القمة الروحية: قرار ترامب محاولة لتوطين الفلسطينيين

  • 12/15/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أعلنت القمة الروحية الإسلامية - المسيحية التي عقدت في بكركي أمس، بدعوة من البطريرك الماروني بشارة الراعي، وخصِّصت لموضوع قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، رفضها القرار وطالبته بـ «الرجوع عنه». واعتبرت أنه «يسيء إلى ما ترمز إليه القدس وهو مبني على حسابات سياسية ويشكل تحدياً لأكثر من 3 بلايين شخص». ودعت القمة التي شارك فيها رؤساء الطوائف «المرجعيات السياسية العربية والدولية الى العمل معاً، بغية الضغط على الإدارة الأميركية للتراجع عن هذا القرار». وعبر المجتمعون، في بيان عن «شعورهم بالصدمة بسبب القرار الجائر». وذكروا بأن «دول العالم التزمت كلها قرارات الأمم المتحدة التي تعتبر القدس وسائر الضفة الغربية أرضاً محتلة. وإعراباً عن هذا الالتزام، امتنعت هذه الدول عن إقامة سفارات لها في القدس المحتلة. وشاركت الولايات المتحدة بهذا الالتزام إلى أن خرقه الرئيس ترامب». وناشدوا «الرأي العام الأميركي بمنظماته الأهلية والدينية أن يرفع الصوت عالياً، لتنبيه الرئيس ترامب وإدارته إلى أخطار القرار الذي يزج الشرق الأوسط في دورة جديدة من دورات العنف التي عانى منها كثيراً». وأعربوا عن قلقهم من أن «يؤدي التفرّد الأميركي بالانقلاب على قرار مهم من قرارات الشرعية الدولية التي تتعلق بالقضية الفلسطينية، إلى الانقلاب على قرارات أخرى بما في ذلك القرار الذي يتعلق باللاجئين الفلسطينيين لمحاولة فرض تقرير مصيرهم خارج إطار العودة إلى بلادهم المحتلة، وهو أمر يشكل اعتداء على أمن وسلامة ووحدة لبنان الذي يستضيف حوالى نصف مليون لاجئ فلسطيني منذ 1948، والذي أكد في ميثاقه الوطني وفي دستوره رفض التوطين شكلاً ومضموناً». وأكدوا تمسكهم بـ «صيغة العيش المشترك وبالمبادئ الوطنية التي أقرها الدستور ووثيقة الوفاق الوطني»، معربين عن «تأييدهم المشروع الذي طرحه رئيس الجمهورية أمام الأمم المتحدة باعتبار لبنان مركزاً دولياً للحوار بين أهل الأديان». وكان الراعي أكد في افتتاح القمة «أننا تنادينا لنرفع معاً صوتنا الواحد عالياً أمام الرأي العام، ونوجهه إلى الأسرة الدولية»، آسفاً لأن «رئيس دولة توصف بالعظمى وتلتزم بناء السلام، يتّخذ هذا القرار الذي ينتهك حقوق الشعب الفلسطيني ويهدم كل مداميك المفاوضات السابقة للسلام بين الشعب الفلسطيني وإسرائيل ويقوض أسسه، ويبتر رأس دولة فلسطين». وقال: «لسنا ندري إذا كان الشعب الأميركي يشاطر رئيسه هذا القرار. غير أننا نعلم أن مجلس أساقفة الولايات المتحدة رافض مثل هذا القرار منذ سنة 1984». وأمل بأن «يقف إلى جانبنا في ما سنطالب به في هذه القمة الروحية». ولفت إلى أن «ما نطالب به معاً، كما فعلت قمة الدول الإسلامية في إسطنبول، فهو تطبيق قرارات الشرعية الدولية التي صدرت تباعاً منذ 1947». وقال مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان إن «القدس ليست قطعة أرض بل هي قضية العرب التي يجب أن تكون القضية الأولى والمركزية والمحورية في تاريخ الصراع العربي- الإسرائيلي»، معتبراً أن «لا كرامة ولا عزة للعرب ما دامت فلسطين مغتصبة، والقدس تنتهك من العدو الصهيوني ومن الرئيس الأميركي». وأكد «أننا سندعم الفلسطينيين بحقهم المشروع في المقاومة، لأن ما يقومون به ليس إرهاباً». ولفت رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان إلى أننا «أمة واحدة نستمد القوة من الله ونعمل في سبيله وننصر المظلوم ونضع حداً للظالم». وقال: «أنا مثلني الرئيس ميشال عون والوزير جبران باسيل في موضوع القدس». واعتبر أن «لبنان صغير وضعيف لكنه قوي بوحدته وعمله الدؤوب». وأكد شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن أن «المكان الذي تستقر فيه القدس هو ضمائر وقلوب المؤمنين». وأكد أن «فلسطين أرض عربية والقدس روحها بكل ما تعنيها في الذاكرة والتاريخ والمستقبل».

مشاركة :