ملاحظات على "خريف البلد الكبير"

  • 12/16/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تنقسم رواية "خريف البلد الكبير" للكاتب والإعلامي محمود الورواي إلى شقين .. (أو قصتين)، شق معاصر وشق سلفي قديم، الشق المعاصر وهو الأول الذي بدأ به الكاتب، وفيه الراوي هو بطل الرواية والذي يربط الشقين ببعضهما البعض، يمثله السفير رشدي، وأبطال هذا الشق: رشدي.. وزوجته فريدة ووالدها عزيز بك وابنته الوحيدة ملك. وعبدالنبي الهادي والبيومي العالمان في علم الآثار والمخطوطات. أما القصة والشق الثاني فأبطاله هم: الرجل المؤسس للقرية (نوح) له زوجة وثلاثة أبناء (هادي.. سيف.. جاسر). الشيخ رياض (الصياد) وابنه رماح وابنته جميلة. الشيخ داود ( تاجر) وابنه راغب وابنته زهرة. الشيخ صامد (الفتوة) وابنه الوحيد وهدان. الفتى خلدون .. مدون بعض أجزاء الرواية مشاركة مع المؤسس الأول. صاحب المقهى والطباخ والشيخ عدنان وملوك وصيفة زهرة. وهم أبطال درجة ثانية.. ثانوية. "خريف البلد الكبير" هذا الاسم يخص الشق الثاني بالرواية.. الخريف كلمة تعني زمناً لا بشارة فيه، بل أيضا بداية موت لمن فيه. "البلد الكبير" هذا الاسم يطلق على المكان الذي بناه وأسسه الشيخ الكبير بوحي رؤية منامية رآها. فيها أحد أحفاده من المستقبل وهو يطلب منه أن يبني تلك البلد في مكان معين بين جبلين على البحر وبها جنة أرضية كاملة فسعى الرجل لنشأتها. الكاتب اعتنى بالشق الثاني وأعطاه جهدا أكثر من الأول وهذا يبدو لنا من خلال عودته السريعة والقفز إليها وإعطاء مساحات أطول في سردها، وأيضا استخدام أسلوب التشويق فيها، واستغلال حب النفس العربية لقصص الأولين والأساطير والغموض المشوب بالمتعة السردية والتفاعل. وكان السرد جيدا. السفير رشدي يعيش خارج مصر كغيره من السفراء، له جذور ريفية فقيرة يتنصل منها دوما بسبب طموحه الزائد. تزوج ابنة دبلوماسي كبير أنجبت له طفلة وحيدة (ملك) الطالبة في الجامعة الآن. رجع إلى مصر تلبية لطلب وزارة الخارجية .. يجهل سببه.. في حين أن زوجته سافرت إلى أسبانيا للنزهة مع ابنتهما. من أول أيام الزيارة.. جاءه صديق قديم يدعى (سليم) شريك أيام الصبا والجامعة.. من بعد اتصال هاتفي به. أتى حاملاً صندوقا أثريا وبه عشر لفافات في كل منهما عشر أُخر. مصنوعة من الجلد (ماعز وبقر) مخطوطة بلغة قدبمة تحتاج لفك شفرتها لمعرفة فحواها. سليم لا يعرف عالما لفك شفرة المخطوطات، ولكنه يشعر بأن لها أهمية مذ اشتراها من البدوي. وكان دافعه هو الفضول عندما علم بمجيء رشدي. استعان به لعلمه القديم بالدورات التي كان يلتحق بها أيام الجامعة وهي دراسة المخطوطات. سلمه الصندوق حتى حين. فتح رشدي الصندوق ولما عجز عن فك شفرات المخطوطات، اتصل بالدكتور عبدالنبي الهادي ليعاونه، فطلب الآخر بدوره أن يأتيه بها لمقره بالإسكندرية. كانت وجبة دسمة أغرت الدكتور فاستدعى لها أحد تلامذته النجباء وهو الدكتور البيومي لتبدأ قصة البلد الجديد فصلا فصلا ويحكيها الراوي العليم. رشدي يتنقل بين القصتين برشاقة. تأخذه قصة البلد الكبير من الحياة العصرية