أبو بكر سالم.. وداعاً

  • 12/11/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

حافظ الشمري | فقدت الساحة الفنية الخليجية والعربية الفنان السعودي أبوبكر سالم، بعد صراع طويل مع المرض عن عمر يناهز الـ 78 عاما، وقد عانى خلال السنوات العشر الأخيرة أزمات صحية متتالية، وسبق ان أجرى عملية قلب مفتوح في ألمانيا، ثم أدخل إحدى المصحات لعدة أشهر، ورقد لفترات متقطعة في مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض، لإجراء فحوص طبية، لكن القدر لم يمهله طويلا. هذه الظروف الصحية دفعته للعزوف عن المشاركة في الحفلات الغنائية في عدة مهرجانات.. وقد ترك رحيله أثرا بالغا لدى الأوساط الفنية، خصوصا رفقاء دربه من الشعراء والملحنين والمطربين في الساحة المحلية، ومن أبرزهم الفنان عبدالله الرويشد الذي يعتبر أكثر المطربين الكويتيين تعاونا معه على صعيد الألحان، بل أطلق عليه لقب «الأب الروحي» . وبرحيل سالم يودع المجال الغنائي العربي واحدا من أبرز الأصوات المتميزة، ومسيرة حافلة بالعطاء والتميز والإبداع عبر العديد من الألبومات والمشاركات في المهرجانات والحضور في الوسائل الإعلامية، لقد صنع سالم لنفسه «كاريزما» مختلفة عن باقي المطربين من خلال الأداء الصوتي الشجي، والإحساس الفني الرفيع، والطابع اللحني العذب، الذي جعله يتعامل مع كثير من المطربين الخليجيين والعرب. مسيرة حافلة لقد أثرى الراحل، الذي كان يحلو له أن يطلق عليه لقب «أبو أصيل»، عشرات من الأعمال الغنائية التي تركت بصمة راسخة لدى الجمهور العربي، وبرزت نجوميته في سبعينات القرن الماضي، ومن أشهر أغنياته «قال المعنى» و«مسكين يا ناس» و«امغرد» و«بات سياج الطرف». وسيرته الذاتية تتحدث عن شخصيته الفنية الرفيعة، فهو أبو بكر سالم بن زين بن حسين بلفقيه، عاصر المجال الفني زهاء ستين عاما متواصلة من العطاء والتميز والحضور، وكان مربيا داعما ومشجعا لكثير من الأجيال الفنية التي سارت على خطاه، وتميزت حنجرته الذهبية بصوت جهوري عذب، صدح في أكبر المسارح الخليجية والعربية وأبرزها. أول أغنية نشأ الراحل وفي داخله منذ صغره عشق للفن، وغنى أول نص غنائي له في مرحلته عنفوان شبابه، وكان بعنوان «يا ورد محلا جمالك»، عاش يتيما، إذ توفي والده وعمره ثمانية أشهر فقط، لكنه ترعرع في بيئة مثقفة تقدر العلم والعلماء في مدينة تريم بحضرموت جنوب اليمن، ثم انتقل إلى عدة مواقع عربية ليغني ويصدح بصوته ويحقق النجاحات المتتالية، حاملا الأغنية اليمنية إلى أرجاء العالم العربي، ومن ثم حصل على الجنسية السعودية، وقدم للمملكة مجموعة من الأعمال الغنائية الوطنية. فقْد المحضار حزن الراحل على وداع رفيق دربه الملحن الراحل حسين أبوبكر المحضار؛ الذي رافقه في كثير من الأعمال الغنائية البارزة، بينها «سر حبي فيك غامض»، «كما الريشة»، «يا سهران»، «يا ويح نفسي»، وتعامل مع نخبة من الشعراء والملحنين في الخليج والوطن العربي، بينهم يوسف المهنا، فايق عبدالجليل، حسين أبوبكر المحضار وآخرون، إلا أن ما يسجل للراحل أنه كانت أغلب أعماله الغنائية من كلماته وألحانه. دعم ابنه.. أصيل يحسب للفنان الراحل أبوبكر سالم دعمه وتشجيعه لنجله الفنان أصيل أبوبكر الذي واصل مسيرته بكل ثبات ونجاح، ويحسب للراحل أنه دفع نجله الى أن يختار أسلوبا مختلفا عنه في الغناء، ورغم أنه كان يطمح أن يصل لمصاف النجاحات التي حققها والده، لكنه ترك بصمة له رغم مشواره الفني القصير الذي انطلق في مطلع التسعينات. «وهم» فايق عبدالجليل كثيرا ما كان يُسأل الراحل أبو بكر سالم من قبل الإعلام عن سر انتقال الأغنية الشهيرة «وهم» للشاعر الكويتي فائق عبدالجليل من أبو بكر سالم إلى محمد عبده، ودائما يرد بأن السبب يكمن في تقاعسه وانشغاله في تلك الفترة بالسفر، وطلب من ملحن الأغنية عمر كدرس تعديل اللحن، فدخل فنان العرب على الخط والتقط الأغنية وقام بتسجيلها، وقال أبو بكر حينها بكل نبل: سواء غنيت «وهم» أنا أو محمد عبده أو طلال مداح المهم أنها وصلت إلى الجمهور. آخر أغنياته عشق الفنان الراحل أبوبكر سالم الفن حتى وهو في أشد أزماته الصحية، وحاول أن يقدم شيئا لفنه ولوطنه، فصدح صوته بآخر أعماله الغنائية التي جمعته مع الفنان فؤاد عبدالواحد في اغنية «خنجر يماني»، التي ساند بها هذا المطرب الشاب، كما غنى للمملكة العربية السعودية آخر أعماله الوطنية «يا بلادي وأصلي».

مشاركة :