علّق كثير من الصحف العالمية، أمس الخميس، على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإعلان القدس عاصمة «إسرائيل» ونقل السفارة الأمريكية إلى هناك. وفي إطار جولة في هذه الصحف، ذكرت صحيفة «تايمز» البريطانية الشهيرة في عددها الصادر أمس: «إعلان دونالد ترامب لنقل السفارة واعترافه بالقدس عاصمة ل «إسرائيل» يمزق فصلاً بالياً في كتيب السياسة الخارجية الأمريكية».وأضافت الصحيفة «وصف ترامب (هذه) الخطوة بأنها تأكيد طال انتظاره للواقع، وإن ذلك يمكن أن يدفع عملية السلام. وبالتأكيد سوف يغير هذا القرار قواعد اللعبة في العملية المتجمدة، ولكن هناك أهمية أكبر لعاملين آخرين (وراء هذه الخطوة)؛ فمن خلال هذه الخطوة الخطرة ينفذ (ترامب) وعداً انتخابياً، ويصدر إشارة في الوقت ذاته بأن العلاقة مع «إسرائيل» أكثر أهمية بالنسبة له من التوصل إلى اتفاق للسلام في الشرق الأوسط». وذكرت صحيفة «إل باييس» الإسبانية: «الرئيس دونالد ترامب تخلى مجدداً عن أي حذر وقرر الهجوم مجدداً من خلال إيماءة موجهة لمعظم ناخبيه الراديكاليين». وتابعت الصحيفة الإسبانية: «دون الإنصات إلى التماسات ونداءات زعماء سياسيين ودينيين من كل أنحاء العالم، يستفز ترامب المجتمع الفلسطيني على هذا النحو علانية، وبذلك يستفز كل العالم العربي في الشرق الأوسط».وأضافت: «ترامب يلعب لعبته في طريق فردي، ويمارس سياسة الأحادية التي تعد علامة مميزة لفترة رئاسته. (...). ويضيف ترامب علامة استفهام ضخمة أمام مساعي السلام في الشرق الأوسط التي كانت في وضع سيئ للغاية». وحذرت صحيفة «افتونبلاديت» السويدية من خطر المزيد من العنف بعد قرار ترامب، وذكرت: «في أسوأ الأحوال يمكن أن يؤدي اعتراف ترامب (بالقدس عاصمة لإسرائيل) إلى المزيد من العنف. ويعني ذلك على أي حال أن الأمل الصغير نحو تحقيق السلام الذي كان لا يزال هناك، بات أضعف حالياً». وأضافت الصحيفة: «ستفقد الولايات المتحدة الأمريكية نفوذها بالمنطقة. وستدفع الولايات المتحدة ثمناً باهظاً مقابل الوعد الانتخابي لترامب، ولكن الثمن بالنسبة للشرق الأوسط أكبر».وأشارت صحيفة «كوميرسانت» الروسية: «هذه الخطوة الجديدة لترامب التي لم يجرؤ على اتخاذها أي رئيس في التاريخ الأمريكي، يمكن أن يستتبعها عواقب وخيمة لصورته وسياسته في العالمين العربي والإسلامي. يمكن أن يعني ذلك أيضاً الإخفاق النهائي لعملية السلام في الشرق الأوسط». وتناولت صحيفة «ماجر إيدوك» المجرية إعلان ترامب القدس عاصمة ل«إسرائيل» بمحاولة للتوصل لمنطق وراء ذلك، وكتبت الصحيفة: «غالباً ما يكون من الصعب للغاية التوصل لمنطق وراء قرارات ترامب، ولكن دعونا نقم بمحاولة: الرئيس الأمريكي يقف بلا شرط إلى جانب «إسرائيل»، وهو على الأقل غير منافق ولا يدّعي مدى تعاطفه مع الفلسطينيين - فهو لا يشعر بأي شيء تجاههم على الإطلاق- ولا يلعب دور النزيه- هو ليس كذلك-». واعتبرت صحيفة «بوليتيكن» الدنماركية أن قرار ترامب يعد خطيراً، وقالت: «القرار بالاعتراف بالقدس عاصمة ل «إسرائيل» يفتقد العقلانية والمنطق، ترامب يسهم مجدداً في إقامة عالم يفتقد الاستقرار بشكل أكبر». (د.ب.أ)
مشاركة :