لابد أن تكون قطر شفافة بشأن الحسابات التمويلية لضمان عدم تمويل منظمات إرهابية.. وزير الدولة البريطاني: لا يجــب أن يضعنـــا إعـــلان ترامــــب فـي نقطــــة اللاعـــودةإعلان ترامب أعاد القضية الفلسطينية للأجندة الدوليةموقفنا واضح وداعم للشرعية والتحالف في اليمنقال وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، الستر برت، إن مصير القدس يُحدد من خلال المفاوضات وعملية السلام، مشددا على التزام بلاده بشكل لا لبس فيه بحل الدولتين. وأشار برت -في لقاء عقده مساء أمس الأحد في مبنى السفارة البريطانية مع مجموعة من الصحافيين- إلى أن دور بلاده في المنطقة يرتبط بعملية السلام التي يجب إعادة إحيائها أولوية أكثر من أي وقت مضى، معتبرا أن إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعاد قضية فلسطين وضرورة حلها إلى جدول الأعمال مجددا. وشدد برت -الذي زار المنامة للمشاركة في القمة الأمنية الثالثة عشرة «حوار المنامة 2017»-، على أهمية عمل بلاده مع أصدقائها للوصول إلى الحل ودفع الفلسطينيين والاسرائيليين إلى طاولة المفاوضات، بالقول: «لا يمكننا الانتظار فترة أطول بكثير، ولا تستطيع المنطقة ولا الشعوب أن تنتظر أكثر». وأوضح برت أن بلاده على بيّنة بنتائج الخطوة التي اتخذتها الولايات المتحدة على المنطقة برمتها.وفي رد على سؤال لـ«الأيام» حول ما إذا كان إعلان الرئيس ترامب قد أدى إلى فقدان الثقة بدور الولايات المتحدة الأساسي في عملية السلام، إذ إن إعلان الرئيس الأمريكي يعد انحيازا للطرف الاسرائيلي على الطرف الفلسطيني، قال برت: «ما لا يجب أن يفعله خطاب الرئيس الأمريكي هو دفع الناس إلى نقطة (لا العودة). الاعتقاد أنه يجب على الأمريكيين عدم المشاركة في علمية السلام هو أمر خاطئ، إذ إن الأمريكيين سيبقون ملزمين بهذه المسألة، ويتعين عليهم إعادة بناء عناصر الثقة، وكون الأمريكيين اتخذوا قرارا لن يتخذه أيا منا، لا يمنعهم من الانخراط بعملية السلام». وأضاف «سوف يكون من المعيب إذا لم نتمكن بعد هذا الأسبوع من جمع مختلف الأطراف معًا، كما كان مفترضا أن يكون. الموقف الأمريكي (وسيطًا مستقلاً) في هذه القضية قد نال ضربة، وأصبحت هنا أزمة ثقة، وهو أمر صعب ويجب على الولايات المتحدة تقبل ذلك، بالطبع حقيقة ان الولايات المتحدة على علاقة جيدة بإسرائيل، وهذا ليس (خبرا)، لكن ما يجب أن تفعله الآن هو دفع الطرفين إلى عملية السلام والوصول إلى اتفاق بين الفلسطينيين والاسرائيليين». وحول الموقف البريطاني من القدس، قال برت: «من المهم بالنسبة إلينا في المملكة المتحدة أن نؤكد على موقفنا؛ أن مصير القدس يجب أن يُحدد من خلال المفاوضات وعملية السلام، ونحن ملتزمون بشكل لا لبس فيه بحل الدولتين، ونحن على بينة من خطوة الولايات المتحدة الأمريكية، ونعلم العواقب المحتملة للإعلان الانفرادي. بلا شك إن خطاب الرئيس ترامب احتوى على عناصر تتعلق بحل الدولتين وفقا للمجتمع الدولي، ولكن -حتما- ان قرار نقل السفارة هو ليس القرار الذي ستتخذه المملكة المتحدة». وتابع «دورنا في المنطقة يرتبط بعملية السلام في الشرق الأوسط، التي يجب إعادة إحيائها بشكل أكبر من أي وقت مضى، إذ أعاد قرار الرئيس ترامب قضية فلسطين