يجد الأطباء صعوبة بالغة في علاج بعض أنواع الجروح التي تستمر لفترات طويلة، أو يصبح علاج بعض هذه الجروح مهمة شبه مستحيلة، ومنها الجروح التي تصيب بعض مرضى السكري أو الأشخاص ضعاف المناعة، ولكن اكتشف باحثون من روسيا طريقة جديدة تساعد على التئام هذه الجروح وتساهم في شفائها بدرجة كبيرة، وذلك من خلال العلاج بالبلازما الباردة التي تعمل على تجديد الخلايا المصابة والتالفة وإصلاحها، بالإضافة إلى أن هذه الطريقة قللت من تركيز أنزيم معين في خلايا كبار السن، يساعد على التئام هذه الجروح، وهو ما فتح الباب أمام البحث في الاستفادة من هذه النتيجة، لتطوير علاج جديد بالبلازما الباردة للأشخاص الذين يعانون صعوبة بالغة في شفاء الجروح.يعاني بعض المرضى استمرار الجروح دون شفاء، وخاصة كبار السن الذين يحدث لديهم بطء طبيعي في انقسام الخلايا وتجددها، ما يؤثر في الجروح سلبياً ويجعلها تطول فترات ممتدة دون شفاء، وكذلك تتعرض بعض الأوعية الدموية للتلف عند الأشخاص المصابين بمرض السكري، مما يؤدي إلى ظهور بعض الجروح صعبة الشفاء وتحتاج إلى عوامل مساعدة للإصلاح، وهذه الجروح صعبة الشفاء تصيب أيضاً مرضى السرطانات وكذلك الإيدز، نتيجة ضعف وفشل الجهاز المناعي في التعامل مع هذه الجروح والمساعدة على تعافيها، مما يجعل هذه الجروح تتجدد بشكل مستمر وتؤذي أصحابها وتوصف بأنها غير قابلة للشفاء.نجحت دراسة سابقة في معرفة خواص البلازما الباردة في التخلص من بعض الأنواع من البكتيريا، وعدم حدوث ضرر في الخلايا والأنسجة، وفي هذه الفترة اختلفت نتائج علاج الجروح غير القابلة للشفاء بالبلازما الباردة، وتراوحت بين الدرجة الجيدة والمتوسطة، ما جعل الباحثين يرجحون أن ذلك يحدث نتيجة أن تأثير البلازما العلاجي يعتمد على نوع التطبيق، بمعنى أدق الفترات الزمنية بين التطبيق العلاجي والعدد الإجمالي للتطبيقات العلاجية.وهذا ما دفع الباحــثين في هذه الدراسة إلى استخدام نوعــــين من الخلايا، وهما الخلايا الليفية أو خلايا النسيج الضام، والخلايا الكيراتينية وهي خلايا البشــرة المنتجة للكيراتين، وهما أساسيان في الوصول إلى حالة شفاء الجروح، وبعد تجربة العلاج بالبلازما الباردة تبين أن الخلايا الليفية زادت بنسبة 24% بعد تطبيق واحد وبنسبة 33% بعد تطبيقين، مقارنة بالمجموعة التي لم تعالج بهذه الطريقة، ولم يسجل أي تحلل للحمض النووي بعد التطبيق العلاجي، وانتهت النتائج إلى أن البلازما الباردة تجدد الخلايا دون ضرر.