الإسلام دين تسامح ومحبة ومظلة للتنوع

  • 12/13/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

واصل منتدى تعزيز السلم في المجتمعات الإسلامية لليوم الثاني على التوالي فعالياته بفندق سانت رجيس في أبوظبي تحت رعاية سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، ومشاركة أكثر من 700 شخصية من العلماء والمفكرين العرب والمسلمين والباحثين وممثلي الأديان على مستوى العالم. وبدأت الفعاليات بجلسة حوارية تحت عنوان «رؤية إسلامية للسلم» ترأسها الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية المصري، وشارك فيها الدكتور أحمد عبادي الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، وفضيلة الشيخ مصطفى سيريتش مفتي البوسنة السابق والدكتور رضوان السيد أستاذ الدراسات الإسلامية في الجامعة اللبنانية. وأكد الدكتور جمعة خلال الجلسة أن الإسلام دين تسامح وسلام ومحبة ويؤمن بالتنوع والاختلاف، مشيراً إلى أن محاولة حمل الناس على دين واحد أو مذهب واحد هو مناقض لتعاليم الإسلام. وشدد على أن التسامح نهج يجب أن يسود العالم كله شريطة أن يتم كسر حواجز الجهل والخوف، مبيناً أن الإسلام يؤمن بنهج التنوع والاختلاف. كما أكد أن الجهاد في الإسلام ليس حقاً للأفراد أو للأحزاب أو القبائل أو«المرشدين»، وإنما هو حق أصيل للدولة إذا كنا نؤمن بالدولة التي نعيش في كنفها، لافتاً إلى أن الجدل والتفريعات حول هذه القضية هي التي ضيعت الأمة وخلفت وراءها الحروب والنزاعات. المحور الثاني وناقش المحور الثاني موضوع «الخوف من الإسلام -الأسباب والسياقات» وتضمن هذا المحور موضوعين اثنين هما: «الخوف من الإسلام من منظور غربي» و«الخوف من الإسلام من منظور المسلمين في الغرب». وقال أحمد عبادي أمين عام الرابطة المحمدية للعلماء في المغرب وعضو مجلس أمناء منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، إن انعقاد هذه الملتقى الرابع في دولة الإمارات يأتي انطلاقاً من دولة عملت على ترسيخ نهج التسامح وسعت إلى تعزيز السلم العالمي. وأكد أن الأديان السماوية جاءت كي تميز بين الحق والباطل، مشيراً إلى أن أهمية استخدام الوسائل الحديثة في التعارف بين البشر والذي سيؤدى بدوره إلى التوافق وتقديم وجهة نظر مشترك وكذلك تقدم اقتراحات للتعاون. وقال فضيلة الشيخ مصطفى سيرتيش مفتي البوسنة السابق وعضو مجلس أمناء منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، إن رسالة الإمارات للعالم هي السلام والتسامح ونشيد بهذا الصدد بمبادراتها الرائدة لتعزيز قيم التسامح في العالم أجمع. وأكد الدكتور رضوان السيد أستاذ الدراسات الإسلامية في الجامعة اللبنانية وعضو مجلس أمناء منتدى تعزيز السلم، ضرورة وجود رؤية شاملة وسردية جديدة تعيد إلى المنظومة الإسلامية الانتظام. وأضاف أنه على مر التاريخ نجد أنه نشأ فقهان أحدهما للعيش والآخر للدين ويقوم فقه الدين بضبط العيش من خلال الآليات التي قامت للتنظيم بينهما، مشيراً إلى أن فقه الدين أصبح لا يتحكم بفقه العيش ولكنه صار يحاول كسره وإزالته وإعادته للقديم أو اصطناع حديث. تعاون من جانبه قال وزير الأديان في كازاخستان: يجب أن يفهم غير المسلمين أنه لا خوف من المسلمين وفي كازاخستان نحترم الدين، ولأول مره لدينا مؤتمر لوزراء الخارجية شارك فيه 60 من الوزراء والمفكرين وحوار بين علماء الأديان وتطوير الحوار وتعزيز السلم. وأوضح أن كازاخستان تخطط للمؤتمر السادس للسلم في العالم وهناك جهود لتطوير الحوار بين الشرق والغرب، وقال علينا العمل على مواجهة الخوف من الإسلام ومواجهة الإرهاب والتطرف العنيف أياً كانت تبعيتها للدين. تسامح وقال فضيلة