الدوحة - الراية: قال فضيلة الدكتور محمود عبدالعزيز يوسف إن الشكر هو اعتراف المؤمن بحصول النعمة من المنعم وإقراره بذلك باللسان واستعمال النعمة في طاعة الله مشيرا إلى أنه حتى يكون العبد شاكراً لربه تعالى على ما أنعم عليه فإنه يجب عليه الاعتراف بقلبه أن واهب هذه النعم ومسديها هو الله تعالى، فيعظمها، وينسبها إليه، وأن يعترف بذلك بلسانه فيشكره عليها في كل وقت و بكل وسيلة بما في ذلك الجوارح. وأوضح، في خطبة صلاة الجمعة بمسجد شاهين الكواري بمعيذر، أن الشكر له ثلاثة أركان و لا يصح إلا بها أولها: أن يشهد بقلبه بنسبة النعمة للمنعم الحق مع المحبة والخضوع له كذلك أن يثني على الله بلسانه وينسب الفضل لله وحده ويتبرأ من حوله وقوته، أما الركن الثالث فهو أن يستعمل النعمة ويسخرها في طاعة الله ولا يستعملها في سخط الله. وبين أن الشكر سبب عظيم لثبوت النعم وزيادتها أما إذا جحد العبد النعمة بقلبه ولم يعترف بأنها من الله أو أنكر بلسانه أو استعملها واستعان بها في معصيته لم يكن شاكرًا لله بل كان كافرًا بنعمة الله واقعًا في الكفر الصغير. ونبه إلى أنه بهذا يتبين أن الناس الذين ينسبون نجاحهم وتفوقهم لذكائهم وجهدهم، أو تجارتهم لحذقهم وصبرهم، وكذلك الذين يستعملون نعم الله في المعاصي والمنكرات في شرب الخمور والفواحش والربا وقتل الأبرياء واستعباد الأحرار كل هؤلاء ليسوا من الشاكرين للنعم بل داخلون في كفر النعم وجحودها ويشملهم الوعيد وفعلهم مذموم شرعا. صور الشكر وذكر أن شُكر نعم الله يكون من خلال الإكثار من قول الحمد لله في اليوم والليلة؛ كذلك عند حدوث ما نحب ونتمنى يجب علينا الإكثار من ترديد: الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات. ومن وسائل شكر نعم الله كذلك سجود الشُّكر لله تعالى فور تلقي الخبر السّار أو حصول النِّعمة أو دفع البلاء؛ وتكون سجدة من غير صلاةٍ، ولا يشترط فيها الوضوء أو التوجه إلى القِبلة أو الطّهارة؛ فيسجد المسلم على الحال الذي هو عليه فور حدوث أو سماع ما يتمنى. طاعة الله وأضاف : من شُكر الله على نعمه استخدام هذه النِّعم في طاعة الله سبحانه وتعالى، وفي تحقيق العدل ودفع الظُّلم، وتجنب ارتكاب الذُّنوب والمعاصي؛ فشُكر القلب بالاعتراف بأنّ الله هو صاحب الفضل بالنِّعم، وشُكر اللِّسان هو ترديد قول الحمد لله مقتنعًا بها، ولفت إلى أن من شكر الله التَّحدث بنعمه على عبده دون مبالغةٍ أو جرحٍ لمشاعر الآخرين، وفي حال أمِن الحسد والعين، كذلك استخدام هذه النِّعم فتظهر على الإنسان في مطعمه وملبسه ومسكنه وسائر شؤون حياته العامّة والخاصّة دون إسرافٍ أو تقتيرٍ. دفع الصدقة ونوه بأن من شُكر الله شُكر عباد الله الذين جعلهم الله سببًا في مساعدتنا؛ فمن عَجِز عن شُكر النَّاس فهو عن شُكر الله أعجز. وقال إن دفع صدقةٍ للفقراء والمحتاجين قُربةً لله الذي أعطاك ووهبك هذه النِّعم. وأوضح خطيب مسجد شاهين الكواري أن الشكر هو المجازاة على الإحسان، والثناء الجميل على من يقدم الخير والإحسان ، مؤكدًا أن أجل من يستحق الشكر والثناء على العباد هو الله جل جلاله؛ لما له من عظيم النعم والمنن على عباده في الدِّين والدنيا، وقد أمرنا الله تعالى بشكره على تلك النعم، وعدم جحودها. وأكد أن الشكر يكون بتحقيق أركانه، وهي شكر القلب، وشكر اللسان، وشكر الجوارح.
مشاركة :