رويدا رويدا. ينساق خلف تلك الروح الجديدة. يفقد عمله الدبلوماسي. يطلق زوجته تلبية لطلبها فتأخذ ابنتهما معها لفرنسا وتتزوج غيره. يرى في فاطمة ابنة حبيبته الأولى في شبابه والتي تدعى أيضا فاطمة أن يعيش الماضي في صورة الحاضر. "البلد الكبير" لم يكن له اسم. أطلق عليه هذا الاسم بعد نشأته بعدة سنوات. وكانت المناسبة هي؛ أن كبير البلد أراد جمع شمل البلدان الساحلية المجاورة له للتصدي للغرباء، فأشار عليه صديقه رياض بهذا الاسم. كان الصراع دائما لا يهدأ بين أهالي الساحل وبين الغرباء القادمين من البر. وهو الجانب الآخر للجبل. كان الغرباء يهجمون عليهم لسلبهم وقتل صبيانهم مما جعل الكبير الذي أُطلق عليه اسم (نوح) أن يعزل الصبية والفتية في جزيرة مهجورة مؤمنا لهم الأمان والطعام ويقوم الفتى (خلدون) برعايتهم وتدريبهم على القتال حتى يكبروا فيكونوا عضدا لأهلهم. بنى الشيخ الكبير (نوح) سفينة بمساعدة جيرانه أهل القرى العشرة، فكانت تستخدم للتجارة. يقودها بالتساوي أهل كل قرية لمدة شهر. كبر الفتية، وأغار الغرباءـ فأصبح الخطر لا يحتمل وخاصة بعد أن تفرقت حبات العقد العشرة. ولم يقوموا بما اتفقوا عليه بالمعاهدة التي كانت بينهم منذ أكثر من عشرين عاما، التي تنص على توحدهم يدا واحدة وقت الإغارة عليهم. وكانت الخيانة أول خناجر الطعن القاتل في جسد البلد الكبير. خيانة هادي ابن الشيخ نوح وراغب ابن الشيخ داود. كانا يحيكان المكائد للقرية تبعا لرغباتهما، حتى تم القضاء عليها. ولتصل المخطوطات لرشدي لنتعرف على البلد وما جرى له من أحداث. كثير من القراء والنقاد سيتجهون إلى تفسير العنوان سياسيا وكذلك الأشخاص سياسيا ودينيا بسبب جمل التناص بين القرآن الكريم التي ذكرها المؤلف. سيقولون إن البلد هو (الوطن العربي) وأن الخريف يقصد به الأحوال السياسية... إلخ. أرى أن الرواية ليست موحية بذلك بسبب بعض الأفعال والأحداث التي لم تكن مماثلة بما يحدث في الوطن العربي. البلد ليس لها اسم ولا موقع جغرافي معين ولا تاريخ زمني أو بطولي وغيره. هي رواية فقط لا غير. رأيت بالرواية هنات وأخطاء من شأنها أن تخرجها من حكم الممتاز والجيد أيضا. إليكم بها: ١/ أسباب فقد (رشدي) عمله ليس مقنعا وكان قد ذكره الكاتب بتدخله لإخراج د. البيومي من الاعتقال الذي تم ظلما له. ٢/ ظهور (سليم) صديقه منذ أيام الجامعة وطريقة حصوله على رقم موبايل رشدي وعلمه برجوعه الذي لم يخبر عنه أحد لأنه كان مفاجئا. ٣/ اختفاء سليم لبقية الرواية حتى يظهر في النهاية متزوجا للمرة الثانية بأوكرانية وافتتاح مقهى أطلق عليها اسم (الشلة) ودعاه يوم افتتاحها واجتمع مع الشلة القديمة. ٤/ لم يتطرق لطفل سليم من زوجته الأولى المصرية التي تسكن رأس راغب. ٥/ عدم تنسيق لبعض الأحداث مثل: صفحة 36 كتب فيها (نزلت إلى سيارتي، أدرتها، لم أتركها تستريح وعدت إلى الإسكندرية مرة أخرى). ثم يذكر في صفحة 50 .. انطلقت سيارتي مسرعة تهرول بجنون، سيارة أتعبها الركون أعتدت أن أضعها بالجراج الخاص. يصفها كأنه يركبها لأول مرة. رغم أنه استخدمها في ذهابه وإيابه من و إلى الإسكندرية حاملا اللفافة الأولى ثم حاملا الصندوق كله. 6/ الوصف الزائد للقرية حين دخولها ليلا.. ورؤيته ونزوله لحقل الذرة. ولم تكن الليلة قمرية. 