أكد المحلل السياسي والعسكري الدكتور إبراهيم آل مرعي لـ"سبق" أن قرار نقل السفارة وإعلان القدس عاصمةً لإسرائيل تطورٌ خطير. وأضاف الدكتور "آل مرعي" أن المنطقة العربية والإسلامية تعيش حالة من التَّشَرْذُم وهناك حروب طاحنة وأزمات، وبطبيعة الحال لن يزيد هذا القرار المنطقة إلا توترًا واشتعالًا". وتابع بقوله: "للأسف الدول الكبرى العربية والإسلامية لديها جبهات مفتوحة؛ منها المملكة ومصر، وهناك دول عربية وإسلامية آثرت مهاجمة دول عربية وإسلامية، وعلى الرغم من هذا لم تتخلَّ الدول العربية الكبرى عن موقفها الرافض لهذا القرار". وواصل: "إن مَنْ يقول إن هذا القرار أتى ضمن وعود ترامب الانتخابية، لا أعتقد ذلك؛ حيث لم يَفِ العديد من الرؤساء الأمريكان بالوعود، وبتقييمي: اختيار التوقيت كونه حُوصر من قبل لجان للتحقيق في مسألة التواصل مع روسيا في فترة الانتخابات، وأراد توجيه رسالة للّوبي اليهودي لمساعدته في الخروج من المقتل القانوني الذي قد يقصيه كما حدث مع نيكسون. وأكد أن هذا قرار أحادي من قبل الرئيس ترامب، ولم يحظَ بتأييد العالم خصوصًا الدول الأربع دائمة العضوية؛ فروسيا رأت أن القرار يمثل انشقاقًا، وفرنسا وبريطانيا والصين رفضوا القرار واعتبروا أن التوقيت دون الرجوع للاتفاقيات الموقعة خطأ فادح". وحول آثار القرار: قال المحلل السياسي والعسكري: إن القرار سينسف جميع القرارات الموقعة والذي يتضمن إقامة دولتين، كما أن الدول العربية والإسلامية بدأت منذ خمس سنوات بخطاب ديني وسطي متسامح مع كافة الأديان والشعوب، وهذا القرار لن يخدم هذا التوجه؛ بل على العكس سيكون داعمًا للتطرف". وأبان أن هذا القرار نسف المبادرة العربية التي تدعو للسلام وإنشاء دولتين بحدود معروفة، وإمكانية التفاوض؛ فأثر بشكل سلبي على المبادرة، وإخراج أميركا من الوسيط المقبول إلى الوسيط المنحاز إلى إسرائيل". وأكد آل مرعي في ختام حديثه لـ"سبق": "إن موقف السعودية من القضية الفلسطينية واضح منذ عهد المؤسس -رحمه الله- والملوك من بعده، وإدانة خادم الحرمين لهذا القرار وإصدار بيان شديد اللهجة لإدارة الرئيس الأميركي يدعوه للتراجع عن هذا القرار الذي ينسف المبادرة العربية؛ ما هو إلا نتيجة طبيعية لموقف المملكة من القضية الفلسطينية، وأعتقد أن الرسالة وصلت للإدارة الأميركية.
مشاركة :