وصية لوقف خيري عمرها 125 عاماً

  • 4/24/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

ترْك الوصية للأهل والأقربين قبل الوفاة من توجيهات ديننا الحنيف الذي حض على حفظ حقوق المجتمع والأسر وتجنيبها المشكلات التي قد تنشأ، ولكن عندما تكون الوصية لوهب جزء من المال وقفاً في سبيل الله، وللحرص على استمرار الخير، ندرك أن هناك جانباً إنسانياً وحباً للعطاء طغى على شخصية الإنسان الإماراتي حتى عندما كانت الحياة شحيحة بمواردها وإمكانياتها. الوالد عبد الله خلفان البدواوي، من مدينة حتا، يحتفظ في خزانته بنموذج من هذه الوصايا التي تعكس في حقيقتها ارتباط أبناء الإمارات منذ القدم بالوقف الخيري الذي تَوّجه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بأكبر مبادرة عالمية لإحياء الوقف. يقول البدواوي إن الوصية التي يحتفظ بها من أجداده يزيد عمرها على 125 عاماً، وتتعلق بوقف مجموعة من أشجار النخيل التي كانت ذات قيمة كبيرة في تلك الفترة، وينص مضمونها بتوكيل وتكليف أبنائه برعاية هذه الأشجار التي كانت لها دلالة كبيرة وتعتبر رمزاً من رموز العطاء. مصدر رزق ويشير إلى أن النخلة من أفضل الأشجار عند أهل الإمارات وأغلاها، حيث كانت أحد مصادر الرزق الرئيسة في تلك الفترة، ولكن على الرغم من ذلك آثر أهل الخير على أنفسهم بهذه الشجرة المباركة وخصصوا ثمرها وريعها للفقراء والمحتاجين، مؤكداً أن هذه الأوقاف ما زالت قائمة حتى وقتنا الحالي، ولكن تغير الحياة ودخول مصادر رزق بديلة قللا من القيمة الاقتصادية لشجرة النخيل. ويوضح البدواوي أن الوقف كانت له أنواع عديدة، يختص كل منها بالنفقة على شيء معيّن، فهناك وقف الكفانة، حيث يخصص ريع النخلة من خلال بيع ثمارها لشراء كفن للموتى، ويوضع في المسجد للوصول إليه من قبل ذوي المتوفى، وكذلك وقف للمسجد أو الإمام، بحيث يستفاد من بيع ثمر النخلة في النفقة على المسجد، سواء بالصيانة أم توفير احتياجاته، أو تخصيصها للإمام أو المؤذن. ويشير إلى أنه، إلى جانب هذه الأنواع، هناك وقف للسبلة، وهي عبارة عن مجالس قديمة يجتمع فيها أفراد القبيلة ويستقبلون ضيوفهم فيها، إضافة إلى وقف الفطرة الذي تخزن فيها ثمار النخيل إلى شهر رمضان، ثم تخرج التمور للصائمين، وتوزع على الفقراء والمحتاجين، وكذلك وقف عيد الأموات الذي توزع فيه ثمار النخلة ويصادف 8-9 ذي الحجة. استمرار الوقف ويؤكد البدواوي أن بعض الآباء والأجداد كان يوقف أشجار نخيل معينة وبموتها ينتهي الوقف، فيما حرص بعضهم الآخر على استمرار الوقف إلى أجل غير مسمى، وذلك بالوصية بغرس نخلة أخرى مكان سابقتها، وذلك ما أشارت إليه بعض الوصايا التي أصبحت اليوم وثائق شاهدة على أن الإنسان الإمارتي جُبِل على الإيثار وأنه حريص على وقف جزء من ثروته لنشر العلم والدين وإطعام المساكين.

مشاركة :