7/ أوصل فاطمة الشابة إلى مكان اختبارها الوظيفي وكان ذلك صباحا. ذهب للنيل ينتظر اتصالها به ليقلها إلى بلدتها، رغم أن الوقت ظهرا؛ نجد أن الكاتب يقول (انطلقت إلى أبي النيل قرص الشمس يتحرك عن عرشه إلى ناحية الغروب). 8/ يقول عن ابنته ملك (تلك اللحمة التي خرجت مني). جملة لا تقولها إلا الأم.. فكان يجب عليه اختيار لفظ يناسب ذكورته. 9/ ظهور زياد الحسين - رجل الأعمال السوري - المفاجئ لأول مرة ليتم توظيف رشدي في المقابلة الثانية بعضوية مجلس الإدارة بشركته. لم يكن مقنعا.. وليتم أيضا توظيف فاطمة سكرتيرة له بالشركة. 10/ مبيت ابنة الريف المصري (فاطمة) ببيت رجل غريب (رشدي). وهو ليس من محارمها لهو الغريب في عادات الشرقيين. وأيضا اختلاق الأعذار لها وهي أيضا تقنع أخاها بتبرير وجودها لهو الأغرب أيضا. 11/ لم يواجه رشدي زوجته وأبيها بأنهما ليس لهما الفضل الأول عليه في توظيفه بالسفارة. يتضح لنا أن من ساعده في ذلك هو شخصية أخرى ولم يذكر اسمه. نجد في صفحة (٩) "لولا توسلي لشخصية كبيرة تولت وزارة الخارجية فيما بعد ما دخلتها وأنا ابن الفقراء". رغم ذلك تهدده زوجته (فريدة عزيز) وتنكزه بفضل أبيها عليه وظيفيا. وهو لم يتعرف عليها إلا في صفحة (١٥) بعد توليه العمل. 12/ لم ينتبه الكاتب لوجود العطن والصراصير بالمطبخ في أول مرة يدخله ليعد كوب شاي لسليم.. ويتنبه في المرة التي بعدها! كان هذا ما يخص الجزء الأول. أما هنات وسقطات الجزء الثاني الذي سُطر بطريقة توزيع الأوراق عدد أوراقها (١٨) ثمانية عشر ورقة مرقمة هي: في الورقة الأولى: نجد أن كاتب المخطوطات الجلدية يتوعد فيها بما لا يملك عليه دليلا قائلاً: يا من وصلتك رسائلي إن النكران قد يعرضك للعنة الفناء التي أصابت تلك البلدة. هل هي أوراق مسحورة؟! أو أسطورة تصحبها اللعنات؟ لم نجد ما يشير إلى ذلك لا من قريب أو من بعيد في السرد. الورقة الثانية: (ظللنا نحن كتاب التاريخ نعيد تسجيل ما سمعناه). ذكر كاتب الرقع أنه من كتاب التاريخ مع العلم أن القصة أو الرواية الصغيرة ليست مؤرخة ولا محددة المكان وليس بها فتوحات من شأنها أن تصنع تاريخاً. ذكر اسم الحداد الذي قام بصنع الصندوق (نواف الحداد). ولم يذكر بعد ذلك، وليس له دور آخر بها. فكان الأفضل ألا يذكر اسمه ويكتفي بذكر المهنة فقط. لقصة "البلد الكبير" دفتران يسجل بهما الحكم والتاريخ الكبير دُفن في قلب السفينة والصغير بين أيدينا الذي به الجلود، هذا الصغير الذي يحتوي على عشر لفافات جلدية بداخل كل لفافة عشر أُخر. أي مائة لفافة، يصفه الراوي بأن سليم صديقه وضعه قريبا من (قدمه اليمنى) في كيس ورقي. أراد الكتاب أن نصدقه بأن الصندوق صغير الحجم، فيقول إن سليم حمل معه علبة شيكولاته. في صفحة (٢٣) كتب - أزحت كل ما على طاولة الطعام - هل كان عليها أطباق طعام بالفعل؟! لا لم يأكل أو يستخدمها منذ زيارته لمصر السابقة ولم يتناول طعامه عليها حين رجوعه من السفر ولم يقدم لصديقه أيضا طعاما عليها. الورقة الثالثة: اختيار الجد الموقع وزواجه بعد سن الأربعين. وفي خلال خمس سنوات عمرت الأرض كان ذلك في الصفحة (٦٤،٦٣،٦٢). ثم نجد اختلاف القول في الصفحة الرابعة، لم ينته العام الأول إلا وامتلأت الورش الصناعية .....