الاعتدال والوسطية ورعاية حقوق المواطنين وحماية الحرمين وخدمة المسلمين وغيرها من الثوابت التي تأسست عليها المملكة منذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – رحمه الله – وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله. الخطاب الملكي الذي ألقاه الملك سلمان اليوم في مجلس الشورى يعيد إلى الأذهان الخطاب الذي ألقاه الملك المؤسس عام 1924، وما بين الخطاب الأول والأخير جاءت ثوابت المملكة داخليًا وخارجيًا راسخة لا تنحاز إلا لخدمة الإسلام والمسلمين داخليًا وخارجيًا. في عام 1924 خاطب الملك المؤسس مجلس الشورى قائلًا إنه لا يريد أن يكون مجلس الشورى مجلسًا وهميًا بل يريده مجلسًا حقيقيًا يعمل على تحري المصلحة العامة. وقال الملك المؤسس: لا كبير عندي إلا الضعيف حتى آخذ له حقه ولا ضعيف عندي إلا الظالم حتى آخذ الحق منه. وأضاف: أريد الصراحة في القول لأن ثلاثة أنواع من الرجال أكرههم: رجل كذاب يكذب عن تعمد، ورجل متملق ورجل ذو هوى .. فهؤلاء أبغض الناس عندي. والمعروف أنه في عام 1924م دعا الملك المؤسس إلى الشورى، وجعلها ركيزة أساسية في حكمه، تثبيتاً لأمر المشاورة وفق الأسس الشرعية، وهي نواة لدولة إسلامية شورية، دستورها الكتاب والسنة وعلى هذا المنهج سار أبناؤه البررة ملوك المملكة حتى يومنا هذا. وكان خادم الحرمين الشريفين ألقى اليوم خطابًا ضافيًا افتتح به أعمال السنة الثانية من الدورة السابعة لمجلس الشورى. وقال الملك سلمان في خطابه: رسالتنا للجميع أنه لا مكان بيننا لمتطرف يرى الاعتدال انحلالاً، ويستغل عقيدتنا السمحة لتحقيق أهدافه، ولا مكان لمنحل يرى في حربنا على التطرف وسيلة لنشر الانحلال واستغلال يسر الدين لتحقيق أهدافه، وسنحاسب كل من يتجاوز ذلك فنحن إن شاء الله حماة الدين وقد شرفنا الله بخدمة الإسلام والمسلمين ونسأله سبحانه السداد والتوفيق. وجدد خادم الحرمين الشريفين التأكيد على:” مواجهة الفساد بالحزم والعزم والعدل لتنعم بلادنا بالنهضة والتنمية التي يرجوها كل مواطن.
مشاركة :