كشف أمين عام حزب المستقبل إسماعيل الجلعي، أخر من التقى الرئيس السابق على صالح قبيل اغتياله بساعات الأكاذيب حول قتله أثناء محاولته الفرار باتجاه مديرية سنحان مسقط رأسه وهي الرواية التي حاولت عصابات الحوثي تأكيدها وتعميها. ولقد كان مصير الجلعي غامضاً عقب مقتل صالح، ومعرفة الجميع أنه آخر من التقاه، وهو من يعرف الحقيقة حول آخر لحظات الرئيس السابق. ومن الغرابة أن الجلعي، يعتبر أحد الموالين للحوثي قد فضح كذبهم في مقابلة تلفزيونية مباشرة على الهواء من صنعاء. وأكد الجلعي في بداية المقابلة، أن الرئيس السابق كان مصراً على القتال، رافضاً أن يسلم رقبته للحوثيين، وأنه قتل في المواجهات مع الحوثيين داخل منزله بمنطقة حدة في صنعاء، نافياً صحة الرواية الحوثية التي تتحدث عن مقتله خارج المنزل، وقال "كان محاصراً داخل أسوار منزله " وأوضح الجلعي أنه قام بوساطة ذاتية بين الطرفين من أجل إيقاف المواجهات، وذهب إلى منزل صالح قبل يوم من مقتله، لكنه لم يتجرأ، وفق تعبيره، على نقل مطلب الحوثيين إلى الرئيس السابق، وهو تسليم نفسه، واكتفى بإبلاغه أن سقف مطالبهم مرتفع. وقال الجلعي، إن الرئيس السابق أبلغه أنه مستعد للموت على أن يسلم نفسه للحوثيين، وهو الكلام نفسه الذي سمعه من قائد حمايته طارق صالح، وأمين عام المؤتمر الشعبي عارف الزوكا الذي قال له "إما نعيش بكرامة، أو نموت بشرف". ويبدو أن كلام الجلعي أحرج قناة "الميادين" التي كان يطل عبرها، والمؤيدة للحوثيين، فقاطعه المذيع وانتقل إلى فاصل إعلاني ليظهر بعده الجلعي بكلام مغاير لما قاله، حيث يُعتقد أنه تلقى تهديداً، أو ضغوطاً أجبرته على تغيير حديثه.. وأفاد عقب الفاصل بأن الحوثي "كان متعاوناً جداً، ووافق على بقاء صالح في منزله لكن المؤتمر رفض"، كما تراجع عن تأكيده أن الرئيس السابق قتل داخل منزله بالقول "لا أعرف تماماً أين قتل صالح، وأنا أنقل عن أشخاص قالوا إنهم شهود عيان". وأشارت معلومات في مكتب الجلعي، ذكرت سابقاً، أنه كان في مهمة وساطة استغرقت أكثر من 16 ساعة، وغادر منزل صالح قبيل الإعلان عن مقتله بساعة، بعد رفض صالح مطالب الحوثيين بوضعه تحت الإقامة الجبرية، أو تسليم نفسه. وتتطابق رواية الجلعي الأولى مع ما أكدته مصادر قيادية في حزب المؤتمر عن واقعة مقتل الرئيس السابق، في ظل استماتة حوثية على تشويهه شعبياً عقب دعوته للانتفاضة الشعبية ضدها، وفض الشراكة رسمياً معها، ومواجهتها حتى مقتله.
مشاركة :