لوران فوكييه أبرز المرشحين لتزعّم اليمين الفرنسي المتصدّع

  • 12/11/2017
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

خوري تنافست ثلاث رؤى لما يجب أن يكون عليه اليمين الفرنسي، في انتخابات داخلية لحزب الجمهوريين المبعثر الصفوف، منذ هزيمته القاسية في انتخابات الرئاسة الفرنسية الربيع الماضي، ثم في الانتخابات التشريعية. ويبدو النائب لوران فوكييه الأوفر حظاً في تولي رئاسة الحزب، وتنافسه فلورانس بورتيلي ومايل دوكالان. ويتبنّى فوكييه (42 سنة) مواقف يمينية، تقترب أحياناً من مواقف اليمين المتطرف، ويعتبر أن ترؤسه الحزب سيشكّل خطوة نحو ترشحه للرئاسة عام 2022، استناداً إلى مواقف «اليمين الحقيقي» الذي يجسّده. كما يَعِد بـ «جمع» الناس، وإن كان حزمه الكبير في قضايا السلطة والأمن والهجرة يثير استياءً، بما في ذلك داخل حزبه. ويدرك فوكييه صعوبة المهمة التي يتولاها، إذ عليه إعادة لملمة صفوف اليمين، المنهارة منذ الهزيمة التي قاده إليها مرشحه لانتخابات الرئاسة فرنسوا فيون. لكن خصومه يشتبهون بأنه سيسعى إلى التقرّب من حزب «الجبهة الوطنية» اليميني المتطرف. ومن هذا المنطلق، فإن بورتيلي التي كانت ناطقة باسم فيون خلال الحملة الانتخابية، لا تتمتع بحظوظ كبرى في الفوز، إذ تُعتبر وريثة لفيون الذي تبنّى مواقف يمينية متشددة، على رغم أنها قدّمت نفسها مدافعة عن سياسة يمينية وسطية. وترأس بورتيلي بلدية دائرة باريسية وهي أقل خبرة من فوكييه الذي انتُخب نائباً عندما كان عمره 29 سنة، وشغل مناصب وزارية في عهد الرئيس السابق نيكولا ساركوزي الذي قدّم له دعماً ضمنياً. وحاز فوكييه شهادات علمية، ويرأس منطقة أوفيرن رون آلب في قلب فرنسا، حيث تقع مدينة ليون مسقط رأسه. ويتقدّم فوكييه من حيث الخبرة أيضاً على دوكالان (36 سنة)، وهو مقرّب من رئيس الحكومة السابق آلان جوبيه الذي يمثل اليمين المعتدل والمناهض للانحراف نحو التشدد الذي بدأ في عهد ساركوزي واستمر عبر ترشيح فيون للرئاسة. ومثل الرئيس إيمانويل ماكرون، تخرّج فوكييه من كلية إدارة الأعمال المرموقة، لكنهما مختلفان كثيراً، إذ يوجّه المرشّح اليميني انتقادات عنيفة لماكرون، معتبراً أنه منقطع الصلة بريف فرنسا وضعيف على المستوى الأمني ومبالغ في تأييده التكامل الأوروبي. وشنّ فوكييه في حملته الانتخابية هجوماً على الإصلاحات الاقتصادية التي طرحها ماكرون، قائلاً: «اليمين يستيقظ، عاد، وأريد أن أكون واضحاً: لن يملي علينا أحد ما نقوله أو نفكر فيه بعد الآن. مستقبل الديموقراطية في فرنسا لا يمكن أن يكون مستنقعاً يجمع الاشتراكيين واليمينيين معاً حول ماكرون». واتسمت الانتخابات الداخلية بتدنّي التعبئة في صفوف أنصار حزب الجمهوريين، المنهكين نتيجة التصدّع الذي أصاب حزبهم، ما يفاقم من صعوبة الرهان على فوكييه، والذي يقضي بإعادة بلورة صوت اليمين وشخصيته ووقف ميل متزايد لدى كثيرين من نوابه لدعم الرئيس إيمانويل ماكرون. ويأمل فوكييه بانتخابه من الدورة الأولى، قبل دورة ثانية مفترضة الأحد المقبل. ولنسبة المشاركة أهمية خاصة في الاقتراع، إذ قالت بورتيلي إن تصويت أقلّ من مئة ألف ناخب سيعني أن الانتخابات تشكّل «فشلاً»، متسائلة عن شرعية زعيم يُنتخب بعشرات الآلاف من الأصوات. ونبّه جان كريستوف لاغارد، رئيس حزب اتحاد الديموقراطيين والمستقلين وهو حليف تقليدي لحزب الجمهوريين، من أن فوز فوكييه سيجعل حزب الجمهوريين عالقاً في دائرة «اليمين المتشدد»، و«لن تُعقد تحالفات» انتخابية بين الحزبين.

مشاركة :