قمة المناخ تبحث عن بديل لتعويض الثقل المالي لواشنطنانعقدت الثلاثاء في العاصمة الفرنسية باريس قمة جديدة حول حماية الكوكب من الاحتباس الحراري، خيمت عليها الدعوات إلى توفير موارد مالية أكبر لحماية الكوكب، بعد أن سحبت الولايات المتحدة ، أحد أبرز الممولين، عضويتها من اتفاقية المناخ الموقعة في باريس قبل عامين.العرب [نُشر في 2017/12/13، العدد: 10841، ص(5)]متحدون من أجل حماية كوكبنا باريس- حث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الدول الغنية والشركات العالمية على زيادة تمويل اتفاق المناخ لتسريع جهود مكافحة ارتفاع درجة حرارة الأرض ودعم الدول الأكثر فقرا في مواجهة آثار التغير المناخي، في خطوة لتعبئة موارد مالية أكبر، بعد إعلان واشنطن إيقاف تمويل اتفاق المناخ. وانتقد الرئيس الفرنسي انسحاب الولايات المتحدة وحدها من اتفاق باريس بشأن المناخ، في وقت سابق من العام الجاري، ووصفه بأنه “شديد العدائية”. وقال إن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق خلق “قوة دفع مضادة” حيث أجبر الدول الأخرى والقطاع الخاص على الرد. وأضاف “إذا قررنا عدم التحرك ولم نغير طريقتنا ذات الصلة بالإنتاج أو الاستثمار أو التصرف فإننا سنكون مسؤولين عن المليارات من الضحايا”. وأوضح أنه يعتقد أن ترامب سيغير رأيه وأنه سيرحب به مجددا، إذا عاد إلى الاتفاق، مشيرا إلى أن فرنسا “غير مستعدة لإعادة التفاوض” حول شروط الاتفاق متعدد الأطراف.الدول الغنية تعهدت عام 2009 بجمع 100 مليار دولار كل عام كتمويل مرتبط بالمناخ ومخصص للدول النامية اعتبارا من العام 2020 واستضافت فرنسا قمة “كوكب واحد”، بمناسبة الذكرى السنوية الثانية لتوقيع اتفاقية باريس للمناخ، التي اتفقت فيها نحو مئتي حكومة على إنهاء الاعتماد الكثيف على الوقود الأحفوري والحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض. وجاءت دعوة الرئيس الفرنسي إلى عقد القمة كردّ على إعلان ترامب، في يونيو الماضي، انسحاب واشنطن من الاتفاقية التي تفاوضت بشأنها مئتا دولة طيلة أكثر من عقدين، فيما أعلن البنك الدولي أنه سيتوقف عن تمويل مشاريع التنقيب عن النفط والغاز واستخراجهما اعتبارا من 2019. واجتمع نحو ستين من قادة العالم والمئات من الوزراء ورؤساء الشركات والناشطين في باريس، في مسعى لتمويل تحول الاقتصاد العالمي نحو الطاقة النظيفة، بعد عامين بالضبط من توقيع اتفاق دولي لتجنب أسوأ سيناريو للاحتباس الحراري. وحذر الخبراء المشاركون في “قمة العالم الواحد” من أن هدف الاتفاق المتمثل في إبقاء معدل الاحتباس الحراري أقل من درجتين مئويتين سيظل حلما ما لم يتم استثمار تريليونات الدولارات في تكنولوجيا الطاقة النظيفة. وأضافوا “بالوتيرة الحالية لانبعاثات الغازات السامة، بات العالم في طريقه نحو ارتفاع قدره ثلاث درجات مئوية في معدل الاحتباس الحراري، ما قد تنتج عنه عواصف مدمرة وارتفاع منسوب مياه البحار وفيضانات وجفاف”. وقال رئيس وزراء فيجي فرانك بانيماراما، الذي ترأس محادثات الأمم المتحدة بشأن المناخ التي جرت في بون الشهر الماضي، “فيما التحدى ضخم، علينا القيام بكل ما في وسعنا لمواجهته، و ندرك أن ذلك يعني الفرق بين الحياة والموت بالنسبة إلى الملايين من الناس المعرضين للخطر في العالم”.