كرة القدم الجزائرية تحتضر

  • 12/12/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

من كان يظن أن المنتخب الجزائري، الذي كان المصنف الأول إفريقياً وفي مصاف الأوائل عالمياً، سيأتي يوم يشهد فيه هذا التقهقر الكبير، فقط بعد سنتين من بلوغه الريادة، حقيقة تقال ويستسيغها الشعب، يمكن لنا أن نختلف في كل شيء في السياسة، في الاقتصاد، إلا في كرة القدم، فهي التي تجمع الجزائريين من شمالهم لجنوبهم، من شرقهم لغربهم، لكن ما كان يجمعنا ومن كان يجمعنا قد رحل. كرونولوجيا سقوط المنتخب وغيابه عن أكبر محفل عالمي بدأت من يوم أقال جمهور خمسة جويلية كريستيان غوركيف من تدريب المنتخب، رغم أننا كنا نفوز معه بسداسيات وسباعيات، بقي المنتخب الوطني بدون مدرب لمدة طويلة أتى بعدها تعيين رايفاتس، هذا الأخير قوبل بالرفض من اللاعبين أنفسهم، فأقاله رئيس الفاف محمد روراوة، ثم عين على عجلة ليكانس، هذا الأخير هو وكرة القدم لا يلتقيان. ولكن لم يكن لرئيس الفاف حل خاصة برفض بيكرمان وفيلموتس؛ لتحل بنا الكارثة؛ خروج من كأس إفريقيا من الدور الأول، وخسارة في نيجيريا؛ ليستقيل بعدها محمد روراوة تاركاً وراءه تركة ثقيلة لزطشي الرئيس الجديد، وهو تأهل الجزائر للمونديال برحيل روراوة، لم تكن الجزائر مقصاة ولم تكن قد رهنت كل حضوضها، بل كان بإمكانها التأهل لو فازت ببقية المباريات لكن رئيس الفاف الجديد لا يفقه شيئاً في كرة القدم، فعين مدرباً لا يصلح سوى للكلام بالإسبانية، كلفنا هزيمة بعد هزيمة، ولم يفعل شيئاً يشفع له، ففقدت الجزائر التأهل، وفقد الشعب صبره، فغير المدرب بمدرب آخر لم يدرب لخمس عشرة سنة، رغم مسيرته الكبيرة كلاعب اسمه رابح ماجر، لكنه كمدرب لا يحمل ذاك المستوى وليس كل لاعب كبير مدرب كبير ومارادونا خير مثال. ولكن تحت هذه الأمور توجد الصحافة، قناة تلفزيونية لعبت دورها بامتياز في إهانة المنتخب واللاعبين وجريها المسعور وراء استخدام المحليين في المنتخب وطرد المحترفين وأولئك الذين لم يولدوا بالجزائر لاعبين محليين، لو لعبنا نحن من نقرأ الآن هذه المقالة مكانهم لربما كنا أحسن منهم، وهذا ما جعلنا نفقد هيبتنا الكروية فلاعب مثل رياض محرز وغيره لا تجدهم ببطولة منخرفة كالبطولة الجزائرية، ومسير كروراوة لا يتكرر مرتين، فالرجل في كل مرة تولى فيها قيادة كرة القدم إلا وفعل ما عجز عنه الجميع. للرجل أخطاء، ولكنّ أخطاءه تغتفر عكس من خلفه؛ حيث جعل الجزائر قريبة من فقدان أبرز المواهب بأوروبا على غرار حسام عوار، ماكسيم لوباز، وأمين غويري، وشجع على انتداب الهواة، وكما كان همّه تسويق لاعبي أكاديميته من أجل ربح المال بالعملة الصعبة. لم يكن لنا إلا كرة القدم لنتنفس بها ولكنهم "أهلكوها"، وأدخلوا فيها العنصرية والسياسة، فماذا تبقى لنا لنفرح به؟ لم يبقَ شيء.. تلك هي الإجابة.. اللاشيء. ملحوظة: التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

مشاركة :