حرب كبرى وشيكة في الشرق الأوسط طرفاها الأساسيان إيران وإسرائيل

  • 12/11/2017
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

يجب نزع سلاح مليشيات الحشد الشعبيهيكلة المنظمات الإرهابية تغيرت وأصبحت عابرة للحدودالقضاء على داعش يتطلب حلولاً لسياسة مستدامةخلص محللون سياسيون في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية إلى القول باحتمالية نشوب حرب كبرى في الشرق الأوسط «قريبًا جدًا»، معلّلين توقعاتهم تلك بحشد إيران لمزيد من مليشياتها الطائفية المجهزة والمدربة جنوبي سوريا ولبنان، إضافة إلى ضعف الحكومة اللبنانية على حساب زيادة قوة حزب الله من جهة، ورغبة اسرائيل بشن حرب استباقية تنهي تلك التهديدات على حدودها الشمالية من جهة اخرى.وأشار المحللون -خلال حديث لهم في الجلسة الختامية لحوار المنامة أمس- إلى أن هذا الحرب «ربما لن تكون غدا»، وإنما «كل الأجواء تمهّد لاندلاعها قريبًا جدًا، وأعربوا عن توقعهم بأنها ستكون حربًا كبيرة جدًا قياسًا بحرب تموز في العام 2006 بين حزب الله وإسرائيل، ذلك أن قوة ايران وحزب الله والمليشيات الأخرى تضاعفت كثيرًا منذ العام 2006، فيما ترغب إسرائيل بوضع حل جذري للتهديدات الإيرانية.وقال الخبير السياسي في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية إيلي حكيم: «هناك تزايد كبير في انتشار المليشيات الشيعية المدعومة من إيران في المنطقة، ولا أحد يريد التكلم عن ذلك بصوت عالٍ في ظروف الحرب على داعش والدور الذي تؤديه تلك المليشيات في ذلك في مناطق مثل الموصل بالعراق، كما أن الكل يجنح إلى استخدام الدبلوماسية مع إيران، إضافة إلى الرغبة في عدم إزعاج الحكومة العراقية»، ولفت إلى أن المليشيات الشيعية تعمل في العراق ولبنان وسوريا وحضورها على الأرض كبير جدًا.وأضاف «بالأمس شاهدنا أحد قادة عصائب أهل الحق يتجول على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، وهذ الشخص نفسه رأيناه سابقًا في عدة مناطق بسوريا والعراق». وتابع حكيم: «علينا أن نجيب عن سؤال جوهري حول مستقبل هذه المليشيات، وهل ستدخل في العملية السياسية في سوريا والعراق مثلاً أم أن هدفها النهائي هو فرض سيطرتها على كامل المنطقة»، واعتبر في السياق ذاته أن إيران هي الرابح الاستراتيجي شبه الوحيد في الشرق الأوسط؛ لأنها نشرت شبكاتها وأتباعها في سوريا ولبنان والعراق واليمن، وهي تعمل بكلفة متدنية، وتمسك بزمام الأمور، كما أن العلاقة بين إيران وروسيا وثيقة؛ لأن البلدين استفادا مما حصل في سوريا، وتمكنا من زعزعة خريطة المنطقة وتبديل مراكز القوة المرسومة أمريكيًا.وأشار إلى «ضبابية بشأن إمكانية تحديد من يمسك بزمام اللعبة في الشرق الأوسط»، متحدثًا عن «حالة من عدم اليقين إزاء الدور الأمريكي في المنطقة، وفي سوريا تحديدًا»، وتساءل: هل ستبقى القوات الأمريكية في شمالي سوريا أم سترحل؟ وهل هي لمواجهة إيران؟ وما هي استراتيجيتها، خاصة أن عددها محدود جدًا وتقدم دعمًا ما إلى شركائها الأكراد مع أنهم ليسوا في الفلك الأمريكي تمامًا؟.وحذر حكيم من الإفراط في التفاؤل بعد إعلان النصر على داعش في العراق، وتحرير مدن مثل الرقة، مؤكدًا أهمية الإسراع في وضع الملفات المؤجلة على الطاولة، خاصة تلك المتعلقة بالحلول السياسية، بما يمنع إعادة تشكيل بيئة مواتية لظهور داعش مرة أخرى كما حصل في كثير من الأحيان.