خواجة مصري يحفظ نصف قرن من الطوابع البريدية يحاول خواجة سبعيني أن يحافظ على ما جمعه طوال خمسين سنة من طوابع بريدية مصرية وعالمية نادرة، في ظل تراجع الإقبال على شراء ما وصفه بـ”هواية الملوك”.العرب شيرين الديداموني [نُشر في 2017/12/11، العدد: 10839، ص(24)] ثقافة واسعة ودراية تامة القاهرة – قضى العجوز غاتسو، أكثر من نصف قرن من الزمان وسط طوابع البريد، ويبدو من اسم الرجل صاحب السبعين عاما، أنه لا يحمل الجنسية المصرية أو حتى أي جنسية عربية أخرى، لكنه أكد لـ”العرب” أنه مصري أبا عن جد. والطريف أن المصريين أنفسهم أطلقوا على غاتسو لقب “الخواجة” لملامحه الغربية وهيئته التي توحي بأنه أحد بقايا زمن الأرمن، الذين جاءوا إلى مصر في النصف الثاني من القرن الحادي عشر، وامتلكوا الشركات والمتاجر. ويعد الخواجة المصري صاحب أقدم متجر لبيع وشراء الطوابع في منطقة وسط القاهرة، واسمه أورينتال فلاتيليك هاوس. وأمضى الرجل السبعيني نحو خمسين عاما بين جدران متجره الذي يضم كل ما هو نادر وثمين، غير أن تراجع هواية جمع الطوابع والمقتنيات النادرة، دفعته إلى البحث عن وسيلة أخرى للكسب. واضطر غاتسو إلى أن يضع لعب الأطفال وأشجار الكريسماس، جنبا إلى جنب بجوار مقتنياته، ولاقت هذه الأشياء رواجا كبيرا، بينما ظلت الطوابع مجرد وريقات صغيرة باهتة، وهذا ما أصابه بحالة من الفتور نحو إثراء ما لديه من طوابع، لأنه كما أكد لم يعد أحد يهتم بهواية الملوك. وقال غاستو لـ”العرب” إن جمع الطوابع يطلق عليها أيضا “ملكة الهوايات”، وأن الملك فاروق ووالده الملك فؤاد، كانا من أشهر ملوك العالم جمعا للطوابع، كما تم إصدار طوابع خاصة بهما قد أُطلق عليها “الطوابع الملكية”. وتسير الطوابع الخاصة بالأفراد وفق بروتوكول عالمي، لأنه لا يتم إصدار طابع تذكاري لأي شخص مهما كانت مكانته ومنصبه إلا بعد وفاته، عدا الحكام من الملوك والرؤساء وزوجاتهم، أو من يحصلون على جائزة نوبل. ويحكي غاتسو، أن امتلاكه للطوابع أصلية، جعله واجهة لهواة جمع الطوابع الثمينة ممن كانوا يتميزون بثقافة عالية وشغف لإثراء معلوماتهم التاريخية، وكان الهاوي منهم يبدأ بجمع طوابع بلده أولا ثم الطوابع الخاصة ببلدان أخرى، وهي تؤرخ لمناسبات تذكارية وأحداث مهمة في تاريخ الدول، موضحا أن هذه الهواية مرت بفترات صعود وهبوط، فبعد تراجعها خلال فترة التسعينات من القرن الماضي، استعادت رونقها مجددا مع دخول عصر الإنترنت وانتشار مواقع التواصل الاجتماعي، وهي وسيلة جيدة وسريعة في الترويج لمثل هذه المقتنيات. ورغم أنه يحدث أحيانا أن تمر شهور كاملة دون أن يبيع طابعا واحدا، لكن غاتسو يتعامل مع مقتنياته مثلما يتعامل الجواهرجي مع الأحجار الكريمة الثمينة، ويحرص على تنظيفها وترتيبها بحسب الأحداث أو الدول أو الشخصيات، ووضعها في دفاتر خاصة، وعرض بعضها على جدران متجره. وأوضح غاتسو أن سعر الطابع يتحدد وفق عدة عوامل منها؛ تاريخ صدوره وحالته والمناسبة التي أطلق فيها، لكن تبقى الندرة هي أهم ما يميز الطوابع، ولفت إلى مجموعات نادرة يتراوح سعرها بين 500 و600 دولار، وهي تعود إلى عهد الخديوي إسماعيل، إضافة إلى الطوابع الملكية. وتعتبر مجموعة بور فؤاد الأغلى بين الطوابع المصرية، ويصل سعرها إلى 800 دولار، وهي عبارة عن أربعة طوابع للملك فؤاد ومجموعة الملاحة، ولأنها سهلة التزييف لا يتم شراؤها أو بيعها إلا بشهادة معتمدة. وكشف أن لكل طابع من الطوابع التاريخية حكاية مختلفة وشيقة. تصوير: محمـد حسنين
مشاركة :