* أوجدت الدولة -بحمد الله- طرقًا برية يشاد بتميزها إنشاء وتخطيطًا وسفلتة وصيانة.. وأصبحت مدن وقرى وهجر المملكة مرتبطة بهذه الطرق ارتباطًا على مستوى جهاتها الأربع. * ومن الطرق الجديدة المزدوجة طريق الساحل الغربي الجنوبي الممتد من جدة -الخمرة- جنوبًا إلى محافظة الليث في محاذاة البحر من الجهة الشرقية. * وقد كان لهذا الطريق أثره الفاعل بالنسبة للمسافرين عن طريق جدة ومن يأتي إليها.. بعد أن كان المسافر من جدة سابقًا إلى الشميسي ومن ثم يسلك طريق مكة المكرمة الليث الذي نال نصيبه من التجديد والتحسين والصيانة أيضًا. * ولخبرتي كمسافر عبر هذا الطريق وما كنا نعانيه من متاعب ومصاعب ومخاطر خلاله في سابق الأيام أما اليوم فقد ذللت تلك المصاعب والمتاعب والحمد لله وبات السفر خلاله يسيرًا وسهلاً. * وكما يقول المثل العامي (الزين ما يكمل)، فهناك ملاحظة هامة تواكب هذا الطريق وتتمثل في (الرمال الزاحفة) التي تنشط في فترة الصيف وخاصة في فترة ما بعد الظهيرة والمصحوبة (بالسافي) وهو بلغة سكان الساحل عبارة عن رياح نشطة تنعدم خلالها الرؤية ويضطر المسافر -أحيانًا- إلى التوقف إلى ما بعد منتصف الليل. * وأذكر أنني ذات مرة كنت مسافرًا عبر هذا الطريق من الليث إلى مكة بعد الظهر بسيارة جديدة وقابلتني رياح محملة بالغبار (السافي) فوقفت في أحد مقاهي (طفيل) إلى قرب الفجر.. وقد نصحني صاحب المقهى بأن السفر المناسب عبر هذا الطريق يستحسن أن يكون من بعد صلاة الفجر، حيث تتوقف هذه الرياح إلى ما بعد الظهر ثم تنشط. * وبعد وصولي إلى مكة المكرمة لاحظت أن الزجاج الأمامي لسيارتي قد تخدش واللوحة الخضراء تحولت إلى بيضاء بفعل (السافي) الرياح التي تحمل في ثناياها حصباء دقيقة تخدش ما تقع عليه من لوحات وزجاج. أردت بهذا الإيضاح لفت نظر الجهة المعنية بالطرق للرمال الزاحفة التي تواكب هذا الطريق وتخدش جماله وتمثل خطورة مع مرور الأيام، ولاشك أن لديها خبراء لهم الدراية والمعرفة بوضع علاج لذلك، حفاظًا على سلامة الأرواح وعرقلة السير عبر هذا الطريق الجميل الذي كلف الدولة ملايين الريالات حماية له من زحف هذه الرمال. * خاتمة: (إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله).
مشاركة :