دبي: محمدو لحبيبفي إطار فعاليات الدورة الأولى لمهرجان «عروض دبي لمسرح الطفل والدمى»، عرضت، صباح أمس، في قاعة الشيخ راشد بمركز دبي العالمي، مسرحية «جلجامش.. رحلة البحث عن زهرة الخلود»، من البحرين، ومن تأليف عادل المحميد، وإخراج أحمد جاسم، وأنتجته مؤسسة «فارس ميديا الفنية».اقتبس العرض من الملحمة الأسطورية الشهيرة «جلجامش» التي تتحدث عن السعي للخلود والهروب من الموت، ويمتزج فيها الحقيقي بالأسطوري، والواقع بالخيال،وتصل فيها الأحداث إلى ذروة الصراع حين يقود سعي جلجامش نحو الخلود، إلى منطقة توجد في أعماق بحرها نبتة سحرية تطيل العمر إلى أقصى مدى، ويعتقد بحسب المصادر التاريخية أن تلك المنطقة هي مملكة البحرين الحالية.هذا البعد المحلي الوطني هو ما انطلق منه مخرج العرض أحمد جاسم، كما يقول في تصريح للخليج على هامش العرض، حيث أكد أنه أراد إبراز أن تلك الوردة التي تهب الخلود ما هي إلا بلاده البحرين، وأضاف جاسم أن عرضه تميز عن الملحمة الشعرية في نسختها الأصلية، بأن كل الصراع يربطه خيط ناظم هو البحث عن تلك الوردة الجميلة التي تعد بمثابة إكسير للحياة، ومتعتها، وديمومتها.وأشار مخرج العرض إلى أنه احتفظ خلال عرضه تقريباً بكل مكونات الملحمة المشهورة، وعناصرها الدرامية وصراعاتها، لكنه قال إنه بطبيعة الحال أراد تكييفها مع كونها مقدمة كمسرح للعائلة والطفل، وبالتالي حرص على أن يتجنب مشاهد عنيفة، وقدمها بطريقة تبدو كما لو أنها خيالية مناسبة لتفكير الأطفال.تميز العرض باستخدام سلس للإضاءة والمؤثرات البصرية، إضافة إلى اعتماده على شاشة عملاقة صنعت بالتزامن مع لقطات ومشاهد العرض تكثيفاً بصرياً مناسباً ومساعداً على فهم الحركة وتوظيف الفضاء المسرحي، وتفسير الفعل الدرامي، ورغم أن العرض جاء في إطار فئة المسرح الإيمائي الصامت إلا أنه كان معبراً، واستطاع المخرج أن يحرك أدواته على خشبة المسرح بصورة تناسب المحتوى الدرامي لملحمة جلجامش، واستعان في سبيل ذلك بما أتاحته له التكنولوجيا السمعية البصرية، وتوظيف صحيح ومتميز للصورة.
مشاركة :