أعرب صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، عن قلق وانزعاج دولة الإمارات تجاه التأثيرات السلبية لقرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشأن القدس الشريف في مستقبل استقرار المنطقة وعملية السلام، مشيراً إلى إمكانية أن تمثل هذه الخطوة طوق نجاة للجماعات الإرهابية. كما عبر سموه خلال استقباله وفداً من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، عن أمله بأن تراجع الإدارة الأميركية هذه الخطوة، وتعمل بشكل أساسي ومؤثر ومحايد على صياغة مبادئ سلام حقيقي، يخدم الجميع. وفي الشأن اليمني والأوضاع المتوترة حالياً هناك، قال الشيخ محمد بن زايد إن الإمارات والتحالف العربي أكدا مراراً على الحل السياسي في اليمن، لكنّ ذلك لن يكون على حساب أمن المنطقة واستقرارها، ولن يكون على حساب تمكين مليشيا عسكرية تعمل خارج نطاق الدولة، وتمثل تهديداً مباشراً لأمن وسلامة المملكة والمنطقة، مشيراً إلى الصواريخ التي أطلقت إلى مدن سعودية، بدعم واضح من قوى إقليمية تريد نشر الفوضى والخراب في المنطقة، كما تحقق لها للأسف في مدن عربية أخرى. وأكد سموّه، أن الإمارات، والمملكة، عملتا وما زالتا على تخفيف المعاناة عن الشعب اليمني الشقيق، وقدمتا المساعدات الإنسانية والتنموية للمناطق اليمنية المحررة من التنظيمات الإرهابية، وفتحتا الطرق البرية والجوية والبحرية لإيصال المساعدات إلى المدن المنكوبة، التي تقع تحت سيطرة المنظمات والتنظيمات الإرهابية المسلحة. وتطرق اللقاء إلى ملف الإرهاب والعنف، والجهود الإقليمية والدولية المبذولة لتخليص المنطقة من مخاطره، وملفات سورية ولبنان وليبيا، وأهم المبادرات والأفكار المطروحة لمعالجة هذه الملفات. وقال ولي عهد أبوظبي: إن دولة الإمارات ستواصل نهجها، بالتعاون مع المجتمع الدولي، في محاربة التطرف والعنف والإرهاب، وتجفيف منابعه ومصادر تمويله ومنابر أفكاره وأيديولوجياته. وأكد الجانبان في هذا الصدد، أهمية تكثيف الجهود والتعاون بين دول العالم، لمحاربة التنظيمات الإرهابية التي شكلت في الآونة الأخيرة تهديداً حقيقياً للسلم والأمن العالميين، وضرورة إيجاد تسويات حقيقية لبقية الملفات. وأشاد أعضاء الوفد، بالعلاقات المتميزة التي تجمع دولة الإمارات والولايات المتحدة، ومستوى التنسيق والتعاون بينهما في المجالات كافة، خاصة محاربة الإرهاب والتطرف والدور الكبير الذي يقوم به البلدان في دعم الاستقرار والسلام في المنطقة والعالم.
مشاركة :