أكد وزير الإعلام في الحكومة الشرعية باليمن معمر الإرياني، مساء أول أمس الخميس، أن اليمنيين «يتعرضون لأبشع أنواع الانتهاكات» في مناطق سيطرة ميليشيا الحوثيين «المدعومة من إيران»، فيما تحدثت منظمة حقوقية عالمية عن قلق عميق حيال الانتهاكات التي ترتكبها الميليشيا في صنعاء.ونقلت وكالة الأنباء الرسمية «سبأ» عن الإرياني قوله: «إن الميليشيات الانقلابية قامت بحجب كافة وسائط التواصل الاجتماعي، في محاولة لعزل أبناء الشعب في مناطق سيطرتها عن العالم، وإخفاء الجرائم التي ترتكبها بحقهم، التي ترقى إلى مستوى الجرائم ضد الإنسانية».وأشار الإرياني إلى أن «الميليشيا تقوم بتنفيذ حملات مداهمة وتفتيش لمنازل كافة المعارضين لها في صنعاء وحجة والمحويت، واعتقلت المئات منهم، وسط أنباء عن تنفيذ إعدامات ميدانية بحق مئات العسكريين والمدنيين».وتابع «وفي حادثة غير مسبوقة أعتدت الميليشيات على تظاهرة نسائية، واقتادت العشرات منهن إلى جهات مجهولة».واستغرب وزير الإعلام اليمني من «الصمت المخيف من قبل المجتمع الدولي والمنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان، إزاء ما تقوم به الميليشيات الانقلابية في عدد من محافظات البلاد»، داعياً الجميع إلى تحمل مسؤولياتهم القانونية والأخلاقية تجاه ما يحدث.وأوضح الإرياني أن المنظمات الدولية اليوم لا زالت تتحدث عن فتح ميناء الحديدة (غربي اليمن)؛ لتزويد صنعاء بالوقود، «بينما الشعب لا يحتاج الآن إلى وقود، فهو يحتاج إلى أمن على حياته؛ حيث يتعرض الشعب اليمني للإبادة في صنعاء، وسط صمت مخيف من كافة الجهات الدولية المعنية».وأكد الإرياني، استمرار جهود الحكومة الشرعية بقيادة الرئيس عبدربه منصور هادي مدعومة بالتحالف العربي في استكمال تحرير كافة محافظات اليمن «وتخليص الشعب اليمني من شرور هذه الميليشيات الإرهابية الطائفية».من جهة أخرى، أعربت منظمة «هيومن رايتس ووتش» عن قلقها إزاء «التجاوزات» التي ارتكبتها الميليشيات الحوثية الإيرانية في الأيام الأخيرة في صنعاء.وقالت الباحثة في المنظمة حول اليمن كريستين بيكيرله لوكالة فرانس برس «يجب أن يتذكر الحوثيون أن مقتل الرئيس السابق علي عبدالله صالح لا يبطل التزاماتهم إزاء القانون الدولي والمدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرتهم».وذكرت بأنه منذ أن سيطر الحوثيون على العاصمة صنعاء عام 2014، وثقت المنظمة حالات «اعتقال تعسفي» و«اختفاء قسري» و«تعامل مسيء» خصوصاً بحق معارضين وصحفيين.وأوضحت أن «معلومات مقلقة من صنعاء أفادت في الأيام الأخيرة أن الحوثيين شاركوا في هذه التجاوزات».واندلعت اشتباكات بين الحوثيين وأنصار صالح منذ انهيار التحالف بينه وبينهم الأسبوع الماضي.وتسببت المعارك في العاصمة اليمنية منذ الأول من ديسمبر/كانون الأول بمقتل 234 شخصاً وإصابة 400 آخرين بجروح، حسب الصليب الأحمر الدولي.وأحكم الحوثيون سيطرتهم شبه الكاملة على العاصمة بعد مقتل صالح؛ لكن بحسب أعضاء في حزب الرئيس السابق فقد أطلق الحوثيون حملة قمع واسعة اعتقلوا خلالها مئات يشتبه بأنهم من المؤيدين لصالح. واستهدفت هذه الحملة أفراد عائلة الرئيس السابق، كما صفى الانقلابيون قيادات وعناصر في الحزب وسط تعتيم إعلامي. ويصل العدد إلى ألف قيادي وعنصر في الحزب، وبعضهم أعدم ميدانياً. كما تم اختطاف مئات الجرحى من الحزب من المستشفيات.وأشارت معلومات غير مؤكدة إلى تنفيذ أحكام إعدام تعسفية. ومارس الحوثيون ضغوطاً على زعماء قبائل في محافظات عدة؛ ليعلنوا ولاءهم لهم.ودعت منظمة «مراسلون بلا حدود» ولجنة حماية الصحفيين، الحوثيين إلى الإفراج «فوراً» عن 41 صحفياً وموظفاً على الأقل يعملون في قناة «اليمن اليوم»، محتجزين منذ السبت في صنعاء. وتم احتجاز الصحفيين في مبنى القناة التابعة لحزب الرئيس اليمني السابق بعدما اقتحمه مسلحون حوثيون السبت، بحسب بياني المنظمتين.(وكالات)
مشاركة :