العلامة عبد الله بن بيّه رئيس منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة إنه يجب فك الارتباط بين «الإسلاموفوبيا» وبين التطرف، وسنعمل على إزالة الشبه التي تؤدي إلى التطرف كما سنحاول إزالة سوء الفهم أو جهل أولئك الذين يكرهون الإسلام والمسلمين لأسباب معقدة ومتشابكة. وقال الدكتور محمد مطر الكعبي رئيس الهيئة العامة للشئون الإسلامية والأوقاف أمين عام المنتدى: تعلمنا من الإسلام في دولتنا أن نحمي الطفولة ونرعاها، ونكرم المرأة ونقوم بتمكينها ونحقق مساواتها مع الرجل، تعلمنا أن نمارس الرياضة ونحافظ على البيئة، ونقدر الفنون ونتبنى الإبداعات، وعندنا وزارات للتسامح والسعادة والمستقبل والشباب والذكاء الاصطناعي. واستنكر فضيلة الدكتور شوقي علام مفتي جمهورية مصر العربية تسميه تنظيم «داعش» بالدولة الإسلامية وقال: لا ينبغي أن نطلق عليه دولة ولا إسلامية. حداثة وقال الدكتور سعيد بن سعيد العلوي المفكر المغربي الأستاذ بجامعة محمد الخامس بالرباط، إن الإسلام لا يضاد الحداثة ولا يمنعها بل يتوافق معها ويأخذ منها ما يخدمه ويطبق تعاليمه، فالإسلام يقرر العيش المشترك بين بني البشر، ولفظ الحرية لا يأتي في القرآن بل يأتي اشتقاقها، عتق رقبة، وهذا معنى إبداعي. أما عبد الواحد بيترسون من الدنمارك فقال: «لا بد أن يكون لدينا طرق كي نثقف الأجيال القادمة حول الإسلام وأهميته وسماحته». فيما أكد الدكتور وليام فندلي ضرورة أن نكافح الخوف من الإسلام والشك فيه، وأن نفتح قلوبنا للآخرين وألا نعود للوراء ونقبل الآخر مهما اختلف دينه وجنسه ولونه وعرقه. المنتدى رسالة سلام إلى العالم ترأس الدكتور فيصل بن عبدالرحمن المعمر الأمين العام لمركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي لحوار الأديان الجلسة الثانية التي حملت عنوان «الإسلام والعالم.. مسارات التعارف والتضامن». وتقدم بالشكر إلى دولة الإمارات على تنظيمها لهذا المؤتمر المهم، مؤكداً أن المنتدى يبعث برسالة سلام إلى العالم أجمع، وقال: نريد إيصال رسالة عظيمة من خلال هذا المنتدى لإحلال السلام في العالم وتعزيز مكانة الدين الإسلامي كدين تسامح ورحمة. وأضاف أن المتطرفين يسعون لأن يخدم الدين السياسة لا أن تكون السياسة في خدمة الدين، لافتاً إلى أنه عند التحدث عن الدين الإسلامي لا بد من أن نضعه فوق كل الاعتبارات. وعبر أحمد ولد أهل داود وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي في موريتانيا عن عظيم شكره وتقديره لدولة الإمارات التي دأبت على احتضان العلم والعلماء وتنظيمها لهذا المنتدى الرائد، وقال إن رسالة الإسلام تتميز عن غيرها من الرسائل بكونها رسالة عالمية فرسالة الإسلام تتسم بالخلود والبشر والإنسانية في المبدأ والتوجه، موضحاً أن الإسلام قادر على التعايش مع النظام العالمي المعاصر وقادر على التعايش مع مختلف الحقب والفترات. شكر وتوجه الدكتور وليام فندلي أمين عام منظمة الأديان من أجل السلام بالشكر إلى دولة الإمارات على دعمها مسارات التعاون والتعارف لنشر السلام في العالم، وقال: إننا جميعاً من أصل واحد مهما اختلفت الأديان ويجب أن نعيش في سلام وأن نعمل معاً لنكافح الخوف والشك وأن نفتح قلوبنا للآخرين وألا نعود للوراء ونقبل الآخر مهما اختلف دينه وجنسه ولونه وعرقه. وأضاف: علينا جميعاً أن نكافح الخوف من الإسلام والشك فيه وأن نفتح قلوبنا للآخرين ونقبل الآخر مهما اختلف دينه وجنسه ولونه وعرقه، مشيراً إلى أن رجال الدين تقع على عاتقهم مسؤولية مكافحة التطرف ورفض كل أشكال العداء وعلينا جميعاً أن نعمل مع بعضنا البعض من أجل أجيالنا المستقبلية ومن أجل عالم أفضل.

مشاركة :