البشير يدعو إلى معالجات فكرية لقضايا الهجرة والنزوح في العالم

  • 12/17/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

طالب الرئيس السوداني عمر البشير، بوضع سياسات لمعالجة قضايا الهجرة والنزوح في العالم، تقوم على اجتهادات فكرية، وعلى الحوار الهادف لتحقيق الأمن والاستقرار في العالم.وقال البشير في مخاطبة لـ«مؤتمر الفكر» الذي ينظمه حزبه «المؤتمر الوطني»، أمس، إن الاجتهادات الفكرية يجب أن تتقيد بالقيم الدينية والموروثات الثقافية للشعوب، وألاّ تتجاوزها. واشترط البشير لإدارة الحوار الفكري، التقارب مع هذه القيم والاقتراب منها، من أجل تحقيق الأمن التنموي، والاستقرار في العالم. واعتبر البشير ما سماه «تحرر الشعوب» ضرورة، وأشار إلى أن التحرر الحقيقي حسب منظوره هو «تحرر الفكر»، واعتبر تجربة حكمه نموذجاً يحتذى، وقال: «نحن نقدم نموذجاً فكرياً، يستند على منطلقات عقائدية إسلامية، تقوم على مخاطبة مختلف القضايا الإنسانية».ودرج حزب المؤتمر الوطني الحاكم، ويترأسه البشير، على إقامة مؤتمر سنوي للفكر، يناقش خلاله آفاق التنمية ومشكلات العالم، وتستمر دورة هذا العام على مدار يومين بدأت أمس، وتحمل دورة هذا العام شعار: «حوار فكري يؤسس لقواعد النهضة وبناء الأمة». وتناقش دورة المؤتمر الحالية 14 ورقة علمية تخاطب قضايا التنمية، وتتناول بالدراسة التجارب التنموية العالية، بهدف الوصول لتحقيق تنمية في البلاد، تقوم على «العلم والمعرفة». وأوضح رئيس الحزب الحاكم في كلمته للمؤتمرين، أن الهدف من المؤتمر هو مخاطبة «الأبعاد المفاهيمية والفكرية، لقضايا التنمية»، وقال إن عقد المؤتمر دلالة على أن «إتاحة الحوار دون الحجر على أحد، هو أساس التنمية والنهضة».وحمّل البشير في كلمته المواطنين المسؤولية عن تنمية وتطوير بلدانهم بقوله: «إدارة الموارد في العصر الحديث، لم تعد من مسؤوليات الدولة وحدها، بل يشارك المجتمع في تفاصيلها كافة». وحث المؤتمرين على «توظيف الأفكار وتنويعها»، وعلى اعتبارها «مورداً ضخماً لتحقيق الرفاه للشعوب»، معتبراً أفكار حزبه تجربة متاحة للعالم، وقال: «نهدف لتقديم تجربتنا في حزب المؤتمر الوطني للعالم، رغم تحديات الحرب والنزاع والحصار». ووصل مفكرون وقادة حزبيون من مناطق مختلفة من العالم للمشاركة في المؤتمر، من «الصين، وإثيوبيا، وفيتنام، والمغرب، وتونس، والنيجر وموريتانيا» وغيرها، إلى جانب الحضور الكبير للمفكرين السودانيين، وقادة وممثلين عن أحزاب سياسية وطنية.من جهته، قال لي غيون، نائب رئيس إدارة العلاقات الخارجية باللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، الذي يمثل حزبه في المؤتمر، إن العالم ما زال يواجه عدداً من الدول، تعيش أجواء مرحلة الحرب البادرة، في علاقاتها مع العالم. وأوضح غيون وهو يتحدث إلى المؤتمرين، أن العالم يشهد متغيرات معقدة ومهمة، بيد أن بعض الدول - لم يحددها - ما زالت لا ترى في علاقاتها مع العالم إلاّ الأرباح، وقال: «هي تسعى لتحقيق الربح، دون أن تضع حساباً للمصالح العامة للشعوب»، وتابع: «نحن ندعو لتبني مبدأ المصالح المشتركة بين الشعوب، وسيلة لحفظ الأمن والاستقرار في العالم، لا سيما أنه يمر بمرحلة شديدة التعقيد».وأشاد المسؤول الصيني الرفيع في كلمته بالعلاقات بين بلاده والسودان، ووصفها بأنها «متطورة»، وبأنها ظلت تتطور باضطراد منذ إقامتها عام 1959، وقال: «الرئيس عمر البشير، ظل يعمل على تعزيز هذه العلاقات وتطويرها طوال العقدين الماضيين». ويقيم حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان، علاقات قوية مع الحزب الشيوعي الصيني، بلغت ذروتها بإعلانه العام الماضي، على لسان مسؤولة علاقاته الخارجية أميرة الفاضل، أنه تلقى دعماً منه لبناء مقره الجديد.وتعد الصين شريكاً استراتيجياً للحكومة السودانية، وأسهمت شركاتها في استخراج النفط والغاز في البلاد، وظلت تعمل بعد أن عزفت الشركات الغربية عن العمل في السودان بسبب العقوبات الأميركية ضده. وحسب تقارير حكومية رسمية، فإن الاستثمارات الصينية في السودان تقدر بنحو 15 مليار دولار، بيد أن الاهتمام الصيني بالسودان تراجع - بحسب مراقبين - بعد انفصال جنوب السودان، وذهاب معظم الاستثمارات النفطية إلى الدولة الوليدة.

مشاركة :