عرضت قنوات سعودية قصصاً لشبان سعوديين عادوا من مواطن الاقتتال في سورية والعراق، وفتحت ملفات حقيقة التنظيمات الإرهابية في تلك الدول، كما استضافت أهالي عدد من المقاتلين السعوديين في سورية والعراق. وعاد برنامج «الثامنة» الذي يقدمه الزميل داود الشريان على قناة «أم بي سي» بحلقة عن المقاتلين السعوديين في سورية والعراق، ناشدت فيها والدة أحد المنضمين للدولة الإسلامية «داعش» بالرجوع إليها بعد أن هجرها وانضم إلى صفوف الجماعة المتطرفة في العراق. وقالت أم عايد في البرنامج إن ابنها بدر ذهب إلى سورية وعمره لم يتجاوز ٢٢ سنة، مطالبةً منه الرجوع إليها في حال سماعها. وأضافت أنها تلقت اتصالاً من شخص طلب منها 200 ألف ريال لإرجاع ابنها إليها، مؤكدة أنها في كل مكالمة تتلقاها من ابنها بدر كان يختم قائلاً أنهما سيجتمعان في الجنة. وأوضح علي القرني (شقيق أحد المعتقلين في العراق)، أن شقيقه انضم قبل 10 أعوام للجماعات الإرهابية في العراق، إلا إنه اعتقل وأضحى سجيناً في العراق. وقال القرني: «أخي ذهب وعمره لم يتجاوز 21 سنة بعدما تأثر بعدد من الفتاوى ووجد بيئة خصبة حرضته مع مجموعة من أبناء الحي إلى الذهاب للعراق». وأشار إلى أن غالبية أهالي المعتقلين السعوديين في العراق لم يتلقوا أخباراً عن أبنائهم منذ سبعة أشهر. وذكرت المستشارة الدكتورة مزنة الجريد أن بذوراً زرعها متطرفون في المجتمع كانت سبباً في استجابة الشباب للتغرير، وتسليم عقولهم بطريقة سهلة. وأضافت أن الذاهبين لمواطن الفتنة يشككون في ذاتهم، وبالتالي أصبح سهلاً انقيادهم، بيد أن أعمارهم تتراوح بين 19 و25 سنة، ويثقون في الآخرين بخلاف أهلهم. ووعد الناطق باسم وزارة العدل العراقية حيدر السعدي بإصدار قائمة بأسماء السعوديين الموجودين في السجون العراقية، إضافة إلى حلقة تلفزيونية على الهواء لكل أهالي الموقوفين السعوديين مع أبنائهم. وأكد المُغرر به السعودي فهد الزايدي العائد من سورية في برنامج «همومنا» على القناة السعودية، أنه التحق بتنظيم الدولة الإسلامية «داعش» بعد تأثره بعدد من الدعاة وفتاوى الإنترنت، وما كان يسمعه ويراه عبر شاشات الفضائيات ليوضح أن هناك اختلافاً كبيراً بين ما تنشره وسائل الإعلام وبين الواقع اليومي لهذا التنظيم. وقال في البرنامج: «اكتشفنا أن تنظيم الدولة الإسلامية له أجندة خفية، وبدأت عمليات التعبئة والتكفير تطاول التنظيمات الأخرى مثل جبهة النصرة، والجيش الحر، والدول والحكام والمشايخ، ولم نشهد وجود جهد حقيقي لمواجهة نظام الأسد، واتضح لنا أن من يسأل عن هذه الأسباب يُحاصر ويُعزل ويُتهم بأنه جاسوس، وتجري تصفيته على يد شبان لا يملكون العلم الشرعي، بعد تعبئتهم بأن ما يقوله «داعش» هو الدين». وأوضح أن كراهيتهم للتنظيمات الأخرى دفعت بهم إلى اعتبارهم كفاراً يجوز قتلهم، وقال: «كنا نتأسى لهذه الحال، وكيف يقتل المسلم أخاه المسلم. لا يفصل «داعش» عن دبابات النظام السوري غير شارع أو كيلومترات، واهتمام التنظيم بحقول النفط، ومقاتلة الجيش الحر». واستعرض الزايدي بعض أفعال داعش مما يوضح منهجية هذا التنظيم القائمة على التكفير والأجندات المشبوهة. وقصص هؤلاء الشبان مع التنظيمات الإرهابية تبدأ بالتغرير، خصوصاً لصغار السن، وإيهامهم بالذهاب إلى العراق، لكنها تنتهي إما بسجنهم أو قتلهم أو عودتهم إلى بلادهم نادمين على انضمامهم للتنظيمات الإرهابية.
مشاركة :