«دراجون» تعطي الضوء الأخضر لخوض «سبيس إكس» السباق الفضائي

  • 12/8/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

إعداد: محمد فتحيمنذ بداية السباق نحو الفضاء، شهدت البشرية إنجازات حققها العلماء ورواد الفضاء تحت مظلات الدول، لا سيما الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفييتي السابق، ووسط ذلك، برزت شركة سبيس إكس الأمريكية كمغامر وسط العمالقة، لتحجز لنفسها مقعداً في الصفوف الأمامية في ارتياد الفضاء والهيمنة عليه. فمنذ تطويرها للصاروخ الفضائي «فالكون» أصبحت شريكاً للمنظمات الفضائية لإطلاق الشحنات والأقمار الصناعية، بخاصة للولايات المتحدة. ومع انطلاق المركبة الفضائية «دراجون» على متن الصاروخ فالكون في مثل هذا اليوم من عام 2010، سطرت «سبيس إكس» اسمها في التاريخ كأول شركة خاصة تطلق مركبة فضائية تجارية يمكن استردادها بنجاح من المدار، بل فاقت كل التصورات بنجاحها لأول مرة في التاريخ بإطلاق صواريخ فضائية واسترجاعها مرة أخرى على متن منصات في عرض المحيط. بدأ تطوير مركبة دراجون في أواخر عام 2004 من قبل سبيس إكس من أجل سفر البشر، ولكن انتهى بها المطاف لتزويد محطة الفضاء الدولية بالشحنات ونقل رواد الفضاء. يعود إنجاز المركبة إلى عام 2005، حينما طلبت وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» من الشركات تقديم مقترحات لتطوير صاروخ تجاري وكبسولات فضاء مأهولة لأغراض تجارية في مجال خدمات النقل المداري الذي تقوم به ناسا. تلك الخدمات تستلزم إمدادات إلى المحطة الفضائية الدولية، ونقل رواد الفضاء إليها وإعادتهم، كي تحل محل مكوك الفضاء المتقاعد ديسكفري. وتقدمت «سبيس إكس» بالكبسولة دراجون إلى «ناسا» في مارس 2006، وتم اعتمادها لتمويل تطويرها واكتمال تأهيلها بالشكل الذي يتناسب مع المشروع. أتمت المركبة دراجون رحلتها الأولى بعد العديد من عمليات التطوير وسط ترقب عالمي كبير، ونجحت بالفعل في إيصال إحدى الشحنات إلى محطة الفضاء الدولية على متن الصاروخ فالكون، وأصبحت أول مركبة فضائية تجارية يتم إطلاقها واستعادتها من الفضاء، وبذلك حققت إعجازين علمي وتجاري. انطلقت دراجون في أولى رحلاتها التجارية في أكتوبر عام 2012 والتحمت بنجاح في محطة الفضاء الدولية وعلى متنها شحنة من المؤن.بعد نجاح إطلاق الصاروخ الفضائي فالكون واستعادته مرة أخرى، تطور سبيس إكس أيضاً المركبة الفضائية «دراجون 2» لتكون قادرة على حمل 7 رواد فضاء، تمهيداً لعمليات نقل الرواد على متنها إلى محطة الفضاء الدولية وإعادتهم منها.وحمل تعاون «ناسا» مع «سبيس إكس» وغيرها من الشركات الخاصة الفضائية العديد من المنافع التي تأتي على رأسها الأمور المادية، فمن خلال الاستعانة بشركتي سبيس إكس وبوينج تكلفت «ناسا» 89 ألف دولار فقط لكل كيلوجرام من الحمولة، وهو ما كان يتكلف نحو 272 ألف دولار في حال طورت ناسا ذاتها مركبة نقل الحمولة. وقدّرت تكلفة إرسال طاقم يتكون من أربعة أشخاص على متن مركبة سبيس إكس «دراجون» بنحو 405 ملايين دولار فقط، لذا فإن التكلفتين معاً أرخص بنسبة 39% مما كانت ستتكبده ناسا من مصاريف لتطوير مركباتها الخاصة.

مشاركة :