إلخ، أليس هذا عمران أيضاً؟ الفرق أربعة أعوام بينهما لم ينتبه الراوي لهما وكانا في ورقتين متتاليتين. في صفحة (٧٩) كتب فيها: أول غارة من الغرباء عليهم (تاركين صرخات الأمهات اللاتي سرقوا أطفالهن). ثم نكتشف بعد سطرين أن طفلا فقط سُرق، وهو ابن صاحب المقهى! لم استخدم الجمع في كلمة (سُرقوا)؟! الورقة الخامسة: فكر الجد في بناء بيت بالغابة البعيدة ليضع فيه الأطفال الذكور تحت رعاية (خلدون) الذي يكبرهم بخمسة أعوام. وهم صبية (سيف، جاسر، رماح، وهدان) ولم يذكر غيرهم. فكيف يعقل لفتى ابن خمسة عشر ربيعا أن يتولى أمر أطفال بهذا العمر في غابة. والأدهى أنه ليس من حاملي السيف أو الرمح. هو كاتب فقط لا غير! طلب الرجل الكبير نوح من خلدون أن يجبر كل طفل على قطع خمس أشجار صغيرة ويشذبها، ويزيد كل شهر بواحدة، حتى يأتيهم في زيارته القادمة ليرى نتاجهم. لو فكرنا في عدد الشجر لوجدنا أن الطفل الواحد في الشهر الأول يقطع (١٥١) شجرة بزيادة الأخيرة أيضاً، وفي الشهر الثاني تزاد واحدة والثالث أيضا وهكذا يستمر، الشيخ يزورهم كل أربعة أشهر (مدة طويلة ). أيضا الإنتاج يزيد، فلو ضربنا عدد الانتاج في عدد الأطفال ومعهم خلدون في عدد السنوات (٢٠)؛ لوجدناهم أفنوا الغابة المحيطة بهم تقريبا وسينكشف مكانهم. وأيضا لم يتم استخدام الخشب في صنع السفن، ذهب سدى. لم نسمع بأن في القرية مواليد جدد ولا زواج. ونفاجأ بأنها قرية كبيرة وبها كتاتيب. الزمن قد تم تغافله من قبل الكاتب نجد ذلك في السرد حيث ذكر أن الهجوم استمر عشرين عاما عليهم. ثم فكر الشيخ في جمع شمل القرى المجاورة. تم الاتفاق على صنع السفينة.. استغرق الصنع عامين.. ثم فكر في أن يأتي (بالصبية) من الجزيرة ليشاركوهم الاحتفال. هنا نجد أن لمة صبية لا تتناسب مع العمر الحديث بعد عشرين عاما، وعليهم عامان في صنع السفينة! عمرهم يوم تغريبهم كان ما يقارب العشر سنوات تقريبا بحساب الكاتب في أن خلدون يكبرهم بخمس وكان عمره خمسة عشر عاما (١٠+٢٠+٢=٣٢). هم رجال في سن الرشد الآن. كلمة (البيزنس) كان يكتبها في أربعة مواضع (بزنس) في الصفحات (١٩٤،١٥١،١٣٣،١٣١). هل كلمة بزنس كانت تستخدم في عهد الكتاتيب والكتابة على الجلود؟! وكذلك في صفحة (١٩١) نجده يكتب وصفا للتمثال الذي يقبع فوق الجبل وكأنه يحتضنه كجديلة طفلة صباح ذهابها إلى (المدرسة)! أي مدرسة في ذلك العصر؟! مقطع وصف فيه (صامد) وهو فوق الجبل بأنه: يبدو نقطة سوداء صغيرة في قمة الجبل، كساموراي يحارب المجهول. أين لقرى مقطوعة كتلك بمعرفة الساموراي.. أو لخلدون أو أي راو أخر بذلك! في الورقة السابعة: في صفحة (١٣٠) نجد أن نوحا يقيد ويضرب راغب ابن صديقه الشيخ داود قبل ابنه هو (هادي). كان من باب أولى أو العدل أن يبدأ بابنه هادي. في صفحة (١٦٥) ظهور