ناشونال إنترست: ملفات المنطقة تكشف عمق خلاف الرياض وأبو ظبي

  • 12/13/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

شككت مجلة «ناشونال إنترست» الأميركية في قوة التحالف بين أبوظبي والرياض، على خلفية إعلان العاصمتين تشكيل لجنة للتعاون الأمني، وقالت إن إمكانية نشوء توترات بينهما أمر متجل في تزايد اختلاف وجهات النظر حول السياسة الخارجية سواء في دعم وكلاء متنافسين في اليمن، وتبنيهما نهجاً متناقضاً في الحرب السورية.أوضحت مجلة ناشونال إنترست، أن كثيراً من المحللين العرب والغربيين وصفوا الخطوة بأنها تصعيد كبير في الأزمة القطرية، وخطوة محورية نحو تعزيز التحالف بين الرياض وأبوظبي، لكن ورغم وجود مصالح استراتيجية كثيرة بينهما، فإن نظرة عن كثب في شؤون دول مجلس التعاون تكشف ضعف تحالف السعودية والإمارات. تصعيد مستقبلي وأوضحت أن التباين المتزايد بين السعودية وأبوظبي تجاه التعامل مع الأزمات الإقليمية يرجح تصعيداً مستقبلياً في التوترات بين البلدين، لدرجة أن حل هذه التوترات بين أبوظبي والرياض يمكن أن يكون أصعب من حل الأزمة بين الرياض والدوحة. تشرح المجلة أن صعوبة رتق الفتق بين السعودية والإمارات تكمن في طبيعة الاختلافات القائمة بين البلدين، فعلى عكس الخلاف بين الدوحة والرياض والذي يتمحور حول الهيمنة، فإن التنافر بين أبوظبي والرياض مرده الرؤى الاستراتيجية المتنافسة. وتابعت أنه وكما استعملت السعودية والإمارات القوة العسكرية والمناورات الدبلوماسية الأحادية في تشكيل النظام الإقليمي، وفقاً لرؤاهما، فإن التوترات الناجمة عن هذه الرؤى المتصارعة من المرجح أن تستمر في المستقبل المنظور. التأطير الطائفي للصراعات واستطردت المجلة بالقول إن السياسة الخارجية السعودية قائمة على التأطير الطائفي للصراعات في الشرق الأوسط، فسلوك الرياض على الساحة الدولية يتبنى الهوية مقابل دحر كل الفصائل الأخرى بأي ثمن، والتسامح مع الحركات الإسلامية. أما سياسة الإمارات الخارجية فتعتمد التصدي للحركات الإسلامية مذهباً، وترى في حركات الإسلام السني تهديداً أكبر من إيران، ومن ثم فإن تقديرات أبوظبي للتهديدات تختلف جذرياً عن السعودية، وهو ما يفسر دعم الإمارات للحركات الشيعية بدعوى تعزيزها للاستقرار السياسي. وذكرت المجلة إن الصراع بين الأجندة السعودية والإماراتية كشف عن نفسه في النهج المختلف للنظامين تجاه أزمات اليمن وسوريا، ففي اليمن رأت الرياض صعوداً لجماعة لها روابط بإيران وتشكل تهديدا لأمنها القومي، بل إن الرياض لم تجد غضاضة في التعامل مع فرع جماعة الإخوان في اليمن المسمى حزب الاصلاح. من ناحية أخرى، لا تشارك أبوظبي الرياض نفس السياسة، بل إنها استهدفت حزب الإصلاح، وعملت على التعاون مع أعدائه، كما أنها خططت لإعادة علي عبدالله صالح للحكم مرة أخرى قبل أن يقتل لاحقاً. وذكرت المجلة أن الشقاق بين النظامين السعودي والإماراتي سيتزايد إذا ما اتخذت الرياض مقتل صالح ذريعة لإجراء قصف عشوائي ضد جميع القوى الشيعية، بمن فيها تلك المتحالفة مع الإمارات. وختمت المجلة بالقول إنه فيما تظل الأزمة الخليجية الحالية التهديد المداهم أمام مجلس التعاون الخليجي، فإن الهوة بين رؤى السعودية والإمارات يمكن أن تشكل في نهاية المطاف تهديداً أكبر لتماسك دول المجلس.;

مشاركة :