شجرة الزيتون التي ذكرها الله في محكم تنزيله بقوله تعالى في سورة التين: "وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ* وَطُورِ سِينِينَ* وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ"، إلى آخر الآيات الكريمة، كانت ولا تزال خير مثالٍ على الشجرة المقدسة التي بارك الله فيها وفي ثمارها منذ بدء الخليقة، وفي كل يوم يمضي تظهر شجرة الزيتون عظم مكانتها التي نزلت في القرآن الكريم، ولعل شجرة زيتون "العكاريت" الشهيرة، هي المثال الحي لهذه البركة والقداسة. زيتونة "العكاريت"، التي تعد أكبر وأقدم أشجار الزيتون ليس في تونس فقط، بل في منطقة حوض البحر المتوسط بأكملها، حيث تجاوز عمرها 900 عام، حتى أن الكثير من كبار السنّ في المنطقة يتذكرونها ويعرفونها منذ أيام طفولتهم الأولى ويتحدثون عنها، وهي موجودة في منطقة "الدويرات" في ولاية "تطاوين" في أقصى الجنوب الشرقي لتونس، المعروفة رغم طبيعتها الجبلية بزراعتها وإنتاجها للزيتون وصادراته، كما أنها معروفة أيضاً بطريقة سكانها الخاصة في زراعة هذه الشجرة المباركة ورعايتها. وفي تصريح للمزارع التونسي "عروسي العكروت" مالك زيتونة "العكاريت" الشهيرة لوسائل الإعلام، أشار إلى أنه كان قد ورث زيتونته التاريخية عن جده، ويعود عمرها إلى العهد الروماني، حيث يبلغ قطرها أكثر من 116 متراً، وتغطي مساحة تتجاوز الأف متر مربع، وتنتج زيتونة "العكاريت" ما يقارب الـ1500 لتر من زيت الزيتون الصافي ذي الجودة العالية، مؤكداً أنه يقوم برعايتها من تسعينات القرن الماضي، إلا أن إنتاجها بدأ بالتراجع خلال السنوات الأخيرة بسبب قلة الأمطار التي تشهدها البلاد ومدينة "تطاوين" تحديداً، وعلى الرغم من ذلك لا تزال تطرح ثمارها وزيتها في كل عام. والجدير بالذكر، بأن الجمهورية التونسية قد احتلت المركز الأول على مستوى العالم خلال العام 2015، في تصدير الزيتون وزيت الزيتون، حيث حققت صادرات قياسية تقدر بـ300 ألف طن، متفوقة على كل من إسبانيا وإيطاليا. الأردن- محمد المعايطةشجرة الزيتونتونسزيت الزيتونأشجار معمرةأشجار غريبةثقافة وعلوم
مشاركة :