أنقرة – صعد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان انتقاداته للولايات المتحدة على خلفية قرار الرئيس الأميركي الأخير بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. وحمل أردوغان واشنطن المسؤولية عن تبعات القرار قائلا إن الولايات المتحدة باعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل شريكة في العنف وفي اراقة الدماء. وتأتي انتقاداته بينما تشهد العلاقات الأميركية التركية مرحلة من الفتور بسبب دعم وتسليح واشنطن لأكراد سوريا وأيضا على خلفية احتجاز الولايات المتحدة رجل الأعمال التركي من اصل إيراني رضا ضراب الذي اقر بتورط أردوغان شخصيا حين كان رئيسا للوزراء في انتهاك العقوبات المفروضة على إيران. كما تطالب أنقرة السلطات الأميركية بتسليمها الداعية فتح الله غولن الذي تتهمه الحكومة التركية بالوقوف وراء محاولة الانقلاب الفاشل في يوليو/تموز 2016. وأدت تصريحاته بشأن الخطوة الأميركية إلى توتر العلاقات الهشة بين تركيا وإسرائيل اللتين لم تعيدا العلاقات بينهما إلا في العام الماضي بعد خلاف دبلوماسي استمر ست سنوات. وقال أردوغان الذي يوجه الانتقادات لإسرائيل على نحو متكرر، إن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيشعل العنف في المنطقة. وأضاف في خطاب في أنقرة "هؤلاء الذين جعلوا من القدس زنزانة للمسلمين وأتباع الديانات الأخرى لن يقدروا أبدا على غسل أيديهم من الدماء". وتابع "أصبحت الولايات المتحدة شريكة في إراقة الدماء بقرارها الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل"، مضيفا أنه لا يعتبر قرار ترامب ملزما. ومثل قرار الرئيس الأميركي في الأسبوع الماضي تحولا في السياسة التي اتبعتها الولايات المتحدة طويلا إزاء القدس. وكان وضع القدس أحد أكبر العقبات أمام التوصل لاتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين منذ عقود. ووصف أردوغان إسرائيل في بداية الأسبوع بأنها "دولة إرهابية" و"دولة غازية"، مما دفع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للرد بحدة. وقال نتنياهو في مؤتمر صحفي "لم اعتد على تلقي محاضرات عن الفضيلة من زعيم يقصف قرى الأكراد في بلده تركيا ويسجن الصحفيين ويساعد إيران للالتفاف على العقوبات الدولية ويساعد الإرهابيين بما في ذلك في غزة على قتل الأبرياء" في اشارة الى الفصائل الفلسطينية المسلحة ومن ضمنها حماس والجهاد الاسلامي. ووظف الرئيس التركي القرار الأميركي ضمن خدمة أجندته الداخلية والخارجية فيما يواجه انتقادات حادة على خلفية انتهاكات خطيرة لحقوق الانسان وللحريات. ويسعى أردوغان الذي نجح في تمرير استفتاء على توسيع صلاحياته، إلى الظهور كزعيم اسلامي حريص على خدمة القضايا الاسلامية بما فيها القدس. لكن التطبيع بين أنقرة وتل أبيب يلقي بظلال من الشك حول جدية أردوغان في دعم القضية الفلسطينية. وأعادت إسرائيل وتركيا العلاقات بينهما العام الماضي بعد قطيعة دامت ستة أعوام إثر هجوم قوات البحرية الإسرائيلية على سفينة مساعدات تركية في 2010. وكانت سفينة المساعدات تحاول كسر الحصار على قطاع غزة الذي تديره حركة المقاومة الإسلامية حماس، ما أدى لمقتل عشرة نشطاء أتراك كانوا على متن السفينة.
مشاركة :