يسود مفهوم عام أن البكتيريا ضارة على الأشخاص؛ لكن الوضع يختلف في حالة البكتيريا التي تنتشر على جلد الشخص فالبكتيريا ليست ضارة في كل الأحوال؛ بل تعد نوعاً من الوقاية والحماية الطبيعية لمشاكل صحية وأمراض عدة، هذا ما توصل إليه فريق من الباحثين بالسويد؛ حيث أثبتوا أن هذه البكتيريا تنتج نوعاً من الأنزيمات، التي تتميز بخواص مضادة للأكسدة؛ من أجل إيجاد بيئة مناسبة لحياة هذه البكتيريا لتبقى على قيد الحياة؛ لكن في نفس الوقت تعمل هذه المضادات على وقاية الجسم من الأمراض، وقام الباحثون بإجراء هذه الدراسة من أجل معرفة المزيد من المعلومات عن سلالة البكتيريا المعروفة باسم بكتيريا حب الشباب؛ لأنها تظهر بشكل شائع على الجلد، وبصورة طبيعية عند المصابين بمشكلة حب الشباب.تمثل بكتيريا حب الشباب جزءاً من الميكروبات التي تعيش في جسم الشخص، وتزيد أعداد خلايا البكتيريا التي تعيش في جسم الإنسان عن عدد خلايا الجسم نفسه، وأشارت الدراسات إلى أهميتها لصحة الأشخاص؛ لأنها تنتج فيتامينات لا يستطيع الجسم صناعتها، وتساعد على عملية تحلل الطعام إلى مواد بسيطة سهلة الامتصاص، وتساهم في الحصول على العناصر الغذائية التي يحتاج إليها، وتدرب جهاز المناعة على رصد الأجسام الغريبة والمضرة، وتساعده في تكوين المركبات المضادة للعدوى، وأثبتت الدراسات أن التغيير في التوازن والتركيبة الطبيعية لهذه الكائنات الدقيقة، يؤدي إلى الإصابة بالعديد من الأمراض، وفي نفس الوقت يرجح الباحثون أن التعديل في هذه التركيبة يمكن أن يكون من الوسائل العلاجية الجيدة والفاعلة.اكتشف الباحثون في هذه الدراسة أن بكتيريا حب الشباب تنتج أنزيماً معيناً يوفر الوقاية من مشكلة الأكسدة، وأجرى الباحثون سلسلة من التجارب على خلايا مختبرية من جلد الإنسان، وتبين للباحثين أن هذا الأنزيم يعمل على تقليل الجذور الحرة، مع توفير حماية الجزيئات من التأكسد، وهي خصائص مفيدة للغاية لهذا الأنزيم خارج الخلية البكتيرية، والتأكسد يسبب الكثير من الأمراض الجلدية، مثل: الصدفية، وسرطان الجلد، ويرجح الباحثون أن خصائص هذا الأنزيم المضادة للأكسدة تصل في قوتها إلى نفس درجة بعض مضادات الأكسدة، مثل: فيتامين «سي» وفيتامين «إي»، وبذلك يفسر الباحثون وجود الاختلافات في الوقاية والحماية والإصابة بالمرض بين الأشخاص، التي ترجع إلى التفاوت في أعداد هذه البكتيريا بين الأشخاص، وبالتالي فإن معدل الأنزيم يتذبذب بين الزيادة والنقصان حسب هذا العدد.