قرَّرت الكنيسة الكاثوليكية في مدينة فلورنسا الإيطالية أن تبيع أرضاً للمسلمين، الذين طالبوا لسنواتٍ بحقهم في بناء المساجد، ليقيموا عليها أول مسجدٍ في المدينة. ورغم معارضة السكان المحليين، وافقت أبرشية فلورنسا على بيع جزءٍ من أرض الكنيسة في بلدية سيستو فيورنتينو، قرب مدينة توسكانا، ما يعني أنَّ المسلمين في المنطقة لن يضطروا بعد ذلك لتأدية الصلوات في المرائب والأقبية. وقال الكاردينال جوزيبي بيتوري، أسقف مدينة فلورنسا، لمسؤولي المدينة: "لكل شخصٍ الحق في مكانٍ لائقٍ يمارس فيه شعائره الدينية"، وفق تقرير لصحيفة البريطانية. وتُعَد ممانعة السلطات المحلية لبناء المساجد أمراً معروفاً ولا جديد فيه. فقبل عقدٍ من الزمن، سيَّرت مجموعةٌ من أعضاء المجالس المحلية في مدينة بادوفا خنزيراً في موقعٍ كانت تعتزم بناء مسجدٍ فيه، أملاً بأن يؤدي ذلك إلى تدنيس الموقع. وعلى النقيض من ذلك، استضاف بابا الفاتيكان لاجئين مسلمين من سوريا في شقق مملوكة للفاتيكان، ويقوم حالياً بحملةٍ يطالب فيها بحماية اللاجئين من الروهينغا المسلمين الفارِّين من بورما. ويقول لورينزو فيدينو، الخبير في قضايا التطرف بجامعة جورج واشنطن الأميركية: "من الشائع بين قساوسة إيطاليا فتح أبواب الكنائس أمام المسلمين ليتعبدوا فيها عندما تُخرَّب المساجد أو تُحرق. قارن ذلك بموقف أشخاصٍ مثل ماتيو سالفيني، رئيس حزب رابطة الشمال، وبموقف اليمين الإيطالي بشكلٍ عام، الذي يعتقد أنَّ الكنيسة تخون المسيحية بدعمها لوجودٍ أكبر للمسلمين في إيطاليا". وقال عز الدين الزير، وهو إمامٌ بفلورنسا، إنَّه كان هناك ما يقرب من 800 مكان غير رسمي للمسلمين في الغرف الخلفية في مختلف أنحاء إيطاليا، لكن لا يوجد سوى عددٍ قليلٍ من المساجد اللائقة. وأضاف أنَّه يتمنَّى أن تُشجِّع صفقة الأرض تلك، التي ستُوقَّع في ديسمبر/كانون الأول الجاري، السياسيين على السماح ببناء المسلمين للمزيد من المساجد اللائقة. وتأتي رغبة الكنيسة في رؤية أماكن ممارسة الشعائر الدينية متوافرة لكل الأديان، في أعقاب اتفاقٍ وُقِّع العام الماضي بين الحكومة الإيطالية واتحاد الهيئات الإسلامية في إيطاليا، الذي يديره عز الدين الزير، من أجل السماح بأداء شعائر صلاة الجمعة وقراءة القرآن في إيطاليا. والهدف من ذلك هو محاربة انتشار التطرف، والسعي لدمج مسلمي إيطاليا البالغ عددهم 1.7 مليون في المجتمع بشكلٍ أفضل. يُذكَر أنَّ إيطاليا لم تعانِ من هجماتٍ جهاديةٍ كبرى. لكنَّ فيدينو يقول إنَّ لديه شكوكاً حول تعاون اتحاد الهيئات الإسلامية في إيطاليا. وأضاف: "لقد اعترفوا بتلقيهم مبلغ 33.3 مليون دولار من جمعيةٍ خيريةٍ دينيةٍ، وأنَّ لديهم سجلاً حافلاً من العلاقات بمتطرفين ذوي آراء صارمة فيما يتعلق بالاندماج".
مشاركة :