وفي الشأن السوري، نبّه حكيم إلى أن أزمة كبيرة جدًا خاصة باللاجئين في سوريا ستستمر آثارها لسنوات طويلة، لافتًا إلى تغيير ديمغرافي كبير يحدث في سوريا، وقال إن الوضع في سوريا معقد أكثر من اليمن؛ للعدد الكبير من الأطراف التي تقاتل على الارض من جهة وتبدل المواقف الدولية كثيرًا من جهة أخرى، وأكد أن نظام الأسد هناك لا يرى ضرورة لتقديم بعض التسويات السياسية الحقيقية.من جانبه أكد الخبير السياسي البريطاني، توبي دودج، أنه «لابد من نزع سلاح الحشد الشعبي الطائفي»، وقال إن تشكيل الحشد الشعبي أعاد السلاح إلى المليشيات، كما أن ملايين الدولارات دفعت على هذه المليشيات، وأضاف «لابد أن نتعلم من إخفاقات الماضي فيما يتعلق بتلبية بمطالب المواطنين العراقيين، وهذا يتطلب انتشار سلطة الدولة وليس المليشيات على الأراضي العراقية».وأضاف دودج أن العراق لم يشهد استقرارًا منذ عقود؛ بسبب فشل السياسة في مواكبة الأحداث على الأرض، وقال: «رأينا الكثير من الصدامات حول النفط، والعلاقة المتوترة بين بغداد والمناطق الأخرى كالمنطقة الكردية»، وأكد ضرورة التزام رئيس الوزراء حيدر العبادي بإرساء الفيدرالية ونقل السلطات إلى الأقاليم والمجالس المحلية.وقال إن العبادي يتذرع بداعش وغيرها من المشاكل من أجل تأخير نقل السلطة إلى الأقاليم، مع أن تطبيق الفيدرالية في عدد من الأقاليم أسهم إلى حد كبير في إزالة الطبقة الفاسدة.وأكد أن انتخابات مايو 2018 القادمة يجب أن تتخطى الطائفية والمحاصصة وتقسيم الوزارات على الكتل الفائزة، وهو ما يزيد من فرص تفشي الفساد ويحد من الرقابة، وقال: «يجب ألا يكون التعيين في العراق مبني على الطائفية، بل التركيز على مكافحة الفساد بعيدًا عن الطائفية، وعندما تحل الوطنية محل الطائفية نبتعد عن الفساد».وشدد على أهمية عدم مشاركة الحشد الشعبي والمليشيات الطائفية في هذه الانتخابات، وإيجاد طرق أخرى تدفع المواطنين إلى المشاركة، والتعامل معهم بوصفهم مواطنين وليس أعضاء في طائفة.بدوره قال الباحث السياسي شون رين إن العالم يدخل في مرحلة جديدة من أنماط الإرهاب، وعلينا التكفير بخصائص الجيل الجديد من التهديد الإرهابي، وقد رأينا مستوى عاليًا من التكيف في أوساط خصومنا، وعلينا أن نتوقع أن يقوم الإرهابيون بهجمات إرهابية غير متوقعة مستخدمين طرقًا جديدة، فليس من المنطق القول إنهم سيكررون أساليبهم ذاتها في كل مرة.وقال إن الإرهابيين يستخدمون الفضاء السيبراني بطريقة أفضل ويستغلون التطور التقني لتنفيذ عملياتهم الإرهابية، وبإمكانهم استخدام أساليب جديدة بوصفها أسلحة عبر الحدود مع تأثير تدميري مضاعف.وأشار إلى أن الإرهابيين لم يعودوا يتشكلون في منظمات تتخذ أشكالاً تقليدية، وإنما باتوا أعضاءً في جماعات ربما ليس لها هيكلية واضحة ولا يعرفون بعضهم بعضًا، وهذا ما يضاعف من تحديات كشفهم والقضاء عليهم.ولفت رين إلى وجود توجهات سياسية وحركات قومية ومصالح خاصة لدى بعض الدول تعيق الجهود الدولية الرامية إلى مكافحة الإرهاب، وقال إن الجهود الدولية مقيدة بسبب الإطار المتنوع الذي تعمل ضمنه الدول، ويجب أن نضمن الانسجام بين الأطر على المستويات السياسية والعسكرية كي نجد الجهود المناسبة ضد الإرهاب.

مشاركة :