أبوظبي ـ تنطلق الدورة الـ 11 من فعاليات مهرجان الظفرة، بتنظيم من لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية، خلال الفترة من 14 إلى 28 ديسمبر/كانون الأول الجاري، في مدينة زايد بمنطقة الظفرة بإمارة أبوظبي، تحت رعاية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي. وعقدت اللجنة العليا المنظمة للمهرجان، مؤتمرًا صحفيًا للإعلان عن فعاليات المهرجان، اليوم الأحد الموافق 10 ديسمبر/كانون الأول، بحضور كل من اللواء ركن طيّار فارس خلف المزروعي رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية، وعبيد خلفان المزروعي مدير الفعاليات التراثية في اللجنة، ومحمد بن عاضد المهيري مدير مزاينة الإبل بالمهرجان. وقال اللواء ركن طيّار، فارس خلف المزروعي، رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية – أبوظبي، في كلمته الترحيبية خلال المؤتمر، إن هذا الحدث الفريد الذي تنظمه اللجنة، وبتوجيهات من القيادة الرشيدة، يأتي في شهر ديسمبر الذي يحمل معه أسمى معاني المحبة والوفاء للوطن لتزامنه مع احتفالاتنا باليوم الوطني الـ 46 لدولة الإمارات العربية المتحدة، ويؤكد مواصلة جهود صون الموروث الثقافي، والحفاظ على العادات والتقاليد الأصيلة. وتوجه بجزيل الشكر والتقدير للشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، لدعمه اللامحدود لمشاريع صون التراث وتشجيعه الدائم على مواصلة تعزيز ثقافة المهرجانات والفعاليات التراثية، إذ يؤكد دوماً أنّ الحفاظ على التراث وتوريثه للأجيال القادمة يمثل أساساً مهماً لهوية شعب دولة الإمارات مع الأخذ بأسباب التقدم الحضاري والانفتاح الثقافي. كما توجه بوافر الشكر والامتنان للشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي لدعمه لكافة جهود صون التراث العريق والمحافظة على تقاليدنا الأصيلة، باعتبار ذلك من مقومات الحفاظ على هويتنا الوطنية ورصيدنا الحضاري والإنساني، كما ويشكل هذا التوجه أحد أهم مرتكزات النهج الذي سار عليه الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان. وأضاف أن هذا الحدث الفريد - عالمي الرؤية، وطني الانتماء - بات اليوم كرنفالاً تراثياً يستقطب اهتمام الزوار والسياح ووسائل الإعلام من مختلف أنحاء العالم، وذلك بفضل المتابعة الدائمة من قبل الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة للمهرجان وأيضا لمختلف الفعاليات التراثية في إمارة أبوظبي. وأكد حرص اللجنة المنظمة هذا العام على تنظيم الفعاليات في قالب تشويقي تعليمي ترفيهي يكرس نظرة واقعية ودقيقة للحياة في دولة الإمارات خلال مئات السنين، حيث يلعب مهرجان الظفرة دوراً مهماً وبارزاً في ترسيخ القيم الإماراتية وتعميق أثر التراث في نفوس النشء من أبناء الوطن، حيث لا نتحدث فقط عن المهرجان، إنّما عن البعد التاريخي والاقتصادي والمعنوي الذي يلعبه الحدث، فهو مهرجان متكامل من ناحية الفعاليات التي يقدمها. وأوضح أن للإبل مكانة عريقة يؤكدها المشاركون في المزاينات الذين يجمعون على أهمية الدور الذي لعبته سابقاً سفينة الصحراء في حياة المجتمع، والنهضة الحضارية التي شملت إمارات الدولة لم تحل دون تأكيد وجود الإبل وتعزيز مكانتها كرمز يشير إلى الماضي العريق، فضلاً عن كونها دليل وفاء ابن الإمارات، وتصب في جهود صون البيئة المحلية، وتعريف الجيل الجديد بأنواعها وأسمائها وأدوارها وكل ما يتصل بها، مشيرا إلى أن كافة المسابقات والأنشطة التراثية المصاحبة للمهرجان، هي فعاليات ذات صلة وثيقة بالحياة في الماضي، وتعكس روح البداوة الأصيلة، وتُساهم في تعزيز مشاعر الفخر بالوطن حاضره وماضيه. وتوجه اللواء ركن طيّار، فارس خلف المزروعي، في ختام كلمته بالشكر والتقدير لجميع الرعاة والداعمين للدورة الجديدة من مهرجان الظفرة، وللجان التحكيم في مختلف المسابقات، مرحبا بكافة المشاركين والزوار في دار زايدومتمنيا لهم حضوراً