القدس – أحمد عبدالفتاح| بعد أن أثار الرئيس الأميركي دونالد ترامب التوتر في المنطقة بسبب إعلانه القدس عاصمة لإسرائيل، زادت إدارته الغضب الفلسطيني والعربي، أمس الاول، بإعلان مسؤول أميركي كبير، أن البيت الأبيض يرى «حائط المبكى» (حائط البراق)، جزءاً من إسرائيل. وقبيل جولة يقوم بها نائب الرئيس مايك ينس إلى منطقة الشرق الأوسط، أوضح المسؤول أن الولايات المتحدة ترى الحائط الغربي (ما يعرف أيضاً باسم حائط البراق أو حائط المبكى) جزءاً من إسرائيل، في إطار اتفاق سلام نهائي بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وتابع: «لا نستطيع أن نتصور أي وضع لن يكون فيه الحائط الغربي جزءاً من إسرائيل». من جهتها، سارعت الرئاسة الفلسطينية إلى الرد، قائلة: إنها لن تقبل بأي تغيير على حدود القدس الشرقية. وأكد الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة: «لن نقبل بأي تغيير على حدود القدس الشرقية المحتلة عام 1967»، مشيراً إلى أن «هذا الموقف الأميركي يؤكد مرة أخرى أن الإدارة الأميركية الحالية أصبحت خارج عملية السلام بشكل كامل». وأضاف أن «استمرار هذه السياسة الأميركية، سواء في ما يتعلق بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل أو نقل السفارة الأميركية إليها أو البت في قضايا الحل النهائي من طرف واحد، كلها خروج عن الشرعية الدولية وتكريس للاحتلال، وهي بالنسبة لنا أمر مرفوض وغير مقبول ومدان». ويعد الحائط، بقايا الحائط الغربي من الهيكل الثاني، موقعا مقدسا في اليهودية وجزءا من المنطقة الأكبر التي تعد النقطة المحورية للتوترات الدينية في القدس، المعروفة باسم جبل الهيكل لليهود، والحرم القدسي للمسلمين، ويقع الحائط الغربي في جزء من الأراضي التي استولت عليها إسرائيل في حرب عام 1967. زيارة خطيرة ومن المقرر أن يغادر بنس واشنطن الثلاثاء المقبل، ليصل إلى القاهرة الأربعاء، للاجتماع مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، ثم يتوجه في وقت لاحق إلى إسرائيل، وسيزور الحائط الغربي في القدس. وقال أحد المسؤولين إن «هذه الزيارة هي بشكل ما نهاية فصل وبداية فصل جديد. ونحن مستمرون في تركيزنا على عملية السلام وكيف يمكن ان نقود هذا الوضع باتجاه نتيجة ما». وفي السياق ذاته، قال مصدر في البيت الأبيض، لصحيفة هآرتس الإسرائيلية، إن مبعوث ترامب لعملية السلام جيسون غرينبلات، سيزور المنطقة الأسبوع المقبل لبحث الدفع بعملية السلام مع مسؤولين إسرائيليين وفلسطينيين. واضاف المصدر أن إدارة ترامب توقعت «التوتر الذي أعقب إعلان ترامب نقل السفارة، لكننا سنواصل العمل لتحقيق السلام». توتر وغضب في غضون ذلك، ما زال التوتر يخيم على سائر الاراضي الفلسطينية بعد مواجهات «جمعة الغضب» التي اسفرت عن استشهاد أربعة فلسطينيين، وإصابة المئات، حيث شيعت بلدتا بيت أولا قرب الخليل، وعناتا شمال القدس، جثماني الفلسطينيَين محمد عقل، 19 عاما، وباسل إبراهيم، 29 عاما. من جهتها، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن حصيلة القتلى والإصابات بين صفوف الفلسطينيين خلال الاحداث الميدانية والمواجهات المستمرة منذ 8 أيام بلغت 11 قتيلا وأكثر من 3 آلاف إصابة في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة، وهو ما دفع الوزارة لإعلان حالة الطوارئ. انتهاء التفاوض في سياق متصل، أفاد محمد اشتية، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، المقرب من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بأن النهج التفاوضي الثنائي انتهى بلا رجعة؛ مؤكدا ان القيادة الفلسطينية ستعمل مع المجتمع الدولي، وفرنسا وروسيا والصين، لبناء مسار سياسي جديد تحت مظلة المجتمع الدولي، يستند على القانون الدولي وقرارات الامم المتحدة، كأساس للحل وليس التفاوض. وشدد اشتية خلال لقاء جمعه بالقنصل الفرنسي العام في القدس بيير كوشارد، على أن «الولايات المتحدة أخرجت نفسها كوسيط في عملية السلام، عقب انحيازها لدولة الاحتلال»، داعيا فرنسا لاستكمال جهودها السياسية الدولية.
مشاركة :