غزة - دعا رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية الخميس إلى إطلاق انتفاضة جديدة ردا على قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. وقال هنية في كلمة له في مدينة غزة "هذه السياسة الصهيونية المدعومة أميركيا لا يمكن مواجهتها إلا بإطلاق شرارة انتفاضة متجددة"، مضيفا "نطالب وندعو بل ونعمل وسنعمل على إطلاق انتفاضة في وجه الاحتلال، لا توجد اليوم أنصاف حلول". ومساء الأربعاء، أعلن ترامب اعتراف بلده رسميا بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارة بلده من تل أبيب إلى المدينة المحتلة. وغير بذلك سياسة أميركية استمرت لعقود الأربعاء وخطا خطوة هددت مساعي السلام في الشرق الأوسط وأثارت غضب العالم العربي والحلفاء الغربيين على حد سواء. وقال هنية " نطالب السلطة الفلسطينية بإعلان عن تحللها من اتفاقية أوسلو (اتفاقية سلام موقعة بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية عام 1993)". وأضاف "القرار الأميركي بشأن مدينة القدس يعني بداية مرحلة سياسية جديدة، وعملية السلام تم قبرها مرة واحدة وإلى الأبد". وأضاف"لم يعد هناك عملية تسوية أو سلام، لا يوجد شيء اسمه شريك في عملية السلام، لا يوجد شيء اسمه صفقة قرن". كما دعا القيادات الفلسطينية والدول العربية والإسلامية، إلى مقاطعة "الإدارة الأميركية". وبين هنية أن الشعب الفلسطيني يقف أمام "منعطف تاريخي تمر بها القضية، ومن قلبها القدس؛ وتمر بها الأمة العربية والإسلامية بعد هذا القرار الأميركي". وقال هنية إن القدس، بشقيها الشرقي والغربي، هي "فلسطينية عربية إسلامية، وعاصمة دولة كل فلسطين". وتابع "فلسطين أيضا واحدة وموحدة لا تقبل القسمة لا على دولتين على وكيانين، فلسطين لنا والقدس كل القدس لنا"، ولا شرعية للاحتلال الإسرائيلي على أرض فلسطين". وأكد على ضرورة "الإسراع في تطبيق خطوات المصالحة الفلسطينية والوحدة الوطنية". ودعا إلى ضرورة "تجاوز الحديث عن مرحلة إنهاء الانقسام، والذهاب سريعا لترتيب الأطر القيادية والفلسطينية لوضع إستراتيجية لمواجهة إسرائيل". وعم الإضراب الشامل في الأراضي الفلسطينية الخميس وأغلقت المحال التجارية أبوابها، وأقفلت المدارس احتجاجا على قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. وكانت الفصائل الفلسطينية دعت ليلة الأربعاء إلى إضراب، وأصدرت وزارة التربية والتعليم بيانا دعت فيه إلى تعطيل الدراسة الخميس، وأن يشارك المعلمون والطلاب في مسيرات. وأبرزت الصحف الفلسطينية الصادرة الخميس على صدر صفحاتها الأولى إعلان الرئيس الأميركي الذي والدعوات إلى الإضراب. العراق يدعو ترامب للتراجع عن قراره وطالب العراق الخميس الحكومة الأميركية بالتراجع عن قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل لتفادي تأجيج الإرهاب بينما قال فصيل عراقي كبير إن القرار مبرر لاستهداف القوات الأميركية. وجاء في بيان الحكومة العراقية "نحذر من التداعيات الخطيرة لهذا القرار على استقرار المنطقة والعالم". وأضاف البيان "على الإدارة الأميركية التراجع عن هذا القرار المجحف لإيقاف تصعيد خطير يؤدي إلى التطرف وخلق أجواء تساعد على الإرهاب". وقالت حركة النجباء المدعومة من إيران إن قرار ترامب سيكون "مبررا شرعيا لاستهداف القوات الأميركية". وقال زعيم الحركة أكرم الكعبي "القرار الأحمق لترامب لجعل القدس عاصمة للصهاينة سيكون شرارة انتفاضة كبرى لإزالة هذا الكيان من جسد الأمة الإسلامية ومبررا شرعيا لاستهداف القوات الأميركية". وتقود الولايات المتحدة التحالف الدولية الذي يساعد العراق في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية والذي قدم دعما جويا وبريا مهما. وللتحالف أكثر من خمسة آلاف جندي منتشرين في العراق. حركة النجباء التي لها نحو عشرة آلاف مقاتل هي واحدة من أهم الفصائل في العراق. ويحارب مقاتلوها تحت لواء قوات الحشد الشعبي وهي تحالف تدعمه إيران ويضم فصائل شيعية لعبت دورا في محاربة الدولة الإسلامية. وتجيز الحكومة العراقية وجود قوات الحشد الشعبي التي تقدم تقارير إلى مكتب رئيس الوزراء حيدر العبادي. "دول أخرى ستحذو حذو أميركا" وفيما يتواصل التنديد الدولي بقرار ترامب، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الخميس إن دولا "كثيرة" ستحذو حذو الولايات المتحدة في الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وإن هناك اتصالات تجري بالفعل في هذا الشأن. ولم يذكر نتنياهو في تصريحه، الذي أدلى به في مقر وزارة الخارجية، أيا من هذه الدول بالاسم. وقال إن بعض الدول قد تنقل سفاراتها من تل أبيب إلى القدس حتى قبل الخطوة الأمريكية التي تتوقع إدارة الرئيس دونالد ترامب أن تستغرق عدة سنوات لتنفيذها. وأعلن الجيش الإسرائيلي الخميس انه نشر تعزيزات في الضفة الغربية المحتلة تحسبا لوقوع مواجهات مع الفلسطينيين، بعد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. وقال الجيش في بيان "تم إصدار قرار بنشر تعزيزات من عدد من الكتائب في منطقة (لضفة الغربية)"، مؤكدا أن هذا يأتي في إطار استعداد الجيش "لتطورات محتملة". ومنذ إقرار الكونغرس الأميركي، عام 1995، قانونا بنقل السفارة في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس، دأب الرؤساء الأمريكيون على تأجيل المصادقة على هذه الخطوة لمدة 6 أشهر؛ حفاظًا على المصالح الأمريكية. واحتلت إسرائيل القدس الشرقية عام 1967، وأعلنت في 1980 ضمها إلى القدس الغربية المحتلة منذ عام 1948، معتبرة “القدس عاصمة موحدة وأبدية” لها؛ وهو ما يرفض المجتمع الدولي الاعتراف به. كما يتمسك الفلسطينيون بالقدس الشرقية عاصمة لدولتهم المأمولة استنادًا لقرارات المجتمع الدولي.
مشاركة :