قال تعالي في سورة الإسراء ( فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا )ويقول المثل العربي ( للحق دولة وللباطل جولة ) ولاشك أن قرار الرئيس الامريكي ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس هو قرار باطل مرفوض ومكانه مزبلة التاريخ لأن القدس عربية الهوى اسلامية العقيدة وهناك وعد الهي بزوال الكيان الصهيوني المسخ وتحرير القدس وفلسطين من حفدة القردة والخنازير ورجوعها إلى احضان أهلها الاصليين وهم الفلسطينيين أحفاد الكنعانيين. جاء الرد على قرار ترامب من الأمين العام لهيئة الأمم المتحدة انطونيو غوتيريش وهو اعلى منصب إداري في العالم ان قرار الرئيس ترامب مرفوض فهو احادي الجانب وقضية القدس مرتبطة بالتسوية والحل النهائي للقضية الفلسطينية الذي يكون مبنيا على قرارات الأمم المتحدة وبموافقة الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي وانه لا بديل عن حل الدولتين الذي يجعل القدس عاصمة لكل من إسرائيل وفلسطين والدولة الفلسطينية هي الضفة الغربية وقطاع غزة وعاصمتها القدس الشرقية . هناك رفض دولي للقرار الأمريكي فقد صرح الرئيس الفرنسي ماكرون ان قرار ترامب مرفوض بل أن الاتحاد الأوروبي رفض القرار ووصف القرار بمغامرة قد تغير وجه المنطقة وان موقف الاتحاد لم يتغير من الثوابت تجاه القضية الفلسطينية . هناك أيضا رفض روسي وصيني وبريطاني لقرار ترامب الأحادي الذي تجاهل القرارات الدولية ولم بتشاور على الاقل مع الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن فهناك قرارات دولية من أهمها قرار التقسيم 181 وقرار 242 بعد حرب يونيو سنة 1967 وينص على إقامة دولة فلسطينية على حدود ما قبل 5 يونيو 1967 وتتكون من الضفة الغربية وقطاع غزة وعاصمتها القدس الشرقية. هناك موقف لافت الرئيس التركي اوردوغان فقد صرح بأن القدس خط أحمر بالنسبة للمسلمين وان القرار ليس فقط انتهاك للقانون الدولي ولكنه صفعة للضمير الإنساني العالمي وهو كونه رئيس منظمة التعاون الإسلامي سوف يدعوا إلى مؤتمر قمة اسلامي في اسطنبول وسوف تتخذ قرارات مهمة ولو اضطر الأمر سوف تقطع تركيا علاقتها الدبلوماسية في إسرائيل ونامل أن ينفذ الرئيس التركي أردوغان وعوده لأن وعد الحر دين عليه . طبعا المملكة العربية السعودية ودول الخليج وجمهورية مصر هي قلبا وقالبا مع السلطة الفلسطينية والشعب الفلسطيني وهناك رفض قاطع لقرار ترامب ودعم غير محدود للقضية الفلسطينية . لايخفى على احد موقف دولة الكويت الرسمي فهناك موقف ثابت داعم للقضية الفلسطينية وقد احتضنت الكويت منظمة التحرير والشعب الفلسطيني منذ بداية الصراع العربي الاسرائيلي وهناك كلمة مشهورة لأمير الكويت الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح رحمه الله وطيب ثراه أن الكويت ستكون آخر دولة تقبل بالتطبيع مع الكيان الصهيوني . أن الأيام القادمة سوف تشهد مظاهرات ومسيرات واندلاع انتفاضة جديدة فالشعوب العربية سوف تدعم الشعب الفلسطيني في انتفاضته والثالثة ثابته فهذة المرة لن تتوقف الانتفاضة ولكن سوف تستمر . نعتقد أن قرار ترامب ينطبق عليه المثل القائل ( مكره اخاك لا بطل ) فهناك ضغط شديد من اللوبي الصهيوني لتوريط الرئيس ترامب بفضيحة الاتصال في روسيا قبل وأثناء الانتخابات الأمريكية فهناك تحقيقات طالت مستشار الأمن القومي المستقيل وليس هناك خلاص من هذه القضية سوى تقديم هدية لإسرائيل وهي القدس لتكون عاصمة أبدية لها ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلي القدس ولكن هذا القرار غير ملزم للسلطة الفلسطينية وكانه شيئا لم يكن ولكنه سوف يضعف أن لم يلغ الدور الأمريكي في إيجاد حل نهائي للقضية الفلسطينية .أحمد بودستور
مشاركة :