وضرورة حلها إلى جدول الأعمال مجددا، هذه القضية لم تكن أبدا جزءا من أي محادثات إقليمية، لكنها عادت لتكون على جدول الأعمال، فقد كان من الملاحظ خلال السنوات الأخيرة أن الحوارات في هذه المنطقة لم تتطرق إلى القضية الفلسطينية، والآن أصبح الأمر مختلفا، وعلى المبعوثين الأمريكيين تقديم حل يعطي المجتمع الدولي فرصة ليكون لديه ممثلين في الدولتين (فلسطين) و(إسرائيل)، ولذلك يجب أن نعمل مع أصدقائنا للوصول إلى الحل ودفع الفلسطينيين والإسرائيليين إلى الوصول إلى ذلك الحل، فلا يمكننا أن ننتظر فترة أطول بكثير، ولا تستطيع المنطقة ولا الشعوب أن تنتظر أكثر، هذه رسالة واضحة، لن نتخلى عن الذين كانوا حريصين جدا على إيجاد تسوية لهذه القضية». وفي رد على سؤال «الأيام» حول ما صرح به وزير الدولة لشؤون الدفاع البريطاني، غافين ولياميس، لـ«الأيام» يوم أمس الأول حول تطلع بلاده إلى الدفع باتجاه حوار بين إيران ودول المنطقة، قال برت: «لست متأكدا إذا كان دورنا هو أخذ الإيرانيين ودول الخليج إلى طاولة حوار مع بعضها بعضا. وزير الخارجية كان مؤخرا في إيران، وتحدثنا حول تلك العلاقات. بالطبع مازلنا ندعم الاتفاق النووي الإيراني، ونرى أن هذا الاتفاق لإيقاف طموحات إيران في الحصول على سلاح نووي، ولكن هو لا يختص بتصرفات إيران في المنطقة». وأضاف «بالطبع يجب أن تكون هناك محادثات بين هذه الأطراف، ولكن ليس هناك أي حوارات، ولهذا تسير الأمور إلى الأسوأ. لدينا هذه التحديات مع الإيرانيين، ونحن واضحون وصريحون جدا بضرورة عدم دعم الإرهاب، أو التدخل في شؤون الدول الأخرى، والعودة إلى المجتمع الدولي». وفي سؤال حول الجيل الجديد من الحروب الإرهابية بعد القضاء على «داعش»، قال برت: «النجاح في دفع (داعش) إلى المقاعد الخلفية تطلب جهدا كبيرا من القوات العراقية والبيشمركة، وغيرها من الأطراف التي تحارب في العراق وسوريا، وتطهير المناطق وتحرير المواطنين هو نجاح لهؤلاء، لكن المهمة لم تنتهِ، والقتال سيأخذ منحى آخر بكل تأكيد، ويجب أن نحارب الطائفية والتقسيم وغيرها، كما يجب أن تكون هناك استراتيجية لحماية الناس من أفكار التطرف، ويكون الفضاء الرقمي أكثر أمنا بكثير، كما يجب منع وصول الأفكار المتطرفة إلى الأطفال، ويجب أن نعمل سويا لتبادل المعلومات حول العائدين من مناطق القتال إلى بلدانهم والتحكم بالحدود بشكل أفضل. الدرس الذي يجب أن نتعلمه هو أن نكون جاهزين دائما، ونتبادل المعلومات التي لها علاقة بهؤلاء الإرهابيين؛ لنكون متأكدين من قدرتهم على تغيير أفكارهم». وردا على سؤال «الأيام» عمّا إذا كانت بلاده قد أصدرت تعليمات تتعلق بتفادي سفر البريطانيين إلى أي من دول المنطقة على خلفية إعلان ترامب، نفى برت أن تكون بلاده قد أصدرت منعا أو إعلانا يتعلق بمنع السفر إلى دول محددة، باستثناء نصائح تتعلق بتفادي مناطق المظاهرات والاعتصمات في بعض الدول. وقال برت: «المملكة المتحدة تصدر نصائح للسفر، ونصحنا رعايانا بالحذر من المناطق التي قد تشهد مظاهرات. ليس لدينا أي منع للسفر تجاه أي منطقة أو دولة». وعن أزمة قطر، رد برت عن سؤال حولها بالقول: «لابد أن يكون هناك حوار، ويجب أن يكون من خلال دول مجلس التعاون نفسها، وأن تتوصل إلى حل