القوميين يأملون في الدفع باتجاه تحقيق مطالبهم وهي العفو عن السجناء السياسيين، واعتبار اللغة الكورسيكية لغة رسمية وقضية تصاريح الإقامة لمنع المضاربات العقارية.العرب [نُشر في 2017/12/12، العدد: 10840، ص(5)]ضغوط على باريس من أجل المطالبة بمزيد من الاستقلالية كورسيكا - حقق القوميون في جزيرة كورسيكا الفرنسية فوزا كبيرا في انتخابات محلية، ما سيتيح لهم ممارسة ضغوط على باريس من أجل المطالبة بمزيد من الاستقلالية لجزيرتهم الواقعة في المتوسط. وأظهرت النتائج النهائية للدورة الثانية من الانتخابات المحلية في كورسيكا التي جرت الأحد، أن تحالف الاستقلاليين ومؤيدي الحكم الذاتي، حقق نتيجة تاريخية بعد فوزه بنسبة 56.5 بالمئة من الأصوات، ما سيضمن له غالبية كبرى من المقاعد الـ63 التي سيضمها البرلمان المحلي الجديد. وقال زعيم القوميين جيل سيميوني “على باريس أخذ العلم بما يحصل في كورسيكا، فهو أمر مهم”، كما قال أحد زعماء الاستقلاليين جان غي تالاموني “يجب أن نمتلك القوة الكافية لفرض هذه القضايا”. ويلقب البعض تالاموني بـ”بودجمون الكورسيكي”، في إشارة إلى رئيس كتالونيا المقال كارليس بودجمون. ويرى مراقبون أن القوميين يأملون في الدفع باتجاه تحقيق مطالبهم الرئيسية الثلاثة وهي العفو عن “السجناء السياسيين”، واعتبار اللغة الكورسيكية لغة رسمية وقضية تصاريح الإقامة لمنع المضاربات العقارية في الجزيرة. ويطالب القوميون بنقل سلطة حقيقية تشريعية وضريبية تعترف بها الدولة الفرنسية والاتحاد الأوروبي على حد سواء”. وتكتسب هذه القضايا حساسية كبرى في كورسيكا التي شهدت لعقود أعمال عنف، تمثلت في أكثر من 4500 هجوم تبنّاه ناشطو “جبهة التحرير الوطنية لكورسيكا” وقد عاد الهدوء إلى الجزيرة في 2014 مع قرارهم وقف القتال. ويسعى القوميون إلى الحصول على حكم ذاتي حقيقي في السنوات الثلاث المقبلة وتطبيقه فعليا على مدى عشر سنوات، في خطوة للانفصال تدريجيا عن فرنسا. ودعا المتحدث باسم الحكومة الفرنسية ستيفان لو فول إلى “عدم تأجيج النقاشات” في كورسيكا، في إشارة إلى خطاب ألقاه تالاموني في الجزيرة مطالبا باحترام قواعد الجمهورية. وأبقى القوميون، بعد فوزهم في الانتخابات، غموضا حول نواياهم وخططهم المستقبلية، ما أثار ضجة في باريس التي تترقب بقلق حرصا منها على الحفاظ على وحدتها الوطنية. وبعد كتالونيا في إسبانيا وأسكتلندا في بريطانيا، فإن الجزيرة المتوسطية التابعة لفرنسا منذ 1768، هي ثالث كيان في أوروبا حمل إلى السلطة قادة قوميين، بعد انتخاب جيل سيميوني من دعاة الحكم الذاتي، وجان غي تالاموني من أنصار الاستقلال، على رأس حكومة محلية مصغرة.
مشاركة :