سببان وراء قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل

  • 12/10/2017
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

لم يثر قرار الرئيس الأمريكي ترامب بشأن القدس الاعتراضات والانتقادات فحسب بل ودفع المنتقدين للبحث عن خلفياته. مراقبون يرون أن هناك عاملين كان لهما الدور الحاسم في اتخاذ القرار، رغم علم الإدارة الأمريكية بتداعياته المحتملة يخطئ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إذا ما اعتقد أن الاعتراضات على قراره الفردي قد تنتهي ببطء، فالاحتجاجات على قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة بلاده من تل أبيب إليها، ستزداد حدة بشكل تدريبي، سواء كان الأمر في الولايات المتحدة نفسها أو في بقية دول العالم. في جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي كان على الولايات المتحدة تجرع الكثير من الانتقادات، وفيما بعد أعلنت بريطانيا وفرنسا والسويد وإيطاليا وحتى ألمانيا أن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل يتعارض مع القرارات الأممية ذات الصلة، وأنه "لا يساعد" في إحلال السلام بمنطقة الشرق الأوسط. وخرج آلاف المسلمين في جميع أنحاء العالم إلى الشوارع احتجاجاً على قرار ترامب. كما أعلن تسعة سفراء أمريكيون سابقون في إسرائيل (من أصل 11) معارضتهم لهذه الخطوة الأحادية الجانب، وفق ما كشفه استطلاع للرأي أجرته نيويورك تايمز. وفي الوقت ذاته أدان أكثر من مائة أستاذ في الدراسات اليهودية بالولايات المتحدة قرار ترامب في رسالة جماعية. وفي ضوء الانتقادات الكثيرة التي ترى أن واشنطن تخلت عن موقف سياسي تطور عبر عقود طويلة من الزمن، يُطرح التساؤل التالي: لماذا أقدم ترامب على هذه الخطوة على الرغم من كل التحذيرات التي وجهتها دول عربية وشركاء أوروبيون؟ من أجل الإنجيليين المتشددين ويمكن أن يتضح هذا ببساطة، كما يقول مارتين أنديك، السفير الأمريكي السابق في إسرائيل والمبعوث الخاص في المحادثات الفلسطينية الإسرائيلية ونائب رئيس مركز بروكينغس للأبحاث. ويضيف بالقول: "كان القرار إغراء لقاعدة الإنجيلية المسيحية والمتشددة". مارتين أنديك، السفير الأمريكي السابق في إسرائيل (يمين): كان قرار الرئيس ترامب إغراء لقاعدته الإنجيلية المسيحية والمتشددة. ويتفق ستيفن سبيغل، مدير مركز تطوير الشرق الأوسط في جامعة كاليفورنيا، في ذك. ويقول سبيغل إن إرضاء الداعمين اليهود والمسيحيين المحافظين كان عاملاً أساسياً في قرار ترامب. فخلال الحملة الانتخابية أكد ترامب مراراً بأنه سيعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل وأنه سينقل سفارة بلاده هناك إليها. خطوة مغرية لا يمكن لترامب تلبية الكثير من الوعود الانتخابية ببساطة كما خطط من قبل، مثل التراجع عن قانون النظام الصحي الذي أقره سلفه باراك أوباما أو حظر سفر المسلمين إلى الولايات المتحدة. إذ يواجه الرئيس ترامب الكثير من المصاعب في تمرير مشاريع قوانينه على الرغم من أن حزبه الجمهوري يتمتع بأغلبية في مجلسي الكونغرس.  وعلى النقيض من ذلك كان الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل بمثابة ثمرة سهلة المنال، لأن الأمر يتوقف على قرار الرئيس وحده دون الرجوع إلى مراكز قرار أخرى. لكن من جانب آخر يوجد عامل غير سياسي آخر يمكن أن يساعد في توضيح قرار ترامب بالتراجع عن سياسة بلاده الخارجية التي انتهجتها لعقود من الزمن، كما يوضح سبيغل. ويضيف بالقول: "إنه هز الوضع القائم من خلال فكرة أفضل. لم لا؟ لكن هذا الأمر ليس بمحور الثقل في هذه الحالة، خصوصاً إذا لم يُذكر أن القدس الشرقية ستصبح عاصمة الدولة الفلسطينية". ترامب يضيع حظوته في الشرق الأوسط وينتقد الخبيران قرار ترامب والطريقة التي أعلن بها عنه، وبحسب أنديك وسبيغل فإن ترامب حطم بخطوته الأخيرة مساعي الحكومة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط، وهي واحدة من المناطق القليلة في العالم -بحسب سبيغل- التي كانت تتطلع بإيجابية لسياسة ترامب حتى وقت قريب. أثار قرار ترامب الكثير من الاحتجاجات الغاضبة. الصورة من لبنان ويضيف سبيغل بالقول: "بالكاد بانت بوادر تحسن في النظرة إلى السياسة الأمريكية بالمنطقة. فالدول العربية لم تكن تنظر بشيء من الود لسياسة أوباما في الشرق الأوسط، وهذا ما كان بمثابة مزية لترامب، الذي لم تكن النظرة إليه سيئة كما هو الحال في مناطق العالم الأخرى. لكنه أفسد ذلك ببساطة". وبحسب أنديك فإن قرار ترامب بشأن القدس لا يتناسب مع أهدافه الأخرى في الشرقين الأدنى والأوسط، ويضيف: "حاول مستشاروه موائمة القرار مع استراتيجيته لإحلال السلام. لكن لم يكن هناك ثمة توازن يقلل من غضب الفلسطينيين". ويقول ستيفن سبيغل، مدير مركز تطوير الشرق الأوسط في جامعة كاليفورنيا، إنه على قناعة من أن قرار ترامب وجه ضربة قاصمة لعملية السلام في الشرق الأوسط، إذ أضر كثيراً بصورة واشنطن في المنطقة. من جانبه يقول أنديك: "إنها خطوة رمزية إلى حد بعيد، وبشكل خاص لأن الأمر سيحتاج إلى سنوات طويلة لحين نقل السفارة الأمريكية إلى القدس". ويضيف: "لكن الصراع في منطقة الشرق الأوسط سيستعر الآن مجدداً من خلال الرموز". ميشائيل كنيغه/ ع.غ

مشاركة :