لا تزال تداعيات قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بالاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني تلقي بظلالها في العالم أجمع والدول العربية والإسلامية خاصة وذلك لقدسية المدينة التي تحوي المسجد الأقصى أولى القبلتين وثاني الحرمين الشريفين.وجاء قرار ترمب المشؤوم في وقت تشهد فيه المنطقة العربية صراعات وأزمات تكاد تعصف بما تبقى من رباط بين دولها يتمثل في يمن مدمر وليبيا ممزقة وسوريا شعبها مشرد بين الدول وعراق يصارع للنجاة ولبنان يسعى لوأد فتنة كادت تعيده للوراء عشرات السنين ولا يخفى على أحد أزمة حصار قطر والتي بدأت قبل ستة أشهر في شهر رمضان من دول يفترض أنها شقيقة في الأصل والعرق والدين ويجمع بين شعوبها أواصر نسب ودم.وبالعودة للوراء قليلا قبل أسابيع نجد أكاديمي سعودي نشر عبر حسابه بتويتر تغريدة قال فيها أن القضية الفلسطينية لا تهم السعوديين وأن الفلسطينيين هم من باعوا أرضهم.. حسب تعبيره.وكتب سعد ناصر الحسين: "#الكدس_ليس_كضيتنا: التاريخ يقول أن الفلسطينيين هم الذين باعو #الكضية والتاريخ يشهد أن الفلسطينيين تقاتلو فيما بينهم وانهم خانوا ونقضوا اتفاق مكة". #الكدس_ليس_كضيتنا : التاريخ يقول أن الفلسطينيين هم الذين باعو #الكضية والتاريخ يشهد أن الفلسطينيين تقاتلو فيما بينهم وانهم خانوا ونقضوا اتفاق مكة. — ا.د. سعد ناصر الحسين (@saad_alhussein) 25 نوفمبر، 2017وجاءت ردود بعض المغردين السعوديين موافقة ومتوافقة مع رأي كاتب التغريدة وتسابق بعضهم في وصم الفلسطينيين بالخيانة متهمين إياهم ببيع الأرض.. حسب تعبيرهم وأثارت التغريدة المذكورة انتقادات واسعة بين نشطاء التواصل الاجتماعي في الخليج والمنطقة العربية لما تحمله فلسطين المحتلة والقدس من قيمة عند العرب والمسلمين. وجاءت تغريدة الحسين في وقت تشهد فيه العلاقات السعودية - الاسرائيلية نموا وتطورا ملحوظا خلال الفترة الأخيرة وتزايدت مؤخراً، بعد التصريحات الإسرائيلية عن تقارب وعلاقات سرية مع المملكة العربية السعودية، ويبدو أنها مرحلة لنسج خيوط التطبيع العلني بين البلدين، في ضوء الحديث عن تحالف إقليمي لمواجهة التوسع الإيراني في المنطقة.وكان البرفيسور كامل حواش توقع ما قام به ترمب في مقال بموقع ميدل إيست مونيتور "يبدو أن السعودية مستعدة للتضحية بالحقوق الفلسطينية، في الواقع إنها مستعدة لرمي الفلسطينيين للكلاب، وتفيد التقارير أنه عندما قام بن سلمان مؤخراً باستدعاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى الرياض حيث قال له إما قبول اتفاق السلام النهائي ـ الذي سيتم في إسرائيل وتسويقه من قبل ترمب ـ أو الاستقالة».وقالت القناة العاشرة الإسرائيلية إنّ قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشأن الاعتراف بالقدس كعاصمة لـ "إسرائيل" وبدء إجراءات نقل السفارة الأميركية إليها؛ تمّ بتنسيق مسبق مع كل من مصر والمملكة العربية السعودية.معتبرة أنّ ردة الفعل والإدانات التي صدرت من الأطراف العربية غير حقيقية ومضلّلة.كما أكد معلّق الشؤون العربية في القناة العاشرة الإسرائيلية تسفي يحزقيلي، نفسَ الأمر قائلاً أنّ هذه الخطوة لا يمكن أن تكتمل لولا أنّ هنالك تنسيقًا على المستوى الإقليمي بين الرئيس الأمريكي ترامب وكلّ من السعودية ومصر.مضيفاً "لست متأكدًا من ردود فعل الدول العربية التي صدرت حول هذا القرار" معتبراً أنّ الردود التي صدرت حتى الآن ليست بالجدية، على أيّ حال انظروا إلى السيسي موقفه ليس جديًّا..." على حدّ وصفه.وأعلن ترمب الأربعاء عن نكبة جديدة للقضية الفلسطينية، بإعلانه اعتراف الولايات المتحدة رسمياً «بالقدس عاصمة لإسرائيل»؛ ما يشكّل قطيعة مع عقود من الدبلوماسية الأميركية التي كانت ترفض نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس. وفي كلمة له من البيت الأبيض، أعلن ترمب أيضاً عن «مقاربة جديدة» للنزاع الإسرائيلي-الفلسطيني، مؤكداً أنه إنما يفي بوعد «فشل» أسلافه في الوفاء به.وقال محللون إن ترمب «يقوّض جهوده الخاصة للسلام». وأوضحوا أن هذا القرار «سيؤدي -في أفضل السيناريوهات- إلى نسف الوساطة الأميركية في أوج تحليقها، و-في اسوأ السيناريوهات- سيترافق مع تظاهرات معممة وأعمال شغب كبرى». كما أكدو ثقتهم في أنه لا إسرائيل ولا وسطاء البيت الأبيض كانوا يطالبون بانقلابة مماثلة في المرحلة الراهنة.فدونالد ترمب الذي يواصل الإشادة بكفاءاته باعتباره مفاوضاً، يؤكد كذلك عزمه على إنعاش عملية السلام المتهالكة وحتى التوصل إلى إبرام «الاتفاق النهائي»، وللنجاح حيثما فشل جميع أسلافه شكّل فريقاً صغيراً حول صهره جاريد كوشنر الذي يعمل بعيداً عن الأضواء منذ أشهر.بحسب دبلوماسيين ومراقبين في واشنطن، سبق أن أبدوا التشكيك في فرص نجاح إدارة ترمب في عملية السلام. بعد الآن باتت أغلبية هؤلاء ترى أن فرصها في النجاح معدومة.واعتبروا أنه كان أجدى بالرئيس الأميركي إعلان قراره «في إطار اقتراح للسلام الشامل»، مؤكداً أنه أخطأ في الظن أن الصدمة يمكن تخفيفها بدعمه بالحد الأدنى لـ «حل الدولتين»، القاضي بتعايش إسرائيل وفلسطين جنباً إلى جنب.;
مشاركة :