يحاول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حشد زعماء الدول الإسلامية للمشاركة في القمة الطارئة لمنظمة التعاون الإسلامية، لمناقشة قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشأن القدس، وذلك من خلال اتصالات هاتفية مع رؤساء دول عربية وإسلامية، إلا أن دول الحصار أبدت تجاوباً فاتراً مع تلك التحركات، بتمثيل متدنٍّ على غرار ما حدث في القمة الخليجية الأخيرة التي عُقدت في الكويت.قالت مصادر موثوقة في العاصمة السعودية الرياض لوكالة الأنباء الألمانية، إن وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد صالح آل الشيخ سيرأس -نيابة عن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز- الوفد السعودي إلى قمة قادة دول منظمة التعاون الإسلامي في اسطنبول غداً الأربعاء. ويرى مراقبون أن الرياض بهذا التمثيل المتدني للقمة تتراجع خطوات كبيرة عن دورها الإسلامي بالمنطقة في قضية بالغة الحساسية، وهي القضية الإسلامية الثانية التي تتخلى عنها بعد المذابح بحق أزمة الروهينجا. ويربط المراقبون التراجع السعودي بتأكيد 4 مسؤولين فلسطينيين لوكالة رويترز بأن ولي العهد السعودي ضغط على الرئيس الفلسطيني محمود عباس للقبول بقرار ترمب بشأن القدس. وعلى خطى السعودية، أعلنت مصر أمس أن وزير الخارجية سامح شكري يرأس وفد بلاده المشارك في القمة الإسلامية، وقالت الخارجية المصرية في بيان لها إن شكري يتوجه إلى اسطنبول اليوم الثلاثاء للمشاركة في أعمال القمة الاستثنائية. فيما لم تتضح بعد مشاركة كل من الإمارات، والبحرين التي تواصل التطبيع مع إسرائيل عبر إرسال وفود إلى القدس المحتلة لنسج علاقات مع الكيان الصهيوني. في حين يترأس حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى وفد دولة قطر للمشاركة في القمة الاستثنائية، كما أعلن أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح ترؤّسه لوفد بلاده بالقمة، وأنه سيتوجه اليوم الثلاثاء إلى اسطنبول، الأمر الذي يعكس اهتمام البلدين الكبير بالقضية الفلسطينية. أيضا يرأس الرئيس السوداني عمر البشير، وفد بلاده المشارك في القمة الإسلامية. مشاركة عون وعن مشاركة رئيس لبنان، قال وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية بيار رفول لوكالة «الأناضول»: «إن قضية مدينة القدس قضية عالمية تعني جميع الديانات السماوية، ومن هنا جاءت دعوة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون (المسيحي) للمشاركة في قمة منظمة التعاون الإسلامي الطارئة حول القدس، الأربعاء المقبل في اسطنبول، بغض النظر عن الاعتبارات الدبلوماسية والبروتوكولية. وحول مشاركة عون كرئيس مسيحي وحيد في القمة الإسلامية، أوضح رفول قائلاً: «نحن من المشرق، وعشنا معاً في هذا المشرق منذ مئات السنين، والقدس تعنينا كما تعني إخواننا المسلمين، وبالتالي، لن نقبل أن يختطف أحد القدس».;
مشاركة :