رفض البيت الأبيض، أمس الإثنين، 11 ديسمبر/كانون الأول 2017، المطالب بفتح تحقيق في الكونغرس، حول اتهامات بأن دونالد ترامب تحرَّش جنسياً بنساء، معتبراً أن الشعب الأميركي قال كلمته في هذه القضية، عندما انتخبه رئيساً للولايات المتحدة. وطالبت السناتور من الحزب الديمقراطي كيرستن غيليبراند ترامب بالاستقالة، أسوة بمطالبة عضوين ديمقراطيين آخرين في مجلس الشيوخ، فيما أيَّدت مجموعة نسائية من 54 عضواً في الكونغرس المطالبة بفتح تحقيق في الاتهامات الموجهة لترامب. والإثنين طالبت 3 نساء، اتهمن ترامب بالتحرش بهن جنسياً قبل خوضه السباق الرئاسي، الكونغرس، بفتح تحقيق في الاتهامات بسوء السلوك الموجهة لترامب. وكانت النساء الثلاث أعلنّ خلال الحملة الانتخابية الرئاسية العام الماضي، أنهن تعرَّضن للتحرش، وقلن إنهن يقمن بإثارة هذا الموضوع مجدداً بسبب الظروف الحالية. ففي الأشهر الأخيرة كسر العديد من النساء حاجز الصمت، بشأن تعرّضهن للتحرش من قبل رجال نافذين في مجالات الترفيه والإعلام والأعمال والسياسة، وذلك في أعقاب تحقيق في الاتهامات المساقة ضد المنتج هارفي واينستين بارتكاب اعتداءات جنسية. وقالت سامانتا هولفي، إن "الظروف مختلفة". وهي تتهم ترامب بأنه دخل إلى الكواليس بينما كانت تقوم مع متباريات أخريات بتبديل ملابسهن خلال المشاركة في حفل انتخاب ملكة جمال الولايات المتحدة في 2006. وخلال تفسير قرارها معاودة إطلاق الاتهامات قالت هولفي "فلنحاول مجدداً". من جهتها طالبت ريتشل كروكس، التي تتهم بترامب بمحاولة تقبيل فمها عنوة بعدما عرّفته بنفسها في برج ترامب في 2005، أعضاء الكونغرس بأن "يضعوا جانباً انتماءاتهم الحزبية، ويفتحوا تحقيقاً حول سجل ترامب في سوء السلوك الجنسي". وأبدت كروكس أملها "بأن يلقى ترامب المعاملة نفسها التي لقيها هارفي واينستين والرجال الآخرون الذين يخضعون للمحاسبة بسبب سلوكهم المستهجن". من جهتها قالت جيسيكا ليدز إن ترامب لامسها وقبّلها عنوة، خلال رحلة جوية في سبعينيات القرن الماضي، وقالت "كانت يداه في كل مكان، كان يقبلني ويتحسَّسني"، مضيفة أن الرئيس لم تتم محاسبته. في المقابل سارع البيت الأبيض لنفي الاتهامات، واصفاً إياها بأنها "كاذبة". وانتقدت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة هاكابي ساندرز "توقيت هذه الادعاءات وسخافتها"، معتبرة أنها حملة "بدوافع سياسية". وقالت هاكابي ساندرز في مؤتمر صحفي، إن الرئيس "تصدّى مباشرة لهذه الاتهامات، ونفى كل تلك الادعاءات".انتخابات حاسمة وأضافت المتحدثة "لقد حصل ذلك في الماضي البعيد قبل انتخابه رئيساً، كانت أمام الشعب الأميركي انتخابات حاسمة أيَّد فيها الرئيس ترامب"، وأضافت المتحدثة "نشعر وكأننا أعطينا ردنا على هذه الادعاءات في تلك العملية (الانتخابية)". وقالت السناتور الديمقراطية غيليبراند، في حديث لشبكة سي إن إن الإخبارية الأميركية، إنه على ترامب "الاستقالة فوراً". وأضافت "لقد ارتكب الرئيس ترامب اعتداء بحسب هؤلاء النساء"، مضيفة أن هذه الادعاءات "تتمتع بمصداقية كبيرة". وقالت غيليبراند "أعتقد أنه عليه الاستقالة فوراً، وإن لم يفعل علينا فتح تحقيق". وكان السناتوران الديمقراطيان عن نيوجيرسي واوريغون كوري بوكر وجيف ميركلي، طالبا بنهاية الأسبوع ترامب بالتنحي. بدوره أيَّد السناتور الديمقراطي رو وايدن المطالبة بفتح تحقيق في الكونغرس، إلا أن حصول ذلك يبدو غير مرجح، نظراً لسيطرة الجمهوريين على مجلسي النواب والشيوخ في الكونغرس الأميركي. وكتب السناتور ميركلي على تويتر "هؤلاء النساء محقات"، وأضاف "إذا لم يستقلْ ترامب، على الكونغرس التحقيق في ادعاءات العديد من النساء بأنه اعتدى عليهن وتحرش بهن جنسياً. ما من أحد فوق القانون". وليل الإثنين، قالت العضو الديمقراطية في الكونغرس لويس فرانكل، إنها تقود حملة لمجموعة من النساء في مجلس النواب تطالب بفتح تحقيق. وكتبت فرانكل على تويتر "يستحق الأميركيون أن يعرفوا حقيقة القائد الأعلى (للقوات المسلحة - رئيس الدولة)، لذا أنا أقود (حملة) للنواب النساء في الحزب الديمقراطي، للمطالبة بفتح الكونغرس تحقيقاً في الادعاءات المساقة ضد ترامب بسوء السلوك الجنسي"، مستعينة برابط لتقرير لشبكة سي إن إن، يشير إلى مشاركة 54 امرأة في الحملة. وكان ثلاثة أعضاء في الكونغرس أعلنوا استقالاتهم الأسبوع الماضي، على خلفية ادعاءات بتحرش جنسي، بينهم سناتور مينيسوتا الديمقراطي آل فرانكن. ولدى إعلانه استقالته وجه فرانكن انتقاداً حاداً لترامب. وقال فرانكن "أعلم جيداً أن هناك تناقضاً في مغادرتي (المنصب)، فيما رجل تباهى بشريط مصور بتاريخه بالتحرش يجلس في المكتب البيضاوي، وآخر طارد فتيات صغيرات بالسن يواصل حملة للترشح إلى مجلس الشيوخ، وسط دعم كامل من حزبه". وكسرت 16 امرأة حاجز الصمت باتهامهن ترامب بسوء السلوك. وكان شريط تم تداوله خلال الحملة الانتخابية ظهر فيه ترامب وهو يتفاخر بقدرته على تقبيل النساء وملامستهن، والإفلات من العقاب، نظراً لكونه شخصية مشهورة. وفي موقف يبدو متعارضاً مع ما أعلنه البيت الأبيض، قالت سفيرة الولايات المتحدة إلى الأمم المتحدة نيكي هايلي، الأحد، إن أي نساء يدعين أنهن ضحايا تحرش جنسي، بمن فيهن اللواتي يتهمن ترامب، "يجب أن يتم سماعهن".
مشاركة :