لم تخمد نيران الغضب للجمعة الثانية على التوالي، حيث انتفضت عدة بلدان إسلامية ضد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة للاحتلال الإسرائيلي.وفيما شهدت معظم المدن الفلسطينية مظاهرات، اندلعت أمس الجمعة مواجهات بين شبان فلسطينيين وقوات من الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية وقطاع غزة، حيث رد الجيش بإطلاق الرصاص الحي والمطاطي، وقنابل الغاز المسيلة للدموع.واستشهد 4 فلسطينيين على يد الاحتلال، فيما أصيب عدد من الشبان بالاختناق جراء إطلاق قنابل الغاز، فيما تمت معالجتهم ميدانياً، دون وجود إصابات بالرصاص.وفي الأردن، خرج آلاف الأردنيين، بعد صلاة الجمعة، بمسيرة حاشدة وسط العاصمة عمّان نصرةً للقدس واحتجاجاً على قرار ترامب بخصوص القدس.وفي خطبة الأقصى، أدان خطيب المسجد الأقصى الشيخ إسماعيل نواهضة، قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.وأشاد الشيخ نواهضة في خطبة الجمعة في المسجد الأقصى، بردة الفعل الفلسطينية والعربية والإسلامية والدولية على قرار ترامب.وقال: "إن الحق أبيض واضح والباطل إلى زوال، وهذه الهبّة الفلسطينية والعربية والإسلامية أوضح دليل على ذلك، وصفعة للقرار، وأبلغ رد على ترامب وجماعته".وأضاف: "بعد مرور مائة عام على وعد بلفور المشؤوم، الذي أعطى فيه من لا يملك لمن لا يستحق، وبعد 50 عاما من احتلال القدس، يطل علينا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ليقرر بكل صلف ويعترف متجاهلا حقوق المسلمين والعرب والفلسطينيين فيها ومنتهكا القرارات الدولية".وأدى عشرات آلاف الفلسطينيين صلاة الجمعة في المسجد، وسط قيود إسرائيلية شملت نشر المئات من عناصر الشرطة على مداخل البلدة القديمة في مدينة القدس، وأزقتها وفي محيط المسجد.وأكمل نواهضة: "القدس عربية الأصول، إسلامية الجذور، وهي مهد الأنبياء والرسل، وهي قبلة المسلمين الأولى، وفيها المسجد الأقصى".وأعرب نواهضة عن أمله أن تكون مواقف القادة العرب والمسلمين متناغمة مع شعبهم، وأن تترجم قراراتهم على أرض الواقع".وقال: "القدس عاصمة فلسطين وستبقى مفتاح الحرب والسلام".وفي رد الفعل التركي، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن بلاده ستبدأ مبادرات بالأمم المتحدة لإسقاط قرار الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الاعتراف بالقدس عاصمةً لإسرائيل، في وقت تشهد فيه الأراضي الفلسطينية ودول عربية وإسلامية احتجاجات ضد القرار الأميركي.وجاء تصريحات أردوغان، خلال كلمة له أمام حشود مجتمعة في مدينة قونيا بإقليم الأناضول، عبر مؤتمر بالهاتف، وقال إن تركيا ستسعى أولاً لإبطال الخطوة بمجلس الأمن، مشيراً إلى أنه في حال فشلت فستحاول هذا في الجمعية العامة للأمم المتحدة.وكانت تركيا استضافت يوم الأربعاء الماضي 13 ديسمبر 2017، قمة "منظمة التعاون الإسلامي" الطارئة بشأن القدس، برئاسة أردوغان، وبمشاركة 16 زعيماً، إلى جانب رؤساء وفود الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي.واختُتمت القمة بإصدار بيان ختامي يتضمن 23 بنداً، دعت ضمنه دول العالم إلى الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة فلسطين.
مشاركة :