زهرة، كان مفاجأة للقارئ. كانت من قبل مهملة ككل أنثى بالرواية. نجدها تظهر برداء يغطي رأسها حتى قدميها فوق ثوبها (ملاءة أو برنس) أو ما شابه ذلك. نجد الكاتب يوم عرسها يصفها بثوب ملوكي فاخر وكأنها أتت به توا من أكبر محلات عروض الأزياء! بما لا يتفق مع المشهد الذي خرجت به من بيت أخيها ولا مع ملابس ذلك العصر وتصميماته! في صفحة (١٦٩) ذكر اسم هادي سبع مرات. وهذا يخل بالسرد. الورقة العاشرة: ذكر موضوع الأطباء العشرة، ومن ضمنهما طبيب أرسله الشيخ عدنان جارهم بالقرية الأخرى ونسيب الشيخ داود. وضعه الكاتب ليثبت الخيانة وليقتل الشيخ الكبير نوح. ولكن هل العشرة المجتمعون حوله لم يكتشفوا أنه لا يعمل بالمهنة ولا ناقشه أحد بصفتهم أصحاب مهنة واحدة؟! في صفحة (٢٣٩) دخل خلدون إلى باطن السفينة، فتش حتى عثر على الدفتر الكبير ومن فوقه الدفتر الصغير. هذا المشهد متأخر ومتكرر. ولم يفتش وهو الموكل بالكتابة مع الشيخ؟! أيضا يوجد خطأ فادح من الكاتب في المقطع الآتي: "أما الدفتر الكبير فكان مليئا بالشجن والوصايا خصوصا صفحاته الأخيرة التي دون فيها الشيخ الكبير وجعه حين اكتشف خيانة ابنه..." نسي الكاتب أن الشيخ دون ذلك بالدفتر الصغير لا الكبير. ومن أدلة ذلك أيضا أن ابنه جاسر قرأ من بعده ذلك في الدفتر الصغير بعد موت أبيه. في صفحة (٢٥٩) قفزة زمنية لأكثر من خمسة أعوام ولم نكن نفارق ظروف تلك الحرب.. قال الكاتب فيها: لم تكن تخرج (جميلة) من السفينة طوال الوقت تجلس مع (سيف) تعلمه القراءة والكتابة وتقص عليه حكاية جده وأبيه. وأيضا تكرار أمر تزويجها بـ (جاسر) دال على أن الزمن لم يمر بتلك السرعة وأن سيف ما زال رضيعا.. ودليل آخر هو أن (زهرة) ما زالت حديثة الخطف ولم تظهر بعد! منظر تبادل مص الدماء بين (هادي وراغب).. منظر مقزز ولا يليق بالجنباء الخائنين أن يتقيدوا برباط الدم هكذا. هذا المشهد غربي مائة بالمائة. في الورقة السادسة عشر: في صفحة (٢٨٨) ذكرت آلات المنجنيق نصبت في مواجهة السفينة. لو صدقنا بوجودها في ذاك العصر فإننا لن نصدق المسافة التي بين السفينة والمنجنيق. المنجنيق يحتاج لمسافة طويلة جداً ليقذف إليها بقذيفته! انتهت القصة التي تخص "البلد الكبير" ولم نتعرف على شعور صاحب المقهى عندما عاد ابنه جثة عائمة على وجه الماء ولا رد فعله ولا أي نوع من الجهاد له. وأيضا لم نعرف مصير وهدان وجاسر. وقد ختمها الراوي بأنه وضع الصندوق الصغير في لحد بين الجبلين. كيف وضعه وأكمل لنا القصة؟!. كان عليه قول: سأضعه؛ بدلا من وضعته. • ملحوظات أُخر بالرواية بشقيها: في الصفحة التاسعة (٩) نقرأ "اللي في قلبي على لساني". ورود بعض الجمل العامية بالحوار. رغم أن كل الحوارات كانت بالفصحى "ناوي تعمل إيه مع زهرة" في صفحة (215). وفي صفحة (275 ) جملة "على فكرة هذا الاتفاق مع كل البلاد". تأتي كلمة الأديب محمود الورواري في النهاية إهداء الرواية؛ شعرنا أنه كان يتكلم عن نفسه....! رغم ما اتضح لي من عيوب بالرواية إلا أني أشهد لكاتبها بسرده الذي لا يمله القارئ العادي. سالمة المغربي - الإسكندرية

مشاركة :