حقق تحالف القوميين في كورسيكا الذي يجمع المطالبين بالحكم الذاتي ودعاة الاستقلال فوزا كبيرا في الدورة الأولى لانتخابات المجلس الإقليمي للجزيرة التي جرت الأحد. وفازت لائحة "من أجل كورسيكا" بـ% 45,36 من الأصوات، ما دفع قياداتها إلى دعوة باريس إلى "التفاوض" حول وضع الجزيرة المتوسطية خلال السنوات الثلاثة المقبلة. حقق القوميون في جزيرة كورسيكا الفرنسية فوزا كبيرا خلال الدورة الأولى من انتخابات المجلس الإقليمي التي جرت الأحد. وهو المد الانتخابي الذي وصفته وسائل إعلام فرنسية بـ"الزلزال" و"المد البحري" السياسي. واستطاع تحالف "من أجل كورسيكا" الظفر بـ% 45,36 من الأصوات في الدورة الأولى في انتخابات تكشف عن تراجع تأثير القيادات التقليدية في الجزيرة. ويجمع التحالف كلا من المطالبين بحكم ذاتي بزعامة جيل سيميوني والمطالبين بالاستقلال بزعامة جون غي تالاموني. وقال زعيم المطالبين بالاستقلال تالاموني لإذاعة فرانس أنتر، إن فوز لائحته يؤكد على أنه "إذا ما أراد أغلبية الكورسيكيين الاستقلال فلا أحد يمكنه منعهم من ذلك" وأضاف "يجب أخذ رغبة الكورسيكيين بعين الاعتبار في وقت معين. لقد صوتوا ثلاث مرات لصالح القوميين، هذا يعني بالنسبة إلى الكورسيكيين، أن كورسيكا هي أمة". "تقع أمور كثيرة في كورسيكا منذ عامين، وفي باريس يتصرفون كأن لا شيء وقع" جون غي تالاموني تصريح جون غي تالاموني لإذاعة فرانس أنتر @JeanGuyTalamoni : "Il se passe des choses depuis deux ans [en Corse] et à Paris, on fait comme si de rien nétait" #le79inter#Territorales2017 France Inter (@franceinter) 4 décembre 2017 وكان تالاموني قد نشر على موقع تويتر تغريدة يقول فيها إن فوز لائحته، سيعطيه "قوة تفاوضية أكبر" مع باريس "التي تتصرف كأن لا شي يقع" في كورسيكا. تعزيز المطالب الانفصالية؟ واستطاع القوميون الذين يحكمون الجزيرة، منذ انتخابات 2015 تطوير قاعدتهم الانتخابية، إذ ارتفع عدد الذين صوتوا لصالحهم بـ 20 ألف شخص مقارنة بالانتخابات السابقة. وهو ما يؤكد ارتفاع شعبية التيار السياسي في الجزيرة. وشهدت الانتخابات نسبة امتناع كبيرة عن التصويت بلغت %47,83 في المئة من أصل 234 ألف ناخب. وتذكي الأزمة في إقليم كاتالونيا في إسبانيا، وإعلانها الاستقلال من جانب أحادي لم توافق عليه مدريد، المخاوف من أن يتكرر سيناريو المطالبة بالاستقلال في كورسيكا. ويعزز هذه المخاوف التاريخ السياسي المضطرب لـ"جزيرة الجمال"، كما تلقب. فقد عاشت كورسيكا لعقود على إيقاع العنف السياسي وشن 4500 هجوم من طرف الحركة الانفصالية المسلحة المعروفة بـ"جبهة التحرير الوطني لكورسيكا". وهي الحركة التي تحولت إلى العمل السياسي السلمي سنة 2014. ورغم تصريحات تالاموني فإن الأغلبية التي يفترض أن تحكم الجزيرة غير متجانسة. فمن جانبهم يصر أنصار جيل سيميوني، على مطلب الحكم الذاتي، وعلى توسيع صلاحيات الجزيرة في أفق عشرة أعوام. فيديو: تجمع انتخابي للقوميين في كورسيكا Pè a pace, pè a demucrazia, pè a vittoria !!#PèACorsica#unpaesedafàpic.twitter.com/L1hWOLqC3Q Gilles Simeoni (@Gilles_Simeoni) 1 décembre 2017 وسارع سميوني إلى نشر تغريدة في تويتر بعد الفوز يطالب فيها بـ"حكم ذاتي موسع" لكورسيكا. تراجع الأحزاب التقليدية وتعتبر هذه الانتخابات مؤشرا على تراجع تأثير القيادات والأحزاب التقليدية في الجزيرة، وتركيز أكبر من الناخبين على المرشحين ذوي المرجعيات الجهوية والمطالب الخاصة بكورسيكا. فقد فاز بالمرتبة الثانية لائحة اليمين الجهوي "طريق المستقبل" بزعامة جان مارتان ماندوليني بـ 14,97 %. ولم يحصل حزب "الجمهوريون" الذي يعيش أزمة سياسية داخلية إلا بـ 12,77 % من الأصوات، وحلت لائحة جان شارل أرسوكي "إلى الأمام نحو الغد" التي تمثل حزب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون رابعة بـ 11,26 %. وتعرض حزب "الجبهة الوطنية" اليميني المتطرف لهزيمة مدوية ولم يحصل إلا على % 3,28 من الأصوات، في تراجع كبير مقارنة بالانتخابات السابقة التي حصل خلالها على عشرة بالمئة من الأصوات. وهو ما يقصي لائحته التي كانت تحتاج لسبعة بالمئة من الأصوات للمشاركة في الدور الثاني في الانتخابات البلدية. ولم تفز اللائحة المشتركة للحزب الشيوعي و"فرنسا الأبية" إلا بـ% 5,68. وتطالب لائحة القوميين بعدة مطالب من قبيل جعل اللغة المحلية لغة رسمية، والعفو عن السجناء السياسيين. وكانت سبع لوائح قد تقدمت للانتخابات لاختيار 63 عضو يشكلون مجلس الإقليم في الجزيرة. وتأتي الانتخابات في وقت ستتغير فيه الخريطة الإدارية لكورسيكا إذ ينص قانون جديد يدخل حيز التطبيق بداية عام 2018 على إدارة الجزيرة من طرف مجلس موحد بدل اثنين كما كان معمولا به. ويرجح أن يفوز القوميون بالأغلبية المطلقة بعد الدورة الثانية من الانتخابات التي تنظم الأحد المقبل. محمد الخضيري نشرت في : 04/12/2017
مشاركة :