فرانك بانيماراما: ترليونات الدولارات مخزنة في المؤسسات الخاصة وعلينا فك القفل عن هذا التمويل وأضاف “هناك تريليونات الدولارات المخزنة في المؤسسات الاستثمارية الخاصة وعلينا فك القفل عن هذا التمويل”. وقالت الأمينة التنفيذية لاتفاقية الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ باتريسيا إسبينوزا إن التحرك السياسي “لن يكون كافيا إذا لم نحدِّث ونعيد إطلاق البنية المالية العالمية ونجعل جميع أشكال التنمية منخفضة الانبعاثات مرنة ومستدامة”. ولطالما شكلت المسائل المالية نقطة خلافية في خطط الأمم المتحدة المتعلقة بالمناخ حيث تصر الدول النامية على الحصول على مساعدة مالية لتتمكن من سد كلفة التحول إلى مصادر طاقة أقل تسببا للتلوث ولمواجهة العواصف والجفاف والفيضانات الناجمة عن التغير المناخي. وفي غياب أوباما، المدافع الأبرز عن قضايا المناخ، يتولى المهمة رجال الأعمال والقادة الحكوميون على مستوى الولايات والمناطق، حيث مثلهم في باريس، محافظ كاليفورنيا السابق أرنولد شوارزنيغر ومؤسس شركة مايكروسوفت بيل غايتس، فيما لم توجه الدعوة لدونالد ترامب. وقال شوارزنيغر “لا يهم إن كان دونالد ترامب انسحب من اتفاقية باريس، لأن القطاعين الخاص والعام والجامعات لم تتخل عنها ولن يتخلى عنها أحد”. وأكد وزير الخارجية الأميركي السابق جون كيري، أن عدم مشاركة بلاده في القمة “مخيب للآمال، لا بل أكثر من ذلك، إنه عملياً عار عندما تؤخذ في الاعتبار الوقائع والعلم والحس السليم، وكل العمل الذي أنجز”. وتغيّب عن القمة زعماء أبرز الدول المتسببة بالتلوث وهي الصين والهند والبرازيل وروسيا وكندا، إضافة إلى المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر. وأكد المفاوض الصيني الرئيسي في ملف المناخ شي شينخوا على اِلتزام بكين بالتحول إلى الطاقة النظيفة، عارضا تفاصيل المشاريع الوطنية الجارية في هذا المجال. وقال “في ما يتعلق بمكافحة التغير المناخي، حققت الصين أمورا عديدة، كانت ضرورية لنموها المستدام”. وتعهدت الدول الغنية عام 2009 بجمع 100 مليار دولار كل عام كتمويل مرتبط بالمناخ ومخصص للدول النامية اعتبارا من العام 2020 . وأفاد تقرير لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بأنه بناء على اتجاهات عام 2015، سيبلغ إجمالي التمويل الحكومي حوالي 67 مليار دولار بحلول هذا التاريخ. وتقدر وكالة الطاقة الدولية أنه ستكون هناك حاجة لاستثمارات تقدر بنحو 3.5 تريليون دولار كل عام في قطاع الطاقة حتى العام 2050 لإبقاء الاحتباس الحراري تحت درجتين مئويتين، وهو ما يعادل ضعف الإنفاق الحالي. وحث الأمين العام السابق للأمم المتحدة بان كي مون الدول على الإنفاق على برنامج يصل إلى هدف مئة مليار دولار بحلول العام المقبل. وقال في تصريحات لوكالة الصحافة الفرنسية “إنه رقم ضخم لكنني أعتقد أنه قابل للتحقق إذا توفرت الإرادة السياسية”.
مشاركة :