسة غالبية المتهمين، فيما يأتي الضحايا من كل القطاعات على ما ذكرت المجلة. وتتبع المجلة هذا التقليد منذ عام 1927 باختيار شخصية العام التي كانت الأكثر تأثيرا في مجرى الأحداث في العالم سواء بشكل إيجابي أو سلبي. وكان معظم الذين اختارتهم المجلة حتى الآن أفرادا، لكنها اختارت مجموعات في عدة مناسبات، فقد اختارت “مكافحي الإيبولا” عام 2014، بينما اختارت “المحتج” عام 2011 لتكريم المشاركين في الانتفاضات بالعالم العربي. وقالت الشاعرة والإعلامية التونسية لمياء المقدم “هذه الجائزة تلقي المزيد من الضوء على قضية مسكوت عنها ليس فقط في الثقافة العربية وإنما في جميع أركان العالم”. واعتبرت المقدم في تصريح لـ”العرب” أن “منح هذه الجائزة لصاحبات مبادرة التكلم عن التحرش من شأنه أن يشجع المزيد من النساء على كسر دائرة الصمت والخروج من سجن الضحية إلى دور الفاعل”. وأشارت إلى أنها “تجد أن التحرش ليس مرتبطا بجنس المتحرش وإنما يجب أن يوضع في إطار تجريم الفعل ذاته بغض النظر عن جنس فاعله”، موضحة أنه “يبقى من الضروري أن يكون هناك تعريف محدد وواضح لفعل التحرش حتى لا يتحول التحرش من ممارسة سلبية يجب تجريمها، إلى هوس وفوبيا وصلت بالبعض إلى حد اعتبار قبلة الأمير للأميرة النائمة في القصة العالمية المعروفة نوعا من التحرش يجب بموجبه شطب هذه القصة من التراث الإنساني”.
مشاركة :