مميزاً، وكذلك توجه بجزيل الشكر لجميع ممثلي وسائل الإعلام، لاهتمامهم الدائم بإبراز جهود الحفاظ على التقاليد الأصيلة وصون التراث. وشهد المؤتمر الصحفي جلسة نقاشية شارك فيها كل من عبيد خلفان المزروعي مدير الفعاليات التراثية في اللجنة، ومحمد بن عاضد المهيري مدير مزاينة الإبل بالمهرجان، بمشاركة عدد من الصحفيين وممثلي الوسائل الإعلامية. وأكد عبيد خلفان المزروعي أن هذه الدورة ستكون الأكبر منذ انطلاقة المهرجان، وذلك سعيا من اللجنة المنظمة لإستقطاب العديد من المشاركين والزوار والسياح والطلبة، حيث سيكون هناك العديد من الفعاليات الجديدة التي تستهدف كافة الفئات، مشيرا إلى أن جوائز المهرجان هذا العام تبلغ أكثر من 38 مليون درهم إماراتي، موزعة على مزاينة الإبل والعديد من المسابقات المصاحبة للمهرجان، مثل (المحالب، مسابقة الصقور، مزاينة الصقور، الرماية، سباق الخيل العربي الأصيل، مزاينة السلوقي العربي التراثي ، سباق السلوقي العربي التراثي، مزاينة غنم النعيم، اللبن الحامض، السيارات الكلاسيكية، مزاينة التمور وأفضل أساليب تغليفها، مسابقة الفنون الشعبية والتي تتضمن الشعر والشيلات، ومسابقات الحرفيات من أزياء وطبخ وحرف يدوية، وقرية الطفل). وأضاف أن مزاينة الإبل في مهرجان الظفرة تعد من أهم المزاينات على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي، حيث خصص لها أكثر من 750 جائزة، مشيرا إلى أن المهرجان يشهد توافد كبير سنويا في أعداد السياح والزوار لبوابة الربع الخالي في مدينة زايد، بهدف التعرّف على حياة الصحراء والتمتع بأصالة العادات والتقاليد العربية. وأفاد أنه إيمانا من اللجنة المنظمة على تفعيل دور الشباب في المهرجان وفعالياته للحفاظ على التراث الإماراتي ونقله إلى الأجيال القادمة، فقد تم استحداث مسابقة الفنون الشعبية والتي تتضمن مسابقة الشعر والشلة، حيث خصص لها جوائز قيمة، والتي ستنطلق في منطقة السوق الشعبي للمهرجان، بتاريخ 17 ديسمبر وتستمر بشكل يومي حتى 25 ديسمبر الجاري. كما تم استحداث مسابقة الرماية للكبار والناشئين، حيث خصص لها جوائز قيمة، حيث تنطلق تصفياتها مع بداية المهرجان في نادي الظفرة للرماية بمدينة زايد، وبشكل يومي، وتقام النهايات للكبار والناشئين كل على حدا يوم 27 ديسمبر الجاري. وكشف عبيد المزروعي عن إنتهاء مشروع مهرجان الظفرة الدائم والمتمثل في إنشاء السوق الشعبي التراثي والمنصة الرئيسية للمزاينة والتي تتكون من ثلاثة منصات فرعية (منصة جمهور المجاهيم ومنصة جمهور المحليات، ومنصة كبار الشخصيات)، وكانت لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية قد وقعت مع شركة أدنوك اتفاقية تعاون لتنفيذ المشروع في موقع المهرجان. بدوره، قال محمد بن عاضد المهيري، إن إدارة مهرجان الظفرة تعمل باستمرار على وضع الضوابط والمعايير الدقيقة للمزاينة، والتي تعتبر القاعدة الأساسية في نجاح العمل، حيث سعت اللجنة المنظمة خلال هذه الدورة والدورات السابقة على اختيار لجان تحكيم لديهم خبرات طويلة في مجال التحكيم بمزاينات الإبل. وأضاف بن عاضد أن اللجنة المنظمة أضافت هذا العام شوط التحدي، والذي يتيح للمشاركين الفائزين في المراكز الثلاث الأولى (الأول والثاني والثالث)، أن يتقدم بإبله للمشاركة في شوط التحدي، حيث تم تخصيص جوائز قيمة لأول ثلاثة فائزين في كل شوط. وأوضح أن هذه الدورة ستشهد إستقبال الإبل المشاركة من المجاهيم قبل موعد الشوط بيوم، وتم تخصيص حظائر خاصة لهذه الغاية، وسيسهم ذلك في تنظيم العمل بصورة أفضل ويختصر المزيد من الوقت على اللجان الطبية ولجنة التحكيم، مشيرا إلى أنه تم تشكيل لجنة من جهاز أبوظبي للرقابة الغذايئة ولجنة التحكيم وتظم عدد من الأطباء المتخصصين، حيث سيتم فحص الإبل المشاركة من مجاهيم ومحليات عن طريق الأشعة وأخذ عينات دم، حرصا على تحقيق أعلى درجات النزاهة وتجنب أي عبث في المطايا المشاركة.
مشاركة :