استقبل صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أمس، في قصر الشاطئ، وفداً من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى الذي يزور البلاد حالياً.ورحب سموّه بالوفد الذي يضمّ 50 باحثاً وخبيراً بشؤون المنطقة، متمنياً لهم زيارة موفقة وناجحة. وبحث سموّه معهم القضايا السياسية ذات الاهتمام المشترك، وسبل تعزيز التعاون الاستراتيجي بين البلدين وتطويره، بما يخدم المصالح المتبادلة.وقدم صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد، لمحة عامة عن سياسة الإمارات الخارجية، ورؤيتها للتطورات والأحداث الجارية في المنطقة.وشملت القضايا التي طرحت في اللقاء، قرار الرئيس الأمريكي الأخير بشأن القدس الشريف، والتداعيات الإقليمية والدولية، على خلفية هذا القرار الأحادي، المخالف لقرارات الشرعية الدولية.وأعرب صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد، عن قلق دولة الإمارات، تجاه التأثيرات السلبية للقرار في مستقبل استقرار المنطقة وعملية السلام بين الجانبين الفلسطيني و«الإسرائيلي»، مشيراً إلى إمكانية أن تمثل هذه الخطوة طوق نجاة للجماعات الإرهابية والتنظيمات المسلحة، التي بدأت بخسارة قواعدها في المنطقة.كما أعرب سموّه، عن أمله بأن تراجع الإدارة الأمريكية هذه الخطوة، وتعمل بشكل أساسي ومؤثر ومحايد على صياغة مبادئ سلام حقيقي يخدم الجميع، ويحقق التنمية والاستقرار في المنطقة.ونوقشت خلال اللقاء الذي حضره سموّ الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، ومحمد مبارك المزروعي، وكيل ديوان ولي عهد أبوظبي، الأوضاع في اليمن والحلول المطروحة لإنهاء الأزمة، فضلاً عن التطورات الأخيرة في العاصمة صنعاء، والسياسات الإجرامية والقمعية التي تمارسها الميليشيات المسلحة.وقال صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد، إن دولة الإمارات والتحالف العربي أكدا مراراً الحل السياسي في اليمن، لكن ذلك لن يكون على حساب أمن المنطقة واستقرارها، ولن يكون على حساب تمكين ميليشيات عسكرية تعمل خارج نطاق الدولة، وتمثل تهديداً مباشراً لأمن المملكة العربية السعودية الشقيقة والمنطقة، وسلامتهما، مشيراً إلى الصواريخ التي أطلقت إلى مدن سعودية، بدعم واضح من قوى إقليمية تريد نشر الفوضى والخراب في المنطقة، كما تحقق لها للأسف في مدن عربية أخرى.وأكد سموّه، أن دولة الإمارات، والسعودية، عملتا وما زالتا على تخفيف المعاناة عن الشعب اليمني الشقيق، وقدمتا المساعدات الإنسانية والتنموية للمناطق اليمنية المحررة من التنظيمات الإرهابية، وفتحتا الطرق البرية والجوية والبحرية لإيصال المساعدات إلى المدن المنكوبة، التي تقع تحت سيطرة المنظمات والتنظيمات الإرهابية المسلحة.وتطرق اللقاء إلى ملف الإرهاب والعنف، والجهود الإقليمية والدولية المبذولة لتخليص المنطقة من مخاطره، وملفات سوريا ولبنان وليبيا، وأهم المبادرات والأفكار المطروحة لمعالجة هذه الملفات.وقال صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد، إن دولة الإمارات ستواصل نهجها، بالتعاون مع المجتمع الدولي، في محاربة التطرف والعنف والإرهاب، وتجفيف منابعه ومصادر تمويله ومنابر أفكاره وإيديولوجياته.وأكد الجانبان في هذا الصدد، أهمية تكثيف الجهود والتعاون بين دول العالم، لمحاربة التنظيمات الإرهابية التي شكلت في الآونة الأخيرة تهديداً حقيقياً للسلم والأمن العالميين، وضرورة إيجاد تسويات حقيقية لبقية الملفات.وأشاد أعضاء الوفد، بالعلاقات المتميزة التي تجمع دولة الإمارات والولايات المتحدة، ومستوى التنسيق والتعاون بينهما في المجالات كافة، خاصة محاربة الإرهاب والتطرف والدور الكبير الذي يقوم به البلدان في دعم الاستقرار والسلام في المنطقة والعالم. (وام)
مشاركة :