مصادر من المعارضة تتحدث عن اتفاق مبدئي على خروج هيئة تحرير الشاممن المنطقة نحو شمال سوريا.العرب [نُشر في 2017/12/09، العدد: 10837، ص(2)]الفرار من الجحيم دمشق - يستمر النظام السوري في قصفه لمناطق في الغوطة الشرقية المحاصرة، رغم الهدنة التي أعلن عنها مع انطلاق جولة جنيف 8 في الثامن والعشرين من الشهر الحالي، والتي قيل آنذاك إنه تم التوصل إليها بوساطة روسية. ويسعى النظام لإجبار فصائل معارضة وإسلامية على الخروج من المنطقة التي تقع بالقرب من دمشق وتسليمها له. ويقول متابعون إنه في ظل الصمت الدولي اللافت لن يكون في الأخير للفصائل من سبيل سوى القبول بمطالب النظام. وذكرت مصادر من المعارضة أنه بالفعل هناك اتفاق مبدئي على خروج “هيئة تحرير الشام” التي تقودها “جبهة فتح الشام” من المنطقة نحو شمال سوريا وتحديدا إلى محافظة إدلب التي تحولت إلى معقل للفصائل هناك. ولفتت هذه المصادر إلى أنه لم يتم الحسم إلى حد اللحظة في الأمر نتيجة انقسامات داخل الهيئة بين مؤيد ومعارض للخطوة. وأوضح عنصر سابق في هيئة تحرير الشام لصحيفة سورية معارضة، أن خروج المسلحين هو “للأجانب فقط وبعض الأمراء، وليس لكل العناصر”. ويصر النظام على استعادة السيطرة على الغوطة الشرقية بالنظر إلى قربها من العاصمة دمشق، وقد شكلت له مشكلة أمنية كبيرة منذ أن بسطت الفصائل نفوذها عليها في العام 2013. وتشهد المنطقة، منذ أكتوبر الماضي، قصفا جويا مركزا من قبل النظام، ما خلف العشرات من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين، فضلا عن الدمار الذي لحق ببنيتها التحتية. وتعد الغوطة من ضمن المناطق الخمس التي تشملها اتفاقات خفض التصعيد التي تم التوصل إليها في اجتماعات أستانة، والتي تهدف إلى تهيئة الأجواء للعملية السياسية الجارية في جنيف، أو غيرها من المنصات. وتوقفت الجمعة اجتماعات الجولة الثامنة من مفاوضات السلام في جنيف بين المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا والمعارضة السورية، بانتظار وصول وفد النظام الأحد المقبل. ولم تعلن الأمم المتحدة عن أي لقاء رسمي في المقر الأممي، بين فريق المبعوث الدولي، ستيفان دي ميستورا، ووفد المعارضة المتواجد في المدينة السويسرية. من ناحيتها، أكدت مصادر المعارضة أن وفدها لن يكون له أي اجتماع رسمي في المقر الأممي مع المبعوث الخاص، فيما سيكتفي الوفد باجتماعات تشاورية داخلية. ومن المنتظر وصول وفد النظام إلى جنيف الأحد المقبل، بحسب ما أعلنت وكالة سانا التابعة للنظام، الخميس، ومن المرجح إجراء لقاءات تقنية بنفس اليوم مع فريق دي ميستورا قبل بدء وفد النظام اجتماعاته الرسمية اعتبارا من الاثنين المقبل. وبحسب إعلان دي ميستورا الخميس، فإن الاجتماعات ستتواصل في جنيف 8، حتى 14 ديسمبر، لافتا “نتوقع ألا تكون هناك شروط مسبقة خلال باقي الجولة، وأن التركيز في المفاوضات سيكون على القضايا الدستورية والانتخابية”. وأضاف “إذا اقتنعنا أن أحد الأطراف يقوم بتخريب مباحثات جنيف، فإن ذلك سيؤثر سلبيا على إطلاق أي عملية سياسية”، في إشارة إلى مؤتمر سوتشي الذي تسعى روسيا لعقده فبراير المقبل. وانطلقت المرحلة الأولى من “جنيف 8”، في 28 نوفمبر الماضي، واستمرت أربعة أيام، ثم توقفت لعدة أيام بعد مغادرة وفد النظام إلى دمشق، قبل أن تستأنف قبل أيام بلقاءات بين المعارضة والفريق الأممي فقط.
مشاركة :