هل صدر قرار رسمي من الهيئة العامة للرياضة أو من الاتحاد السعودي لكرة القدم يفيد برفع الحظر عن قصات القزع في الملاعب السعودية؟، وهل أصبح ظهور اللاعبين بالقصات الغريبة أمرًا مشروعًا لا يستدعي التدخل ولا يستوجب التعليق فضلًا عن المعاقبة؟. أكاد أشك وأنا اشاهد القصات تجتاح ملاعبنا من جديد بل وتظهر بكل جرأة على رؤوس لاعبي المنتخب السعودي أن قرارًا كهذا صدر وأنِّي لم أكن متابعًا جيدًا لقرارات القيادة الرياضية بهذا الخصوص، وأحتاج إلى تحديث معلوماتي التي تقول إنَّ القزع ممنوع رسميًا بقرارات متلاحقة ومتعاقبة أصدرتها الرئاسة العامة لرعاية الشباب عام 2011 في عهد الأمير نواف بن فيصل، ثم عادت اللجنة الأولمبية السعودية برئاسة الأمير عبدالله بن مساعد للتشديد والتأكيد عليها عبر التعميم الذي أصدرته في السادس من نوفمبر عام 2014م وتضمن التشديد على مراقبة اللاعبين المخالفين للتعليمات الخاصة بالقزع في غرفة الملابس أثناء تدقيق البطاقات قبل دخول اللاعبين الملعب وبدء المباراة أو المسابقة بوقت كاف من قبل المراقب، وإشعار إداريي الفريق عن اللاعبين المخالفين في فريقه للتعليمات الخاصة بالقزع، وإذا تم تلافى ذلك بقص الشعر اللاعبين المخالفين داخل غرفة الملابس قبل بدء المباراة او المسابقة بـ15 دقيقة فلا يعتبر اللاعبون مخالفين للتعليمات ويحق لهم المشاركة وفى حال عدم التزامهم بتنفيذ التعليمات يستبعدون نهائيا من المباراة التالية، لافتاً التعميم إلى أن تكرار مخالفة التعليمات يستبعد المخالف من لعب المباراة دون الطلب منهم تلافي المخالفة، كما يستبعد إداري الفريق من مرافقة المباراة التالية. كيف تحولت تلك القرارات والقوانين الرسمية المشدَّدة إلى حبر على ورق؟، وكيف أصبح القزع مسموحًا ومتاحًا للجميع دون أن يصدر أي قرار رسمي يرفع الحظر؟! وهل يجب أن تصدر هيئة الرياضة تعميمًا سنويًا بهذا الخصوص ليستمر تطبيق التنظيمات السابقة؟! وكيف سمحت إدارة المنتخب السعودي لأولئك اللاعبين بالظهور بشعار "الأخضر" بتلك القصات المقززة ليعطوا الضوء الأخضر لبقية لاعبي الأندية كي يتحفوا الجماهير من شباب وأطفال بآخر صيحات القزع والكثير الكثير من التلوث البصري والتربوي الذي يدخل إلى بيوتنا من الباب الكبير. أتمنى أن يحظى الأمر بالتفاتة المستشار تركي آل الشيخ الحريص على أن يعكس الرياضي السعودي في أخلاقه ومظهره الخارجي شخصية الشاب السعودي العربي المسلم البعيدة كل البعد عن هذه التقليعات الغريبة والمقززة، وأرجو أن تكون البداية من لاعب المنتخب السعودي الذي نطمح أن يكون في روسيا سفيرًا يعكس الصورة الحقيقية لذلك الشاب المعتد بثقافته ودينه وعاداته وتقاليده لا مجرد لاعب كرة قدم مقلد للصيحات والصرخات والتقليعات التي تعج بها ملاعب الغرب.
مشاركة :