فيما بينها. نعم لقد تمكنت الكويت من استضافة القمة، وهذا بحد ذاته أكد الإرادة والعزيمة على استمرار مجلس التعاون الخليجي والمضي قدما على الرغم من الأزمة، وبالطبع نأمل التوصل إلى حلول في أزمة قطر، وما قاله وزير الدولة للشؤون الخارجية في دولة الامارات أنور قرقاش حول المطالب صحيح، إذ إن هناك قضايا لابد من معالجتها بالكامل وتصحيحها، ونستمع من الجانب القطري أنهم في مرحلة العمل على ذلك، ولكن لا يزال هناك قضايا عالقة بين الدول الأربع، فتمويل الإرهاب يحتاج إلى وقفة ولابد من الشفافية في مسألة الحسابات التمويلية، فالكثير من الدول لابد من أن تتحقق من عدم إرسال أي تمويلات إلى جهات أجنبية وإرهابية». وعن اليمن، قال الوزير البريطاني: «لقد ساندت بريطانيا أولئك الذين قاتلوا من أجل الشرعية ودعمت الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي. نحن بدورنا نشجع الحوار الوطني وخلق فرص جديدة للحكومة في اليمن. الفرصة ضاعت بتدخل الأطراف التي أقحمت العنف، وموقفنا واضح وداعم للتحالف، ولكننا قلقون حيال المدنيين من الأعمال العسكرية والقضايا الإنسانية، مثل تفشي الأمراض ونقص الغذاء والدواء، لذلك لابد من اتخاذ خطوات لإحلال السلام والاستقرار، لابد من أن يتم توجيه الأوضاع إلى أوضاع أفضل من خلال تشجيع المفاوضات». وحول ليبيا، قال الوزير البريطاني: «نبذل الكثير من الجهد. قابلت الممثل الخاص للأمم المتحدة غسان سلامة في روما الأسبوع الماضي، وكذلك الممثل الليبي. هناك الكثير من الجهود الدبلوماسية فيما يتعلق بتشجيع أصحاب القرار للاجتماع والعثور على إجابات بناءً على ما سيضعه غسان سلامة من قوائم تتضمن أسماء المسؤولين وتهيئة القاعدة للانتخابات، وكذلك قوائم لجماعات متطرفة أو مليشيات تأتي من الخارج». وفي رد على سؤال حول الشرق الأوسط إذا ما سيكون أكثر اعتمادا على القوى الخارجية، قال برت: «بل هي شراكة بين الجميع، وما سمعناه من خلال حوار المنامة هو أن هذه المنطقة لا تزال منطقة توتر، وربما هي أكثر توترا من العام الماضي. لابد أن تكون أولويات القوى الإقليمية هي استقرار المنطقة وعدم وجود أي توتر في بعض الدول. في السياسات الخارجية إذا لم تكن موجودا فإن آخر سيحل مكانك، ونريد أن يكون الأشخاص المناسبون هم من يملأون تلك الأماكن». وكان الوزير البريطاني قد أكد في بداية اللقاء أن زيارته التي جاءت للمشاركة في «حوار المنامة 2017» قد أعطت الفرصة للوزراء للاستماع إلى الجلسات الحوارية التي يشارك بها الوزراء والأكاديميون، والدبلوماسيون وكل مهتم بالشؤون الأمنية وغيرها، إذ تركز الجلسات على مشاكل المنطقة والعالم في هذا المؤتمر السنوي المهم في البحرين. وقال برت: «بالنسبة إليّ، كان من الجيد الحضور إلى هنا، والتباحث مع الوزراء، ولقاء جلالة الملك، وسمو ولي العهد الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، وسمو الشيخ محمد بن مبارك، ووزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، ووزير العدل الشيخ خالد بن علي آل خليفة، ورئيس المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان ماريا خوري. بالطبع البحرين مهتمة ومركزة على القضايا الأمنية في المنطقة والعالم».
مشاركة :