«جنود صلاح الدين» على بعد 4 دقائق من القنصلية الأمريكية بالقدس: وصية عمرها 830 عامًا

  • 12/10/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أعلن الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بالقدس عاصمة لإسرائيل، وأكد أن هذا الاعتراف لحماية مصلحة الولايات المتحدة، وفي مصلحة السلام بين إسرائيل، وفلسطين، وبحسب رويترز، فإن القنصلية الأمريكية في القدس قد أصدرت تعليمات لموظفيها بالبقاء بعيدًا عن الضفة الغربية المحتلة، وأجزاء من القدس، وعدم القيام بتنقلات شخصية، وذلك تحسبًا لتداعيات كلمة «ترامب»، وأثرها الذي من الممكن أن ينتج عنها العديد من الاحتجاجات. هذا وقد كشفت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية،  في وقت سابق، أنه في حال إعلان ترامب بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، فإن ذلك لن يحتاج سوى نقل السفير فقط، وذلك حيث أن المبنى موجود، ومُعد سلفًا، وأصبح جاهزًا ليضم القنصلية، والسفارة معًا. ووفقًا لموقع القنصلية على الإنترنت، فإن المبنى الحالي لها قد أنشأ عام 1868 على يد المبشر الألماني «فرديناند فستر» الذي بنت عائلته، وأعوانها، العديد من البيوت ذات الطابع العربي في القدس، حيث كان يشمل المبنى طابقين فقط، قبل أن يُضاف الثالث في بداية القرن العشرين، ومن الواضح أن خطة توسيع المبنى كانت في الحسبان، حيث في عام 2006 قامت بالتوسع بضم مبنى موازي وخصصته للإدراة، والعلاقات العامة. وتقع قنصلية الولايات المتحدة في القدس في شارع «جرشون أجرون»، هذا الذي يبعد أمتارًا قليلة -تحديدًا 270 مترًا- عن مقبرة «مميلا» أو «مأمن الله»، تلك المسافة التي يمكن سيرها في 4 دقائق فقط، حيث أنه وفقًا لكتاب «المفصل في تاريخ القدس»، للكاتب الفلسطيني عارف العارف، فإن «تلك المقبرة تعتبر هي أكبر، وأقدم مقابر القدس، ولقد ساير تاريخها تاريخ المدينة العريقة، حيث أن في هذا المكان مسح سليمان ملكًا، وفيه عسكر (سنحاريب) ملك الآشوريين عندما هبط إلى القدس 710 ق.م، وفيه أيضًا ألقى ملك الفرس بجثث الشهداء الذين قتلوا دفاعًا عن مدينتهم في عام 614 ق.م». ولدى تلك البقعة أيضًا مكانة كبيرة بعد الإسلام، حيث دفن فيها عدد كبير من الصحابة، والمجاهدين أثناء الفتح الإسلامي عام 636 م، وفيه عسكر صلاح الدين يوم جاء ليسترد القدس من الصليبيين عام 1187م، حسبما ذكر الكتاب. ووفقا لكتاب «المفصل في تاريخ القدس»، فإن صلاح الدين بعد تحرير القدس، منذ ما يقرب من 830 عاما، أوصى أن يُدفن كل من استشهدوا دفاعًا عن المدينة داخل تلك المقابر، كما أن العديد من العلماء كانوا يُحملون من القاهرة، إلى تلك المقابر التي تحمل بين ترابها ما يقرب من 70 ألفًا بين شهيد، وزاهد، وعالم، فتضم قائمة من دفنوا فيها بعض الصحابة ومنهم عبادة بن صامت، والفقيه شهاب الدين أبوالعباس، والعالم عيسى بن محمد العماري أحد كبار مستشاري القائد صلاح الدين الأيوبي. وبحسب ما نشر في وقت سابق في جريدة «الأهرام»، فإن المقبرة تتعرض للاعتداء، والبناء عليها بشكل مستمر، حيث أشار مسؤولون فلسطينيون إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي قامت بانتزاع معظم عظام، ورفات الموتى، والشهداء، من المقابر، وأقامت العديد من الإنشاءات الاستيطانية. وتشير دراسة ألفها الباحث الفلسطيني سعج يفين، من جامعة بيرزيت، والتي تحمل عنوان «الحكومة الصهيونية وخطر التضييق والتزوير الحضاري والتاريخي في منطقة القدس»، إلى أن «هدم المقابر الإسلامية لم ينبع من ضغوط التنمية، والمصلحة العامة، وإنما بهدف مقصده عملية تطهير عرقي للموتى، لأن وجود تلك المقابر خير دليل على ملكية الأقصى».

مشاركة :