الرؤساء الأميركان كلهم وعدوا بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، خلال الأعوام الـ70 الماضية، وذلك أثناء الانتخابات الرئاسية الأميركية، التي يشتد فيها تأثير النفوذ الصهيوني.. لكن أحداً منهم لم يجرؤ على تحقيق ذلك الوعد، لأن موضوع القدس ومكانتها لا يهمّان فقط العرب، الذين يضعهم الغرب في جيوبهم من أيام «لورنس العرب» حتى أيام الرئيس الطائش دونالد ترامب.. فالقدس تهم كل المسلمين، أتراكا أو اندونيسيين أو افريقيين أو حتى المسلمين الأوروبيين رعايا دول الاتحاد السوفيتي السابق.. بنظري المتواضع، فإن ترامب لم يقدم على ما أقدم عليه إلا توقياً وخوفاً مما ينتظره من إجراءات عزل قادمة Impeachment، على ضوء ثبوت تدخل الروس لمصلحته في الانتخابات العام الماضي، والذي فاز فيها على منافسته هيلاري كلينتون.. ومن ذا الذي يمكنه مساندته ودعمه ضد العزل أكثر قوة ونفوذاً من اللوبي الصهيوني الأميركي.. * * * التظاهرات وحرق الأعلام «والقدس عروس عروبتنا» وباقي الشعارات التي حفظناها منذ عقود عن ظهر قلب، من دون أن تعيد لنا شبراً من أراضينا المغتصبة بواسطة إسرائيل، الدولة ذات الملايين الستة، التي انتصرت على دول وشعوب معادية حولها تعدادها بمئات الملايين.. هذه الدول وعدت شعوبها بأن الحرب مع إسرائيل ستكون نزهة وفي «البحر سنرميهم» و«يا أهلا بالمعارك»، ليهزموا تلك الهزيمة النكراء في يونيو 1967 من قبل إسرائيل التي تأخذ منهم وتحتل أضعاف أضعاف ما أخذته في الحرب الإسرائيلية العربية الأولى عام 1948.. * * * عند ثورة العاصفة الحالية على قرار ترامب لنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، تذكّرت وترحّمت على والدي، تغمّده الله بواسع رحمته، الذي أخذنا وكل أفراد العائلة آنذاك في الستينات من القرن الماضي قبل حرب النكبة المشؤومة، إلى أراضي الضفة الغربية في رام الله وبيت لحم والبحر الميت والقدس التي صلينا في مسجدها الأقصى، وتجولنا في أسواقها القديمة، و«ملينا» أنظارنا بتلك الأماكن المقدسة، قبل حصول تلك الهزائم العربية عام 1967.. نقول للاخوة العرب المولولين، ان ترامب وعد وأوفى، والدور والباقي عليكم وعلى تمنياتكم ووعودكم الفاشوشية..! ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. علي أحمد البغلي Ali-albaghli@hotmail.com
مشاركة :