استيقاظ الخلايا النائمة يهدد منجزات الحرب على داعش في العراق

  • 12/7/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تسجيل خروقات أمنية واسعة شهدتها أحياء جنوب شرقي مدينة الموصل مركز محافظة نينوى إثر محاولات عناصر من داعش إعادة التمركز وتنفيذ هجمات.العرب  [نُشر في 2017/12/07، العدد: 10835، ص(3)]عين على المنافذ وإصبع على الزناد الموصل (العراق) - يسجّل أهالي العديد من مناطق محافظة نينوى بشمال العراق، عودة ملحوظة لأنشطة خلايا صغيرة من تنظيم داعش، يبدو أنّها نجحت في تجاوز عاصفة الحملة العسكرية واسعة النطاق التي شنّتها القوات العراقية المشتركة بدعم من التحالف العربي، وبدأت تستيقظ وتستجمع عناصرها لاستئناف النشاط بتكتيك جديد يقوم على حرب العصابات بعيدا عن السيطرة على الأراضي بشكل واسع. كما تمّ رصد تحرّكات مماثلة لخلايا التنظيم في مناطق محافظة ديالى بشرق البلاد وصلاح الدين وكركوك بشمالها، ما جعل البعض يحذّر من انتكاسة لمنجزات الحرب على تنظيم داعش في العراق وتلاشي حالة الاستقرار النسبي التي تحقّقت بفعلها. وسبق لمجلس محافظة ديالى أن حذّر على لسان رئيسه علي الدايني مما سماها الفراغات الأمنية القاتلة داخل المحافظة، مؤكّدا أن تنظيم داعش لم يمت، وأن خلاياه النائمة لا تزال تمثل خطرا جديا. وسُجّلت خلال الأيام القليلة الماضية خروقات أمنية واسعة شهدتها أحياء جنوب شرقي مدينة الموصل مركز محافظة نينوى إثر محاولات عناصر من داعش إعادة التمركز وتنفيذ هجمات. واضطرت القيادة العسكرية العراقية إلى الدفع بتعزيزات جديدة وتنفيذ عمليات تمشيط ومداهمات أسفرت عن القبض عن العشرات من عناصر التنظيم وقتل عدد آخر. والثلاثاء الماضي حذّر التحالف الدولي ضدّ تنظيم داعش بقيادة الولايات المتّحدة من أن بضعة آلاف من مقاتلي تنظيم داعش لا يزالون ينشطون على الأراضي العراقية والسورية. وقال الكولونيل بالجيش الأميركي رايان ديلون المتحدث باسم التحالف إن التقديرات تشير إلى أن حوالي ثلاثة آلاف من مقاتلي تنظيم داعش لا يزالون داخل أراضي البلدين ويمثلون تهديدا، مضيفا “سنواصل دعم قوات شركائنا لهزيمتهم”. وبشأن تجدّد تهديدات داعش للموصل، قال نقيب في جهاز الأمن الوطني العراقي إنّ العشرات من عناصر التنظيم تسللوا خلال الأسابيع الماضية إلى أحياء 122، ويارمجة الشرقية، والسلام، والساهرون، والوادي جنوب شرقي الموصل قادمين من نواحي القيارة وحمام العليل والشورة في المحور الجنوبي للمدينة، حيث استطاعوا التمركز في تلك الأحياء، وتكوين خلايا مسلحة، واتخاذ مواضع هامة تمكنهم من القتال والمواجهة والفرار عند تأزم الأوضاع. ونقلت وكالة الأناضول عن الضابط دون ذكر اسمه قوله إنّ عناصر التنظيم، بدأوا بمساعدة بعض السكان المحليين، بتنفيذ نشاطات إرهابية شملت زراعة 4 عبوات ناسفة في حيي الساهرون، والوادي، تسبب انفجارها بمقتل عنصري أمن واصابة 3 مدنيين بجراح مختلفة، واغتيال شرطي في حي يارمجة الشرقية، فضلا عن تهديد أصحاب صالونات الحلاقة الرجالية بالتصفية ما لم يتوقفوا عن ممارسة عملهم. وتابع أنّ القوات الأمنية المتواجدة في تلك المنطقة تدخلت خلال اليومين الماضيين بعد أن وردت إليها معلومات استخباراتية بتفاصيل دقيقة عن تحرّكات الإرهابيين وأنشطتهم، وقررت على الفور التدخل للقبض عليهم الأمر الذي أدى الى وقوع اشتباكات مسلحة بين الطرفين كانت الكفة خلالها لصالح عناصر التنظيم الذين استطاعوا قتل 4 عناصر أمن وإعطاب 6 مركبات عسكرية. وفي ذات السياق قال العقيد أحمد الجبوري من قيادة عمليات نينوى التابعة للجيش العراقي، إن “تدهور الأوضاع الأمنية جنوب شرقي الموصل استدعى من قيادة عمليات نينوى الاتصال بالقيادة العسكرية العليا من أجل التدخل والسيطرة على الوضع قبل انفلاته بشكل يصعب السيطرة عليه؛ الأمر الذي دفع بالقيادة العليا إلى إرسال قوة قتالية مشتركة من محور الجزيرة والبادية التابعة للجيش إلى المناطق التي شهدت اضطرابا أمنيا”. وأضاف أن “القوة العسكرية الخاصة عملت منذ صباح الثلاثاء على تطويق أحياء 122، ويارمجة الشرقية، والسلام، والساهرون، والوادي جنوب شرقي الموصل، والشروع بتنفيذ عملية دهم وتفتيش واسعة من المحاور كافة، أسفرت في نهاية اليوم عن مقتل 9 مسلحين من تنظيم داعش، والقبض على 128 مشتبها به، والاستيلاء على أسلحة مختلفة كانت بحوزة الإرهابيين”. ولفت الجبوري إلى أن “جميع المشتبه بهم جرت إحالتهم إلى الجهات الأمنية المختصة للتحقيق معهم من أجل معرفة أسباب تواجدهم في تلك المناطق، والجهات التي ساعدتهم وعملت على تسهيل دخولهم إلى المدينة وتنفيذ عملياتهم الإرهابية”. ورغم إعلان الحكومة العراقية في شهر يوليو الماضي إنهاء وجود تنظيم داعش في الموصل إلاّ أن التنظيم ما زال يحتفظ بجيوب وخلايا نائمة في بعض مناطق محافظة نينوى، كما أن تعاون بعض السكان المحليين معه يثير القلق من أنّه ما زال يحتفظ له بحواضن قد تساعده على إعادة التمركز مستقبلا.

مشاركة :